جزائريــات يخاطبـن المجتمع بلغــات الثقافــة والعلــوم

تتنوّع مجالاتهن وتختلف منصات تواجدهن، لكنهن يتشاركن الغاية ذاتها والسعي لإفادة المجتمع والمبادرة إلى النهوض به، هن جزائريات فضلن التميّز في العالم الافتراضي من خلال محتوى هادف وبناء، فبادرن إلى قطاف خبرات ومعلومات من شتى ميادين المعرفة على غرار التكنولوجيا و اللغات و البحث العلمي و علم الفلك، وتقديم ثمارها في شكل رسائل هادفة موجهة إلى الشباب وحتى العائلات، لتتحوّل حساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جسور تواصل وتفاعل تراعي القيّم وتمزج بين التربية والتعليم و المتعة.

إيناس كبير

أدركت كل من فاطمة الزهراء و شيماء و سلمى وأسماء، أهمية دور المرأة في صناعة الوعي الاجتماعي، فقررن تقديم محتوى هادف يخالف الصور النمطية و الابتذال الشائع على مواقع التواصل والذي يحصر المحتوى النسوي في التجميل و الطبخ و الموضة والرقص، فجمعن عدتهن من علم وأفكار وثقافة، للتميز في عالم «الميديا الجديدة» وصناعة محتوى نوعي لا يهتم بعدد المشاهدات و التفاعل والانتشار، بقدر ما يهدف لخدمة المجتمع وترقية الذائقة و تكريس اهتمامات واتجاهات أكثر فائدة، شعارهن في ذلك هو أن بناء فرد واحد صالح في المجتمع تمهيد لتجهيز جيش يصد الأفكار الهادمة السلبية.

* شيماء أمين خوجة
فلكية تنشر المعرفة و تضحد الخرافة بالحجج العلمية
تُخصّص شيماء أمين خوجة، خريجة  تخصص الفيزياء الفلكية من جامعة قسنطينة، محتواها لعلم الفلك و تبسطه للمتابعين، حيث تقول إن أي شخص يستطيع بناء قاعدة معرفية في هذا المجال، وبأنها اختارت تناول الظواهر الفلكية التي يعيشها الإنسان يوميا، مثل شروق الشمس وغروبها لون الشمس و لون النجوم و حتى شكل القمر، كما تقدم معلومات حول المجرات والكواكب، مرجعة  ذلك إلى الفضول الذي يتولد داخل الإنسان أمام هذه الموجودات فيسعى دائما إلى  فهمها والبحث عن تفسيرات لها.
وتقول صانعة المحتوى، بأنها تحاول أن تجعل المتابع أقرب إلى الكون الذي يعيش فيه، أما الشق الثاني من محتواها فمتعلق كما قالت، بتصحيح الإشاعات والمعتقدات الخاطئة المنتشرة حول الظواهر الفلكية و الخرافات الشعبية والأساطير، مثل تأثير القمر على الإنسان، وتصديق الأبراج ونفت محدثتنا، أن تكون لهذه الإشاعات أية علاقة بالعلم، حيث ترى بأن من واجبها أن تدافع عن العلم حتى لا يفقد الإنسان ثقته به بسبب من يستغلونه في أمور سلبية خصوصا وأن الأمور الغيبية أصبحت تلقى رواجا كبيرا حاليا وفقا لما أوضحته.
أما جمهور شيماء فهو من طلبة الثانوية والجامعة، بالإضافة إلى الآباء والأمهات الذين تخصص لهم مواضيع حول كيفية التعامل مع الأطفال في البيت، وبعض الأنشطة المفيدة التي يستعينون بها في تسلية أبنائهم، فضلا عن مشاركتهم بعض الأنشطة الخاصة بعلم الفلك والموجهة للأطفال، إذ أعلمتنا أنه كانت لها تجربة مع جمعية الشعرى منذ سنة 2016، وأخرى مع مؤسسات ومراكز متواجدة على مستوى ولاية قسنطينة، وأردفت صانعة المحتوى، بأن  الورشات التي تقدمها تنمي فضول الطفل وتعزز ثقته بنفسه وقدراته على الخوض في المجال العلمي، مضيفة بأن الهدف منها هو تربية الأجيال الجديدة على حب العلوم وعلم الفلك تحديدا.
واهتمت شيماء بالفلك قبل أن تدرسه كتخصص أكاديمي، عبر الأنشطة والمبادرات العلمية التي كانت منخرطة فيها، كما كانت تشاهد «فيديوهات» على اليوتيوب متعلقة بالمجال، ثم بدأ نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي عبر مشاركة صور و شروحات بسيطة، فضلا عن القيام بتفريغ صوتي للمحتوى العلمي، وكتابة مقالات في مجال الفيزياء لتنتقل بعدها إلى إنشاء محتوى سمعي بصري.
وعن التفاعل مع ما تقدمه، قالت بأن الجهد المبذول في المحتوى العلمي في الجزائر مقارنة مع غيره من المحتوى ما يزال محدودا، والتفاعل معه قليل، مع ذلك أكدت بأن الكثير من الرسائل تصلها من مهتمين يريدون التعمق أكثر في المجال، وأحيانا يراسلونها للتأكد من معلومة ما، أو يبحثون عن مصادر يستعينون بها في اكتشاف علم الفلك الذي اعتبرته خريجة الفيزياء الفلكية، جديدا نوعا ما في الجزائر، وتابعت شيماء بأن هذا الاهتمام يضمن للمحتوى العلمي المحافظة على مكانته والتوسع تدريجيا، أما بالنسبة لها فتركز على نوعية المتابعين أكثر من أعدادهم.
النظرة النمطية تطغى على المحتوى الذي تقدمه المرأة
وترى صانعة المحتوى، بأن المحتوى النسوي في الجزائر ضئيل نوعا ما، مقارنة مع أنواع أخرى، بالرغم من تواجد الكثير من صانعات المحتوى الجزائريات اللواتي تميزن في مجالات مختلفة مثل البترول و الميكانيك وعلقت شيماء بأن الأمر راجع إلى عدم تعود المجتمع الجزائري على تقديم المرأة لمحتوى رقمي، وواصلت قائلة بأن هذا الفكر تترجمه بعض التعليقات السلبية التي تحصر المرأة في الأعمال المنزلية فقط، مضيفة بأن الصورة الذهنية التي تحملها العائلات عن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت أيضا في تغييب المرأة عن الشاشات الإلكترونية.
وعبرت شيماء، بالقول بأن قرار المرأة في أن تكون صانعة محتوى ينبع من قناعتها بما تقوم به، فضلا عن إخلاصها النية لله سبحانه وتعالى، إذ تضع نصب عينيها نصرة العلم ومشاركة أكبر قدر من المعلومات والخبرات، مردفة بأنها تكتسب الثقة في محتواها من البحث والتحري عن كل المعلومات قبل نشرها، وأن تتعامل مع تواجدها على مواقع التواصل الاجتماعي على أنه مسؤولية تحاول من خلالها أن تقدم بديلا تنافسيا يهدف لتغيير التوجهات والأفكار النمطية.
كما ترى محدثتنا، بأن تواجد المرأة على مواقع التواصل الاجتماعي في هذا العصر أصبح ضرورة ومهم جدا، خصوصا المرأة المتعلمة والنخبوية، التي يجب أن تصنع الفرق وتساعد في عملية بناء الوعي، كما ترى شيماء بأن الترويج لهذا النوع من النساء يجعلهن قدوة للفتيات حتى لا تختزل صورة المرأة في خانة ضيقة خصوصا في ظل انتشار من وصفتهم «بالقدوات الوهمية»، و ترويجهن لأفكار سلبية عن المرأة الجزائرية والمسلمة بالدرجة الأولى.
أما الرسالة التي تسعى شيماء أمين خوجة لترسيخها، فهي  أن العلم يبني الأوطان لذلك تركز في حسابها على أهمية طلبه ونشره وغرسه لدى الأطفال، وهي مهمة ترى أنه يجب أن يتعاون عليها كل أفراد المجتمع خصوصا من جانب تسهيل الوصول إلى المعرفة، و تشجيع الانخراط في الجمعيات العلمية والمشاركة في الورشات والمبادرات المفيدة منذ سن صغيرة.

* فاطمة الزهراء بن عراب
مهندسة تستهدف الأولياء لبناء جيل صديق للتكنولوجيا
تقدم صانعة المحتوى في مجال الوعي الرقمي والتكنولوجي والدكتورة في الهندسة، فاطمة الزهراء بن عراب، على حسابها زبدة خبرتها وتجاربها في مجال التكنولوجيا، وتضع بين أيدي الأطفال محتوى مفيدا يساعدهم على بناء شخصية القارئ فتحفزهم على المطالعة في مجالات متنوعة، كما تشارك معهم عناوين تثير انتباههم وتصب في وعاء الاهتمام بالتكنولوجيا والبيئة والتعلم، كما تصحح فاطمة الزهراء نظرة أولياء عن التكنولوجيا فتقدم لهم جانبها الآمن كما تطلعهم على الاستخدام الأصح لها ليتجنبوا سلبياتها، وتشارك أيضا أساليب تدريبية و تنظم ورشات لتكوين الطفل في مجال البرمجة و مساعدته على بناء معرفته وتطوير مهاراته الرقمية.
شاركتنا فاطمة الزهراء الهدف الذي جعلها تسجل حضورها في العالم الافتراضي، وهو قرار طبيعي يتماشى مع متطلبات العصر كما قالت، حيث تعتبر صناعة المحتوى جزءا من حياة كل شخص يمتلك معرفة ليشاركها مع العالم، أما عن تخصيص محتواها للتكنولوجيا فقالت، بأنه نابع أولا من تخصصها الجامعي، ثم مما لاحظته كباحثة ومهندسة من ناحية توجه المجتمع نحو الفضاء الافتراضي.
وأردفت صانعة المحتوى الرقمي، بأن رهان التحول إلى مجتمع المعرفة، متوقف على بناء جيل جديد صديق للتكنولوجيا من جميع الجوانب، واصفة الأطفال بالبذرة  التي يجب رعايتها كما ينبغي، وبالخصوص في الجانب المتعلق بالاستخدام الإيجابي لمنتجات العالم الرقمي، فيصبحون بدورهم مساهمين في عملية تطوير المحتوى الجزائري الهادف.
وترى فاطمة الزهراء، أن الهدف يتحقق من خلال مرافقة الأولياء لأطفالهم في هذه الرحلة، لذلك فهي تشركهم أيضا في عملية خلق الوعي التكنولوجي لأنهم الأقرب إلى أطفالهم.
كما تؤكد محدثتنا، بأن المرأة يجب أن تدرك دورها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتترك بصمتها في صناعة التغيير لدى أفراد المجتمع خصوصا لدى النساء، و ترى صانعة المحتوى، بأن خطاب المرأة لبنات جنسها يكون أوضح وأقرب لأنهن يتشاركن التجارب نفسها، وهو ما يجعلهن الأقدر على فهم بعضهن وإيجاد حلول لمشاكلهن خصوصا ما تعلق بتنشئة أطفالهن ورعايتهم، وتقول بأن سعادتها الحقيقية ليس في تحقيق مشاهدات كبيرة، بل عندما تصلها رسائل من أمهات يخبرنها فيها عن تجاوب أطفالهن بشكل إيجابي مع التكنولوجيا وتطور مهاراتهم في استخدامها.

* أسماء
بودكاستر تحارب الصورة النمطية للمرأة على المنصات
استغلت صاحبة بودكاست « قهوة وبودكاست ديزاد»، وأستاذة اللغة الإنجليزية أسماء، الفراغ الذي تسببت فيه جائحة كورونا في حياة أفراد المجتمع سنة 2019، لتبدأ في صناعة المحتوى ومشاركة متابعيها ما تتعلمه، حيث لاحظت بأنه يوجد الكثير من المحتوى المفيد باللغة الإنجليزية غير متوفر بالعربية أو اللهجة الجزائرية، ففكرت في جمع وترجمة ما تطالعه من معلومات ومقالات وتصميمها في شكل فيديوهات.
وقالت، بأنها اختارت صناعة المحتوى من أجل صحتها النفسية أولا، وللحفاظ على التواصل مع المجتمع الجزائري بعد سنوات من الغربة، حيث وجدت نفسها مشتاقة للحديث باللهجة الجزائرية، مضيفة بأن الفكرة جاءت من كسر القاعدة التي تعتبر هذه اللهجة المنتمية لهويتنا لا تصلح لشرح مواضيع علمية معقدة.
وتستهدف صانعة المحتوى فئات مختلفة، تقدم لكل منها ما تحتاجه، حيث تخصص محتوى لتعليم اللغة الإنجليزية للماكثات في البيت أو للأشخاص الذين لا يجدون الفرصة والوقت لتعلم هذه اللغة، وتقول إنها تقدم لهم حلقات «بودكاست» كهدية تساعدهم في ذلك.
أما المواضيع الأخرى فتتنوع و تتخذ ثلاثة أصناف، منها ما يخص علاقة الفرد مع نفسه، و تحرص على أن يفهم متابعوها أفكارهم وهواجسهم فتساعدهم على التغلب عليها وتكوين علاقة صحية مع الذات وتقبل الواقع وتجاوز الماضي، كما تشرح العلاقات الاجتماعية، حيث علقت في هذا الجانب  قائلة: «أؤمن بأن سعادتنا تُبنى عندما تكون علاقة مع الآخر جيدة سواء الأهل أو الأصدقاء أو زملاء العمل»، مضيفة بأن السر في تحسن العلاقة هو التواصل بشكل سليم فيما بيننا الامر الذي اعتبرته غائبا نوعا ما في مجتمعنا خصوصا من ناحية التعبير عن أنفسنا وما نريده، وأرجعت ذلك إلى التنشئة الخاطئة، أما التوجه الآخر الذي يميز محتوى أسماء، فيخص الجانب الصحي للإنسان، و الجسم والشكل الخارجي وقالت، بأنها تجمع آخر ما توصلت إليها البحوث العلمية في هذا الجانب ثم تقوم بترجمة النصوص و تلخيص الدراسات وتبسيطها ونشرها.
وأوضحت محدثتنا، بأن عدم تخصصها في هذه المجالات لم يمنعها من التطرق إليها، حيث ترى بأن مهنتها كمعلمة جعلتها تدرك بأن من واجبها أيضا، أن تبسط المعلومات وتوفرها لبقية الفئات للاستفادة منها سواء على «أنستغرام» أو من خلال البودكاست.
وتتناول أسماء من جهة أخرى، مواضيع متعلقة بالعدوان الصهيوني على غزة وتقول إن الوضع أثر عليها كثيرا خصوصا في ظل عجز الأفراد على تقديم المساعدة، لذلك اختارت كصانعة محتوى أن تتحمل مسؤولية توعية متابعيها بما تعانيه فلسطين، وعقبت: «من واجبنا إيجاد حلول بديلة مثل عدم تزويد العدو بالأموال التي يستخدمها في قتل إخواننا، ومواصلة الحديث عن مشاكل الأمة».
وعن نشاطها على مختلف المنصات الإلكترونية،  تعبر أسماء بأن تواجد المرأة المثقفة في الفضاء الإلكتروني، يعد فرصة للحديث مع الناس أينما وجدوا، فضلا عن تعليمهم وتوعيتهم، وترى بأن الشابات والمراهقات بحاجة إلى نماذج مختلفة من النساء، حتى يدركن بأن المرأة تستطيع القيام بأي مهمة بشكل جيد وسليم  فتتعلم و تدرس و تطبخ وترعى عائلتها دون أي عائق.

* سلمى بكوش
مدونة تشارك قصصا ملهمة وتجارب تحفز على النجاح
تحمل المدونة وصانعة المحتوى على منصة «لينكد إن» سلمى بكوش، رسالة هادفة و شعارها في الحياة « زكاة العلم نشره»، حيث تشجع الناس على مشاركة تجاربهم البناءة والإيجابية، و تؤمن بأن القصة قادرة على تعليم الإنسان الكثير من الأشياء، خصوصا إذا كانت قصة نجاح أناس عاشوا ظروفا معينة، فيستطيع الشخص استخلاص دروس وعبر مفيدة تساعده في مشواره.
وذكرت الشابة، بأنها تحاول على سبيل المثال، إيجاد حلول لمشاكل تواجه الطلبة أو تؤرقهم، كمشكل التوجيه المنتشر على نطاق عالمي، مشيرة إلى أن الطالب يطرح في مرحلة الدراسة بالثانوية أسئلة كثيرة تشوش تفكيره، من قبيل البحث عن فرص ووسائل تجعل منه متمكنا في مجال معين مستقبلا، فضلا عن اختيار تخصص يناسب ميولاته، وهنا يأتي  دورها كصانعة محتوى، توفر له وسائل تساعده وتوجهه ويستطيع بفضل استخدامها تحديد مصيره، كتلخيص كتب متعلقة بتطوير المهنة وتحفيزه على المطالعة، وتعليمه كيف يوظف الأفكار في مساره الأكاديمي والمهني مستقبلا، بالإضافة إلى فهم سوق العمل وكيف يبرز نقاط قوته ويستخدم سيرته الذاتية بشكل صحيح، كل هذا تراه المدونة مهما لتعزيز الوعي والتغيير.
وتقدم سلمى أيضا، على منصة البودكاست، سلاسل تستضيف فيها ضيوفا من مجالات مختلفة يشاركون تجاربهم الأكاديمية والمهنية، سواء داخل الوطن أو خارجه، وتقول بأنها تختار المواضيع لتكون مصدر إلهام للمستمع أو المشاهد الذي يأخذ منها العبر المفيدة، فضلا عن برمجة حلقات حول كتابة السير الذاتية، وبناء حساب «لينكد إن»، وتنشر صانعة المحتوى صورا للفعاليات العلمية التي تحضرها، فتحاول قدر الإمكان تصوير ومشاركة فيديوهات وملخصات عن المحاضرات ومشاركتها على مختلف المنصات التي تتواجد عليها.
وتصحح المدونة وصانعة المحتوى على منصة «لينكد إن»، الأفكار الخاطئة التي تسوق حول مجال ريادة الأعمال من قبيل «أترك دراستك وتوجه نحو العمل، ابدأ مشروعك وقم بالخطوات ذاتها التي اعتمدها شخص آخر لتحقيق النجاح»، الأمر الذي اعتبرته ضربا من الخيال ولا يمت للواقع بصلة، وأوضحت محدثتنا بأن الأجدر هو تركيز الشخص على نفسه وتزويدها بالمعرفة اللازمة، وفهم محيطه الحقيقي، لأن الفرد الذي يدرك هذه النقاط سيبدأ ببناء مسار مهني يليق به بعيدا عن كل الفوضى التي تحدث في الخارج.
 كما تطرقت سلمى، إلى الهوس بالأضواء والشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت إنه توجد الكثير من المشاريع الناجحة مع ذلك يفضل أصحابها البقاء بعيدا، لأنهم يدركون تماما أن الظهور قد يضرهم أكثر من نفعه وخاصة في ظل انفجار ما وصفته بفقاعات المشاريع الناشئة والوهمية.
وشرحت المدونة، بأن الأسلوب الصحيح للنجاح في ريادة الأعمال قائم على الاستفادة من المشاريع الدراسية التي تحاكي مشاكل معلوماتية ضمن إطار منهجي، ومحاولة إيجاد حلول لها مع دراسة جدوى وتخطيط لميزانية المشروع وأردفت، بأن الطالب يتعرف من خلالها على مهارته ويكون قادرا على تحديد مساره، فضلا عن المشاركة في دورات تكوينية يتلقى خلالها المفاهيم المتعلقة بريادة الأعمال، أين يجد نفسه في تجارب وبرامج تبادل تخلق له فرصا للتعرف على المجال وتساعده على تحديد قراره بشكل صائب.
وعقبت بكوش، بأنها لا تقصد من خلال كلامها عدم تشجيع الناس على المقاولاتية، بل تدعوهم للبحث أكثر عن أساسياتها وتعلمها بشكل صحيح ومعرفة أين يضعون مهاراتهم وما يناسبهم أكثر « الوظيفة بدوام كامل، أو أن يكونوا أصحاب مشاريع ريادية» كما عبرت. وترى سلمى، أن التأثير الإيجابي للمرأة ينبع من تقديمها أنشطة تساعد على حل مشاكل الآخرين، كما تجعل الفتيات يدركن أن لكل مشكلة الكثير من الحلول التي تتعرف عليها من تجارب الآخرين على أن تكون مشاركتها بناءة، حتى تستطيع المراهقة والشابة والمرأة على حد سواء الاستفادة منها، وهو ما اعتبرته محدثتنا مسؤولية كبيرة تجعلها تتحرى المصداقية في المعلومات التي تنشرها، مشيرة إلى أن «صناعة المحتوى ليست حكرا على جنس دون آخر، بل كلنا نتحمل مسؤولية خلق الوعي والتغيير للأفضل كما يجب أن نكون أحسن سفراء للجزائر» على حد تعبيرها.
إ.ك

الرجوع إلى الأعلى