تفرض درجات الحرارة العالية بالمدن الجنوبية تطبيق نظام خاص خلال فصل الصيف، وتتغير عادات السكان وتضبط كل الأمور والمواعيد اعتمادا على مقياس درجات الحرارة، وعند ساعات الذروة تعلق كل النشاطات والأعمال، حيث أصبح هذا التصرف عرفا سائدا بين الناس. وتعد مدينة الوادي من بين الولايات المعنية بهذا النظام، حيث يبدأ السكان في التسابق مع الزمن منذ الصباح، ليتوقف كل شيء عند منتصف النهار، وتتحول إلى "مدينة أشباح" بعد أن تفرض حرارة الشمس "حظر تجوال" إلى غاية الساعة الخامسة مساء، وهو التوقيت الذي تعود فيه الحياة مع انخفاض نسبي لدرجات الحرارة إلى غاية الثامنة مساء، وهو واقع وقفنا عليه في روبورتاج قمنا بإعداده تحت درجة حرارة قاربت 49 درجة.
روبورتاج: عبد الله بودبابة
وصلنا مدينة وادي سوف حوالي الساعة الحادية عشر صباحا، حيث توجهنا مباشرة إلى سوق المدينة المعروف باسم سوق الأعشاش، وهو سوق كبير يتوسط المدينة وينشط فيه عدد كبير من التجار بعضهم ينشط بطريقة شرعية والبعض الآخر تجار متنقلون يعرضون سلعهم على حافة الطرقات والساحات المفتوحة من السوق، كما أن هذا السوق الذي يتميز بحركية كبيرة ويعرف تعاملات تجارية كبيرة جدا، منظم بطريقة خاصة وفقا لقواعد وضعت منذ سنوات بعيدة، حيث ينحصر كل نشاط في جهة محددة، فعلى سبيل المثال يتخذ باعة المجوهرات الجهة الغربية فقط ولا يمكن أن تجد محلا لبيع المجوهرات في أي جهة أخرى، رغم الحجم الكبير للسوق والذي يعد مقصدا لآلاف المواطنين من ولاية الوادي والولايات المجاورة على غرار تبسة، ورقلة وغيرها، إلى جانب القادمين من الجمهورية التونسية عبر المعبر الحدودي طالب العربي الذي يبعد عن بلدية الوادي بحوالي 150 كلم فقط.
أسواق ضخمة تخلومن المتسوقين بعد منتصف النهار
لم يمر على تواجدنا بسوق لعشاش بضع دقائق حتى لا حظنا قيام بعض التجار بالتأهب لغلق محلاتهم، رغم أن الساعة لم تتجاوز الحادية عشر والنصف صباحا، وقد كان الأمر في البداية يبد عاديا جدا، إلى أن امتد الأمر إلى أكثر من نصف تجار السوق، كما شمل الأمر أيضا التجار الذين ينشطون بطريقة غير شرعية، من خلال قيامهم بجمع السلع التي كانوا يعرضونها ويقومون بالمغادرة وهو ما دفع بنا إلى طرح السؤال على من تبقى من تجار وعددهم قليل جدا، قبل أن يصبح السوق مهجورا بشكل شبه كلي مع حلول الساعة الواحدة زوالا، وكأن الأمر يتعلق بيوم جمعة أو عطلة عيد.
وقد حدثنا جمال وهو شاب في نهاية الثلاثينيات من العمر ويملك محلا لبيع أحذية الأطفال بالسوق منذ قرابة خمس سنوات،  وجدناه يهم بغلق محله التجاري، حيث أكد أن نظام السوق والعادة عموما بمدينة واد سوف تقتضي غلق المحل عند منتصف النهار، وذلك لعدم وجود زبائن يتجولون بعد هذه الساعة، فالجميع حسبه يحتمي داخل المنازل من الحرارة ، قبل العودة مساء بعد أداء صلاة العصر، حيث يعود لفتح محله مرة أخرى ويقوم بعرض سلعته إلى غاية صلاة المغرب أي حوالي الساعة الثامنة ليلا، وهو موعد الغلق النهائي للمحل إلى غاية صبيحة اليوم الموالي حوالي الساعة الثامنة والنصف، كما أوضح محدثنا أن كل التجار بلا استثناء داخل سوق لعشاش يغلقون محلاتهم وهو عرف جرى الالتزام به منذ زمن طويل، و مرتبط أساسا بقساوة الطبيعة.
كما أكد لنا عماد في نهاية العقد الرابع من عمره يعمل كبائع في محل لبيع الأواني المنزلية: "خلال فصل الصيف نبدأ عملنا صباحا حوالي الساعة الثامنة، أما الزبائن فلا يتوافدون على السوق إلا بعد الساعة التاسعة ما عدا في عطلة نهاية الأسبوع، حيث يفتح السوق مبكرا، ويعرف توافدا كبيرا للزبائن خاصة من التونسيين، ويشهد الفضاء طوال الفترة الصباحية تجول آلاف المواطنين والمتسوقين، وبعد الساعة الحادية عشرة ينخفض تجول المتسوقين إلى غاية منتصف النهار، حيث يعلق التجار عملهم إلى غاية الساعة الرابعة والنصف مساء ".
ويتابع محدثنا "في الفترة المسائية نلتزم باستئناف نشاطنا التجاري، وذلك رغم أننا لا نستفيد كثيرا من الناحية المادية، حيث نحاول الالتزام مع الزبائن مهما كان المقابل المادي الذي نحصله، وهذا الأمر ليس مقتصرا علينا فقط بل أغلب التجار يتقاسمون هذه الوضعية، ونحن راضون بها، وقد اعتدنا عليها، كما أن الكثير لا يتذمر من هذا الأمر، وقد أصبح جزءا منا في هذه المساحة الجغرافية".
الحياة تتوقف منتصف النهار
ما إن تدق الساعة الثانية عشر دقتها الأولى حتى تتحول مدينة واد سوف إلى مدينة أشباح، حيث يسارع المواطنون إلى التوجه نحو منازلهم، والموظفون إلى أماكن عملهم، وحتى الحرفيون وأصحاب المهن الشاقة يعلقون عملهم إلى ما بعد الساعة الخامسة مساء، الوقت الذي تنخفض به درجات الحرارة قليلا، مقارنة مع هذا الوقت من النهار، وهو الأمر الذي لاحظناه خلال جولة استطلاعية قادتنا إلى وسط المدينة، أين اختفت مظاهر الحياة، إلا من حركة  محتشمة جدا من بعض المركبات وأربع سيارات أجرة كانت متوقفة بمحطة مقابل مقر مديرية السياحة.
ولدى تواجدنا بالموقف بادر إلينا سائق سيارة أجرة وهو شاب في بداية الثلاثينيات من العمر ليسألنا إن كنا نبحث عن سيارة أجرة أو أي مكان آخر، بعد أن اكتشف أننا غرباء عن المدينة، وبعد أن كشفنا له عن هويتنا أكد أنه علم بأننا لسنا من قاطني مدينة وادي سوف وذلك لأننا نتجول في وقت الظهيرة، عكس السكان الأصليين الذين يتفادون البقاء خارجا في هذا الوقت من النهار، مضيفا، "من الممكن أن نصاب بضربات شمس إذا ما واصلنا التجول تحت درجة حرارة تجاوزت 45 درجة في الظل".
ولدى استفسارنا عن مردودية العمل خلال فترة الظهيرة صرح محدثنا: "في العادة لا نقل الكثير من الركاب خلال هذا الوقت، فأغلب المواطنين يتفادون الخروج، غير أن الاستثناء موجود، ونحن هنا لضمان الخدمة، رغم أن المقابل المادي ضئيل جدا، ولا يسد حتى مصاريف السيارة من بنزين، سيما وأنك بمدينة مثل وادي سوف لا يمكنك العمل كسائق سيارة أجرة وسيارتك لا تتوفر على مبرد، وهذا أمر مكلف بالنسبة لنا ويزيد من حجم استهلاكنا للوقود".
وقد واصلنا جولتنا بعدد كبير من شوارع مدينة وادي سوف التي تشتهر بحركية كبيرة، وتعرف ازدحاما خلال الأيام العادية، على غرار أحياء "الدودي" 5 جويلية، حي مستور، الشقايق، و المصاعبة وحتى سوق ليبيا الذي كان مهجورا عن آخره، وكأن الأمر يتعلق بفرض حظر للتجوال، وحتى محطة المسافرين لم يتبق منها سوى الاسم، حيث تحولت إلى حظيرة شاغرة ، فلا حافلات ولا سيارات ولا حتى مسافرين بعد منتصف النهار، وقد استغلتها عشرات العائلات من اللاجئين الأفارقة كمأوى لها حيث يتجمع العشرات منهم تحت مواقف الحافلات التي توفر لهم ولأبنائهم القليل من الظل.
موظفون بهيئات رسمية يلتزمون بدوام المدن الشمالية
وعلى الرغم من أن المدينة تعيش نظاما خاصا خلال فصل الصيف، إلا أن الموظفين بالهيئات الرسمية والمؤسسات العمومية يصنعون الفرق، فهم يلتزمون بنظام الدوام العادي والذي لا يختلف عن المدن الشمالية، حيث يلتحقون بأماكن عملهم على الساعة الثامنة صباحا، قبل أن ينقطعوا من أجل تناول وجبة الغداء عند منتصف النهار، ثم يجددون التحاقهم بأماكن عملهم إلى غاية الساعة الرابعة، أما الموظفون الذين لا يملكون سيارات خاصة، فهم مجبرون بالبقاء بمقرات عملهم إلى غاية الساعة الخامسة، وذلك لتفادي حرارة الطقس والبقاء في انتظار مرور وسيلة نقل.
ورغم أن الحكومة أقرت نظام دوام للولايات الجنوبية حيث يتعين على الموظفين والهيئات الرسمية الانطلاق في العمل حوالي الساعة 7 صباحا وذلك إلى غاية الثانية بعد الزوال، وهو النظام الذي طبق بين سنتي 2007 و2008، قبل أن يتوقف الموظفون عن الالتزام به، وذلك لأن أغلب الموظفين الذين لا يملكون مركبات لا يجدون وسيلة نقل في هذا الوقت، ويجدون أنفسهم ينتظرون لوقت طويل قبل الظفر بواحدة منها، وهو ما دفعهم للتخلي عن تطبيق هذا المرسوم بعد ذلك، وهو الأمر الذي أكده الكثير ممن تحدثنا إليهم، على غرار محمد الموظف بمديرية توزيع الكهرباء والغاز، والذي صرح أنه في حال تطبيق المرسوم المذكور فإنه سيضطر للبقاء بمكتبه لوقت أطول إلى غاية استئناف الناقلين لعملهم بعد الساعة الرابعة مساء.
رئيس الاتحاد  الولائي للتجار "توقيت العمل أصبح جزء من حياة التاجر والزبون"
كشف رئيس اتحاد التجار بولاية وادي سوف عادل شلغوم في تصريح للنصر، أن ظروف الطبيعة و قساوتها فرض نمطا معينا للحياة، يختلف عما هو سائد خلال فصل الشتاء وبمدن أخرى، معتبرا أن العمل خلال ذروة درجة الحرارة يعد مجازفة كبيرة ويسبب ضررا كبيرا بصحة الأفراد، معتبرا أن المواطنين قد تكيفوا مع الوضع السائد، كما أن الجميع انخرط وتبنى توقيت العمل في أغلب المدن الصحراوية، ولا يشكل هذا الأمر مشكلا أمام سكان ولايات الجنوب مثلما يعتقده البعض.
وتابع محدثنا: "يختار قرابة 80 في المائة من تجار الولاية تعليق نشاطهم بحلول منتصف النهار، وذلك لأن لديهم قناعة راسخة بعدم وجود زبائن، وهو أمر واقعي، ولكن رغم ذلك...هناك عدد لا بأس به من التجار لا يتوقفون عن العمل رغم الارتفاع الكبير  في درجات الحرارة المرتفعة جدا، وأغلبهم يقطنون بعيدا عن عاصمة الولاية، ويقدمون من بلديات سطيل، الحمراية، كوينين، البياضة وحتى ولايات مجاورة، وهو ما يضمن الحد الأدنى من الخدمة".
وتابع ممثل حوالي 21 ألف تاجر على مستوى ولاية الوادي، أن توقيت العمل خلال فصل الصيف متوارث منذ فترة طويلة جدا، وقد أصبح عرفا لدى كافة السكان، وهو لا يشكل مشكلا لهم مثلما يعتقده البعض، معتبرا أن كافة الإجراءات المتخذة من قبل لفرض نظام عمل خلال فصل الصيف لم تنجح وذلك لتمسك المواطنين عموما بالتوقيت المعمول به حاليا.
 مشروبات تقليدية والرمل للتخفيف من درجات الحرارة
لا يزال سكان مدينة وادي سوف أوفياء للعادات القديمة لأسلافهم في التعامل مع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، فبالإضافة إلى الالتزام بتوقيت خاص للعمل والتجول، فهم يتقيدون بما كان يقوم به السكان القدامى من أساليب للوقاية من درجات الحرارة، على الرغم من التطور التكنولوجي الكبير، ومن بين هذه الأساليب التزام الرجال خلال الفترة المسائية وبعد انتهاء ساعات العمل بارتداء "الملوطة" وهي رداء فضفاض يشبه "القميص" لدى المشارقة ويكون أبيض اللون ليعكس أشعة الشمس، ويوفر لهم الراحة سواء عند الحركة أو النوم، حيث لا يزال الكثيرون منهم أوفياء لهذا الرداء.
كما يقبل سكان ولاية الوادي بشكل كبير على مشروبات تقليدية خلال فصل الصيف على غرار "اللاقمي" وهو عبارة عن مستخلص من لب النخيل والذي يقدم باردا، حيث يكثر إنتاج هذا المشروب خلال فصل الصيف عبر الأحياء والأسواق، ويلقى رواجا كبيرا لدى كل الفئات كبارا وصغارا، رجالا ونساء، وهو يوفر طاقة كبيرة لشاربه، ويؤمن له برودة في الجسم تقيه من الحرارة الكبيرة، كما يعتقد الكثيرون أن هذا المشروب يقي صاحبه العطش لوقت طويل.
إلى جانب ذلك ينتشر مشروب "الوزوازة" كثيرا بين سكان وادي سوف، وهو مشروب يصنع من خليط حوالي 30 عشبة برية توضع في مياه باردة مع كمية من التمر لحوالي 48 ساعة، حيث تترك طعما خاصا، يعتبره سكان الجنوب دواء لأمراض كثيرة، ويمكنه أن يقي من حرارة الشمس الكبيرة.
زيادة على هذا، لا يفوت سكان ولايات الجنوب فرصة الاستلقاء ليلا على الرمل، وذلك لما يوفره من برودة مقارنة مع الجو الساخن، وهو الأمر الذي لاحظناه خلال جولة لبعض الأحياء ليلا، حيث تجد السكان في جماعات منتشرة على أطراف الأحياء مستلقين فوق كثبان صغيرة من الرمال، وفي هذا السياق أوضح لنا أحد سكان حي 5 جويلية أن بعض التجمعات السكانية التي أنشئت حديثا قام بعض سكانها بجلب كميات من الرمال ووضعها بالقرب من العمارات حتى يستلقوا عليها خلال المساء، وذلك لما توفر من برودة يفتقدونها داخل الشقق.
أزيد من 1200 حالة لسع عقربي منذ بداية السنة
كشف مدير الصحة والسكان لولاية الوادي الدكتور نور الدين زروقي في تصريح للنصر أن مصالحه سخرت إمكانيات مادية وبشرية كبيرة للتصدي لمشكلة اللسع العقربي على مستوى تراب الولاية خلال فصل الصيف، معتبرا أنه ومنذ بداية السنة تم تسجيل 1256 حالة لسع عقربي بانخفاض قارب 500 حالة عن نفس الفترة من السنة الفارطة، وذلك راجع إلى نجاعة الإجراءات المتخذة من أجل محاربة هذه الظاهرة.
وأكد محدثنا أنه وقبل حلول فصل الصيف تم تنظيم عملية لجمع العقارب على مستوى كافة بلديات ولاية الوادي الثلاثين، حيث تم جمع أزيد من 3 آلاف عقرب وجهت كلها نحو مخبر باستور بالجزائر العاصمة من أجل استغلالها في صناعة المصل المضاد، مضيفا أنه واستعدادا لفصل الصيف الذي يعرف تزايدا في عدد الإصابات بلسعات العقرب تم توزيع المصل على كافة العيادات الطبية وقاعات العلاج المنتشرة عبر جميع قرى البلديات النائية، وذلك من أجل تجنيب المصابين خطر الوفاة، سيما وأن بعض الإصابات تحدث على مستوى مناطق نائية وبعيدة عن عاصمة الولاية بحوالي 200 كلم.
وكشف محدثنا أنه تم وضع خريطة لأكثر البلديات المعروفة بانتشار اللسع العقربي ويتعلق الأمر بكل من بلديات الرقيبة، قمار، حاسي خلفة، مقرن ومهوسة، وقال أن عمليات التكفل بالمصابين أخذت بعين الحسبان توفير المصل المضاد للسع العقربي بكافة العيادات ما يسمح بالتكفل بكل الحالات بعين المكان، أو نقلها بواسطة سيارات الإسعاف الموضوعة بالخدمة نحو المستشفى إذا ما استلزم الأمر.
كما أوضح مدير مستشفى بشير بن ناصر بالوادي أن مصالحه استقبلت في الثلاثي الثاني من السنة الجارية 39 حالة إصابة باللسع العقربي، وهي حالات وصفت بالخطيرة حيث تلقى خلالها المصابون العلاج اللازم قبل مغادرتهم بعد تماثلهم للشفاء، ويتعلق الأمر حسب ذات المتحدث بـ، 11 حالة شهر أفريل، 10 شهر ماي و18 حالة شهر جوان، مضيفا أنه ولحسن الحظ لم يتم تسجيل أي حالة وفاة بسبب هذه الظاهرة التي تشتد، حسبه، خلال فصل الصيف.
عمي لخضر " تنقلت على بعد 150 كلم للتخلص من السم"
صادف تواجدنا بالمؤسسة الاستشفائية بالوادي بشير بن ناصر تواجد حالة شيخ يقطن بإحدى القرى البعيدة التابعة لبلدية الحمراية داخل غرفة الإنعاش الطبي من أجل تلقي العلاج بعد أن أصيب بلسعة عقرب على مستوى أصبع اليد اليمنى، حيث أكد لنا عمي لخضر البالغ من العمر حوالي 72 سنة أنه لما كان جالسا بالقرب من منزله أحس بلدغة بسيطة على مستوى إبهام يده اليسرى، ظن  وقتها أن الأمر يتعلق بقطعة خشب صغيرة، غير أنه لما رفع يده تفاجأ بالعقرب يغرس شوكته بإصبعه.
وأضاف محدثنا الذي كان يحس لحظة حديثنا معه بألم شديد على مستوى اليدين والرجلين أنه سارع ليخبر جيرانه الذين نقلوه نحو عيادة بلدية الحمراية لتلقي العلاج، غير أنه ولخطورة إصابته تم تحويله نحو المستشفى الذي يبعد عن مقر إقامته بحوالي 150 كلم من أجل تلقي العلاج، كما أكد محدثنا أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها للسعة عقرب، حيث أكد أنه لا يستطيع حصر المرات التي تعرض فيها لإصابات مماثلة، كما أن كل العائلات التي تعيش في مناطق نائية ألفت مثل هذه الحوادث وأصبحت تعتبرها عادية خصوصا خلال السنوات الأخيرة والتي أصبح العلاج متوفرا فيها.
السكان يشتكون ضعف التيار الكهربائي و سونلغاز تضاعف المشاريع
ويشتكي سكان ولاية الوادي من ضعف كبير في التيار الكهربائي، بفعل نقص في عدد المحولات ومحطات التغذية مقارنة مع الاستهلاك الواسع للكهرباء في فصل الصيف، خصوصا في الساعات التي تعرف ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، حيث تنخفض حسبهم شدة التيار الكهربائي بشكل كبير، ما يؤثر على عمل الأجهزة الكهرومنزلية، والتي من بينها مكيفات الهواء، والتي تتوقف عن العمل إلى غاية المساء، وهو ما يسبب الكثير من المتاعب للمواطنين خصوصا كبار السن والمرضى، وهو ما تسبب في عدد من الاحتجاجات، خاصة على مستوى القرى الكبرى، إلى جانب كثرة الأعطاب و الانقطاعات الكهربائية.
من جهته أوضح المكلف بالإعلام بالشركة الوطنية لتوزيع الكهرباء والغاز وسط مديرية الوادي أن نسبة انجاز مشاريع البرنامج الخماسي -2010 2014  الذي استفادت منه الولاية قارب 60 في المائة، حيث تم برمجة انجاز شبكات بطول أزيد من 500 كلم، بقيمة مالية فاقت 275 مليار سنتيم، وهو البرنامج الذي سطر لفائدة حوالي 9 آلاف مسكن على مستوى الولاية، إلى جانب الشروع في انجاز 37 مشروعا من أصل 58 في إطار الشطر الثاني من البرنامج التكميلي لنفس الخماسي، بقيمة إجمالية قدرها 155 مليار سنتيم، حيث من المنتظر أن تنتهي الأشغال بها في غضون السداسي الأول من 2017.
وبخصوص مشكل ضعف التيار الكهربائي أوضح محدثنا أن إمكانات الولاية بالنسبة لكمية الطاقة الموضوعة تحت تصرف الزبائن فقد عرفت تزايدا بحوالي 5 مرات بين سنوات 2007 و2015، حيث بلغت الطاقة السنة الماضية حوالي 840 ميغا فولط أمبير، في حين لم تتجاوز سنة 2007 عتبة 160 ميغا فولط أمبير، وهو رقم كبير جدا، ويتماشى مع نسبة نمو الزبائن، حيث أحصت الشركة أزيد من 175 ألف زبون السنة الماضية، أما بالنسبة لبرنامج الاستثمار الخاص بسنة 2016، فقد تم انجاز 33 محولا كهربائيا من إجمالي 59 محولا مبرمجا بعدد من الأحياء التي سجلت بها ضعف في شدة التيار الكهربائي وذلك بغلاف مالي تجاوز 500 مليون دينار.
ومن أجل التحكم في مشكل الانقطاعات الكهربائية الناجمة عن الأعطاب، فقد برمجت شركة توزيع الكهرباء والغاز بوادي سوف مشروعا للتحكم في الشبكات عن بعد يدعى "سكادا" بغلاف مالي قدر بـ 54 مليار سنتيم  انطلق العمل به شهر ماي 2015، على أن ينتهي أواخر 2017، حيث من المنتظر أن يتم تركيب قرابة 450 قاطعة بمختلف أحياء المدينة، حيث من المنتظر أن تسمح العملية فور الانتهاء منها إلى الحد من زمن الانقطاعات الكهربائية، حسبما أفاد به المكلف بالاتصال، إلى جانب حصر الأعطاب وتحديد مكانها والقدرة على التحكم في الشبكات عن بعد، وكل ذلك يصب في تحسين الخدمة المقدمة للزبائن والتقليل من المتاعب التي يتكبدها المواطن يوميا خصوصا خلال فصل الحر والذي يعرف تزايدا في استهلاك الطاقة بالمدن الجنوبية، في حين اعتبر ذات المتحدث أن الكثير من المشاريع لم ينطلق انجازها بعد  بسبب عدم توفر العقار، وهو ما يحول دون استفادة بعض الأحياء من مشاريع كثيرة خصوصا بعاصمة الولاية.

الرجوع إلى الأعلى