عائلات بالمصيف القلي  تعود إلى البراري
أفرز غلاء أسعار الخضر و الكثير من المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك منذ حلول سنة 2017 ، متاعب كبيرة لدى العائلات الفقيرة والمعوزين وأدخلهم في رحلة البحث عما يسدون به رمق أبنائهم ، ولم تجد عائلات بالمصيف القلي غرب ولاية سكيكدة، سوى العودة إلى الغابات والبراري للبحث عما تجود به الطبيعة من أعشاب و نباتات لقطفها وإعداد أطباق غذائية بديلة عن الأطباق المعروفة من الحمص و الفاصوليا البيضاء «اللوبيا»، والعدس و كذا مختلف الخضر التي أصبحت بالنسبة لتلك العائلات الفقيرة من الكماليات، بسبب عجزهم عن شرائها نظرا لغلاء أسعارها.
أثناء زيارة النصر لمناطق متفرقة من جبال بلديتي الشرايع  وبني زيد بأعالي جبال القل، تزامنا مع حلول فصل الربيع، تفاجأنا بعدد كبيرة من العائلات تجوب البراري وتتنقل بين الحقول.
 في البداية اعتقدنا أن تلك العائلات في نزهة لتجديد الطاقة و الترفيه، تزامنا مع العطلة الربيعية، لكن سرعان ما وقفنا على الحقيقة فقد كان أفراد العائلات مسلحين بسكاكين و مزابر وغيرها، يستعملونها في قطف الحشائش والأعشاب و مختلف المنتجات الغابية.
عندما اقتربنا من شيخ كان يقطف بعض الأعشاب امتنع في البداية عن الحديث إلينا، لكنه في الأخير تحدث بمرارة دون أن يكشف عن اسمه، بأنه اعتاد منذ حلول فصل الربيع التنقل بين الحقول و الغابات في رحلات يومية، من أجل البحث عما يسد رمق أفراد عائلته، مؤكدا بأن الفاقة أجبرته على العودة إلى الطبيعة، وأشار إلى أن حشائش «السلة» ، «سمومة» ، «الخرشف»  و الخس البري أصبحت تستهوي الكثير من العائلات الفقيرة لإعداد أطباق بها مع إضافة زيت الزيتون لإعطاء نكهة خاصة، وكشف لنا أن الكثير من العائلات حتى تلك المتوسطة والميسورة الحال، عادت مؤخرا لخدمة الأرض وزراعة مختلف الخضر لمجابهة غلاء المعيشة.
بوزيد مخبي 

الرجوع إلى الأعلى