"الإنسان و العمارة" يعالج تشوه مشاهد العمارة الصحراوية و يطرح البدائل
صدر مؤخرا عن الرابطة الولائية للفكر والإبداع، بولاية الوادي، كتابا بعنوان «الإنسان والعمارة» يطرح في طياته مسألة تشوه مشهد العمارة الصحراوية و يناقش بتشخيص علمي مدروس الخلل و يطرح بشكل مستفيض البدائل.
  يحتوي الكتاب على 20 محاضرة ،ألقاها باحثون و أساتذة خلال  فعاليات الندوة الفكرية التاسعة التي نظمتها الرابطة الولائية للفكر و الإبداع بدار الثقافة محمد الأمين العمودي ،و محورها  «الإنسان والعمارة» .
  وتطرق الكتاب في 289 صفحة، من الحجم المتوسط، إلى الإشكالية المطروحة من خلال تشخيص الخلل و تقديم البدائل كمقترحات و التي لخصها المشرف العام على هذا الكتاب رئيس الرابطة القاص والأديب بشير خلف في الاستهلال بقوله :» مشاكل العمارة المعاصرة في الجزائر و من خلال تنوعاتها الكثيرة، صارت في أغلبها لا تتوافق مع عمارة الإنسان الجزائري التي نشأ عليها والتي تغلب عليها سمات الحضارة الإسلامية « .
 وتوزع الكتاب على 03 محاور رئيسية ذات صلة بموضوع المؤلف «الإنسان والعمارة»، المحور الأول تطرق في 10 محاضرات إلى  «جدلية الإنسان والعمارة» من أهمها محاضرة بعنوان «فن العمران بين التأصيل والتغريب قسنطينة نموذجا « للأستاذتين أحلام عابد وبغواص زبيدة،  ومحاضرة ثانية بعنوان «التحصيصات السكنية بين البيئة العمرانية المستدامة والمعايير الإنسانية» بقلم الأستاذين بوشلوش عبد الغني و دحمان رشيد.
   وعالج  المحور الثاني في 04 محاضرات إشكالية «الإنسان والعمارة الصحراوية» و قدمت محاضرة الأستاذ إبراهيم هياق الموسومة بعنوان « الأبعاد الثقافية والاجتماعية لنمط العمران الصحراوي في الجزائر بين مد التغيير الاجتماعي وجزر المحافظة على الذات» في 15 صفحة ، عرضا لإشكالية المحور والكتاب عموما من خلال إعطاء تشخيص الأسباب التي أدت إلى التشوه العمراني بالمناطق الصحراوية وتداعياتها على الإنسان الصحراوي كفكر و تراث وثقافة .   
  و تناول المحور الثالث في 06 محاضرات موضوع «العمارة والإنسان في وادي سوف» و تطرق في هذا الصدد الأستاذ بشير خلف في محاضرته بعنوان «النقش على الجبس فن زخرفي راق» إلى تاريخ وجذور هذه الحرفة بولاية الوادي وأثرها على النمط العمراني بمنطقة «سوف».
  وأكد الأستاذ بشير خلف للنصر أن هذا الكتاب «الإنسان و العمارة» يتمحور حول فكرة جوهرية مفادها « لفت أنظار السلطات الإدارية ،لاسيما المهندسين المعماريين والمصممين ، إلى خطورة البرامج السكنية التي تنجز و لا تراعي خصوصية الإنسان الجزائري في علاقته مع البيئة وقيم العمارة الإسلامية ، و ذلك لا يتأتى إلا من خلال  إعداد السلطات الإدارية لدفاتر شروط ،تفرض على المهندسين المعماريين ،تجسيد خصوصية البيئة في التصميمات الهندسية لهياكل البناء».
  للإشارة، فإن الرابطة الولائية للفكر و الإبداع جمعية ثقافية فكرية ولائية،أسست سنة 2001 تقوم  كل سنة،منذ تأسيسها على تنظيم ندوة فكرية تعالج موضوع معين ذات صلة بالواقع ، تطبع أعمال الندوة  و المتمثلة في محاضرات لأساتذة و باحثين في كتاب يساهم في طباعته كل مديرية الثقافة و دار الثقافة محمد الأمين العمودي
ثابت.ب

الرجوع إلى الأعلى