فتح مدارس موسيقية ضروري للحفاظ على أغنية «الياي ياي «  
أكد عبد القادر دعماش، رئيس المجلس الوطني للآداب والفنون، أن أغنية «الياي ياي « التي وصل صداها الى العالمية من خلال فنانين جزائريين، على غرار المرحوم خليفي أحمد ومقاري سليمان و اليوم عبد الرشيد مرنيز الذي يحمل مشعل هذا النوع من الأغاني الجزائرية التي تضرب جذورها في التاريخ العميق للمنطقة الممتدة من بسكرة إلى الأغواط و الجلفة، فالمسيلة، ثم بوسعادة ، و كذا في جذور الموسيقي العربية القديمة.
معنى أغنية « الياي ياي «، يضيف دعماش، هي نداء الإنسان الموجود في الصحراء وبين الرمال وصرخة حب و وطنية رجال الصحراء الذين يمتازون بقوة صوتهم وأدائهم لهذا النوع من الطرب العربي الأصيل.
وأوضح دعماش في كلمة ألقاها مساء أول أمس بمناسبة انطلاق أيام القصبة والناي التي تمتد على مدار ثلاثة أيام، خلال قعدة الياي ياي بدار الثقافة الشهيد قنفود الحملاوي بالمسيلة، بأن أداء « الياي ياي» « يتضمن آهات ونداء و يعكس الحب والوطنية و المستقبل والتاريخ، و كذا صرخة الإنسان الجزائري الذي يقطن في المنطقة التي أنجبت هذا الشعب العريق القوي، مشيرا إلى  أن مؤدي هذا النوع من الغناء، لا بد أن يكون ذا حنجرة قوية ونفسا طويلا و يتمتع بقدرات عالية، مؤكدا بأن ليس ّأي أحد بإمكانه أداء» الياي ياي «.
و أكد المسؤول «إن  الحفاظ على هذا الموروث غير المادي، يتطلب منا ومن السلطات العليا والمحلية بالمنطقة، أن نعمل بجدية من أجل فتح مدارس تعنى بتعليم وتدريس هذا الطابع الموسيقي الذي يمتد تاريخه إلى الموسيقي العربية القديمة والأصيلة، وهو ما يحمل دلالات قوية على أنها ليست أغنية جاءت من فراغ، لكن لها جذورها التي تضرب في أعماق المنطقة و من أنواعها «البابوري»، «الكردادي»، «ترياش» و  «36»، وهي أنواع الياي ياي المعروفة، و لابد أن نذكر العديد من الأسماء التي مرت بمنطقة المسيلة وساهمت في تجاوز الأغنية  حدود المنطقة والمكان إلى العالمية ، بدءا بعبد الرحمان المسيلي و الشيخ الشاعر محمد بن الزوالي وهو أحد العمالقة الذين تتلمذ على يدهم السعيد بوعشرين، وتلتها شخصيات فنية أخرى في صورة محمد الطاهر و خليفي أحمد ، إضافة إلى مقاري سليمان الذي درس وعلم المرحوم الفنان المعروف عبد الحميد عبابسة».بخصوص سليمان المقاري، شدد بن دعماش، بأنه يعتبر أحد المساهمين الفعليين في إيصال هذا النوع من الغناء الجزائري إلى العالمية، حيث كان يؤمن كثيرا بهذا النوع من الموسيقى و سعى إلى نشرها خارج الجزائر، على اعتبار أنه كان يقطن في فرنسا في تلك الفترة،  و أدى دورا كبيرا في ذلك ، خاصة و أنه ملم بتاريخ المنطقة و آدابها الشعبية، و هناك أيضا المرحوم خليفي أحمد الذي ذاع صيته في ما بعد. واليوم ، كما قال المتحدث، يحمل الفنان عبد الرشيد مرنيز، ابن منطقة المسيلة، المشعل من خلال مشاركاته المستمرة في المحافل الدولية والتظاهرات العربية، مؤديا أغنية « الياي ياي « التي تمثل صرخة الإنسان الجزائري، تعبيرا عن الحب والوطنية، مؤكدا على ضرورة العمل على فتح مدارس للحفاظ على هذا النوع الفني و تلقينه للأجيال القادمة .     
  فارس قريشي 

الرجوع إلى الأعلى