الجــزائر تتــوّج بالذهب في العـاشرة

توجت الجزائر بالجائزة الكبرى لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي وهي الوهر الذهبي الذي فاز به فيلم «في انتظار السنونوات» للمخرج كريم موساوي الذي حظي هو أيضا بجائزة أحسن اخراج.
كان حظ الأعمال السينمائية الجزائرية وافرا خلال الطبعة العاشرة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي الذي أختتمت فعالياته سهرة الإثنين في غياب وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي ناب عنه رئيس الديوان، وحضور وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي والسلطات المحلية،  بعد أسبوع من التنافس والعروض والنشاطات، حيث توجت الأعمال الجزائرية بثلاث جوائز، منها الجائزة الكبرى الوهر الذهبي عن الفيلم الطويل «في انتظار السنونوات» الذي حصد أيضا جائزة أحسن اخراج لمخرجه الشاب كريم موساوي، إلى جانب تنويه لجنة التحكيم  بأحسن تمثيل واعد بالشابين هنية عمار ومهدي رمضاني اللذان كانا بطلا أحد أجزاء الفيلم الذي أراده المخرج إبحارا في عوالم مختلفة وقضايا متنوعة يعيشها المجتمع الجزائري بعد خروجه من فترة عشرية المأساة، حيث لازالت مخلفات الماضي تطفو على سطح حياة الناس في الحاضر في انتظار أمل الوصول للأفضل وقدوم سنونوات الربيع الجميل.
وكان الذهب أيضا من نصيب الجزائر في صنف الأفلام القصيرة حيث كانت جائزة الوهر الذهبي مناصفة بين العمل الجزائري «وعدتك» للمخرج الشاب محمد يارقي وفيلم فلسطيني بعنوان «5 أولاد وعجلة» للمخرج سعيد زاغة، بينما في صنف الأفلام الوثائقية تحصل «تحقيق في الجنة» للمخرج مرزاق علواش و «يوسف شاهين والجزائر» للمخرج سليم عقار على تنويه لجنة التحكيم، وعادت جائزة أحسن «فيلم موبايل» لعملين جزائريين وهما فيلم «هيومن» للمخرج الواعد عصام تعشيت وكان عن أطفال التريزوميا، وفيلم «كيف كان عيد ميلادك للمخرج محمد زاوش.
وتوزعت باقي جوائز المهرجان بين أعمال سينمائية من مختلف الدول العربية، حيث نال في صنف الأفلام القصيرة  «البنانوة» من مصر و»حبوب منع الحلم» من المغرب، تنويه  لجنة التحكيم، وحظي الفيلم السوداني «نياركوك» للمخرج محمد كوردوفاني، بجائزة لجنة التحكيم.
أما في فئة الأفلام الوثائقية فعادت الجائزة الذهبية للعمل الفلسطيني « اصطياد الأشباح» للمخرج رائد أنضوني وهو فيلم جميل، حيث أن الممثلين لم يكونوا سوى أسرى سابقين في سجون الإحتلال الإسرائيلي ومن بينهم المخرج، وشارك الجميع في إنجاز الفليم وأداء الأدوار التي كانت حقيقية ولكن أعاد كل واحد منهم بناء الزنزانة التي كان فيها وجسد البقية ادوار كيفية التعامل معه على مدار المدة التي ظل فيها في السجن، وحسب المخرج فإن الفيلم عرض في مقر الأمم المتحدة في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، فيما ظفر «ميل يا غزيل» من لبنان و»الفرقة» من العراق بتنويه لجنة التحكيم.
ووزعت جوائز الأفلام الروائية الطويلة بين عدة دول، ولكن كان للفيلم المشترك بين الجزائر وتونس ومصر «أوغسطينوس» جائزة الجمهور، وعادت جائزة أحسن دور نسائي للممثلة التونسية لطيفة قفصي عن دورها في فيلم «غدوة حي» وكانت جائزة أحسن دور رجالي   للفنان السوري أيمن زيدان في فيلم «الأب» للمخرج باسل الخطيب،  وأحسن صورة لمدير التصوير المغربي عادل أيوب الذي شارك في فيلم «البحث عن السلطة المفقودة»، فيما حصد الفيلم اللبناني «محبس» جائزة أحسن سيناريو للكتابة صوفي بطرس وجائزة أحسن تمثيل للممثلتين دارين حمزة و قهواجي ألكسندرا اللتان كانتا بطلتا العمل.
علما أن حفل الإختتام الذي احتضنه مسرح الهواء الطلق بوهران، كرم عدة وجوه فنية منها،  عزت العلايلي وهيام يونس وطاقم فيلم «ابن باديس» وطاقم فيلم «مولانا» من مصر.
هوارية ب

قالوا في الإختتام
الفنان حسان كشاش  
 الجمهور الجزائري لا مثيل له
كان مميزا فوق ركح مسرح الهواء الطلق خلال إختتام فعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي، حيث حمل كشاش وهرين من ذهب نيابة عن طاقم فيلم «في انتظار السنونوات» الذي تحصل على الجائزة الكبرى للافلام الطويلة وجائزة أحسن مخرج لكريم موساوي، ولكن بالنسبة لكشاش فهذه ثالث مرة يصعد لمنصة التتويج في مهرجان وهران الذي فاز خلال طبعاته الفارطة بجائزة أحسن ممثل وجائزة أخرى وهي الوهر الذهبي مع طاقم فيلم «النخيل الجريح».
ونوه حسن كشاش بالجمهور الذي رافق الفيلم وشجع الطاقم، إلى جانب أن المخرج كان له ما يريد أن يقوله،  فقاله عن طريق الفيلم، مضيفا أن الانتقادات التي تعرض لها الفيلم بعد عرضه بقاعة سينما المغرب لم تكن من  مختصين وبالتالي فهي وجهات نظر إعلامية تختلف عن نظرة المختصين الذين لاحظوا أن العمل يحمل معايير التتويج.

الفنانة السورية جمانة مراد
 الفيلم الجزائري يستحق الجائزة بجدارة
أشادت الفنانة السورية جمانة مراد بالفيلم الجزائري المتوج بالوهر الذهبي «في انتظار السنونوات»، وقالت أنه يستحق الوهر الذهبي بجدارة، كونه يحمل خصوصية سينماتوغرافية وخصوصية في تقنيات الإخراج إلى جانب الموسيقى الرائعة التي استخدمت فيه وكذا الممثلين الواعدين الذين برزوا في أدائهم. للتذكير فإن جمانة مراد كانت عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة التي كان يرأسها المخرج التونسي فريد بوغدير، كما أن جمانة مراد تشارك للمرة الثانية في المهرجان بعد حضورها مع طاقم فيلم «كف القمر» للمخرج خالد يوسف.

المخرج الفلسطيني رائد أنضوني
 فخور بأول جائزة عربية  من أرض الجزائر
أوضح المخرج الفلسطيني رائد أنضوني أنه فخور جدا بالجائزة التي تحصل عليها في الطبعة العاشرة لمهرجان وهران للفيلم العربي والتي تعد أول جائزة عربية يتحصل عليها خاصة وأن الفيلم هو أول عمل له ، و أضاف السيد رائد أن للجائزة طعم خاص لأنه ظفر بها في بلد أحس فيه بالحميمية وإحساس الإنتماء للعائلة وبحب الناس لفلسطين، حيث لمس هذا في الشارع  والمقاهي وعندما كان يركب الطاكسي وفي كل مكان يذهب إليه مثلما قال.  وعن المهرجان الذي حضر فعالياته، قال المخرج رائد أنضوني أن مهرجان وهران يستحق أن يكون أفضل من ما هو عليه لأن الإرادة موجودة لدى المنظمين و الإصرار على أن يحجز مهرجان وهران مكانا له ضمن المهرجانات الدولية. وتطرق المخرج في تصريح على هامش حفل الإختتام، لوضع السينما الفلسطينية التي تسعى مثلما أفاد للعمل على الإنسان وتجاوز مرحلة إظهار الفلسطيني دائما ضحية، بل هي تتجاوز أيضا الشعارات التي تعود عليها الناس على مدار السنين، مشيرا أن هناك سينما جديدة   تتناول أبعادا جديدة، مبرزا أنه في فيلمه الوثائقي الذي تحصل على الوهر الذهبي إستعان بأسرى حقيقيين نقلوا آلامهم وأوجاعهم الحقيقية، ورغم أنهم ليسوا ممثلين إلا أنهم برعوا في تقمص الأدوار وإنجاح الفيلم، رغم أنه نفسيا كان الأمر صعبا عليهم لدرجة أن أحدهم غادر التصوير في الأيام الأولى، ونوه المخرج بعرض الفليم في مقر الأمم المتحدة تزامنا والإحتفال بيوم الأسير الفلسطيني المصادف ل17 أفريل، كما عرض بفلسطين خلال مرحلة إضراب الأسرى. و في ما يتعلق بأماكن تصوير الفيلم التي كانت في مستودع فقط، قال المخرج أن التصوير في مناطق السلطة الفلسطينية بالمدن ليس صعبا ولكن الصعب هو الخروج عن هذا النطاق الجغرافي.

الفنانة الرومانية كريستين فلوتور
 أتمنى المشاركة في عمل سينمائي عربي
أوضحت الفنانة الرومانية كريستين فلوتور التي كانت عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، أن التجربة كانت مهمة بالنسبة لها في أول زيارة لها للجزائر، معتبرة أن مشاركتها في مهرجان وهران فرصة جميلة ومثمرة لأنها التقت بسينمائيين عرب وتعرفت على السينما العربية التي كانت لها عنها نظرة من خلال بعض الأعمال ذات الإنتاج المشترك والتي تعرض في مهرجانات أوروبا، كما أعربت عن إستعدادها للتمثيل في أفلام عربية إذا منحت لها الفرصة، و كانت الفنانة كريستين ترتدي اللباس التقليدي الجزائري في سهرة الإختتام والذي قالت عنه أنه شرف لها أن تلبس «الكراكو» الذي يعد جزءا من التراث الجزائري.  وعن اختيار الفيلم الجزائري «في انتظار السنونوات» ليكون متوجا بالوهر الذهبي، كشفت المتحدثة أن الإختيار كان نابعا من اتفاق لجنة التحكيم على النظرة المميزة للمخرج واستخدامه لشاعرية سينماتوغرافية رائعة، ومثل هذه الأعمال التي فيها تجديد يجب تشجيعها. و أضافت أنها تتمنى أن يختار المهرجان في طبعاته القادمة أعمالا تكون أكثر عمقا في الطرح ومركبة سينمائيا.       هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى