«دلوعة السينما»  المصرية تشيّع إلى مثواها الأخير في جنازة مهيبة
شيّع أمس جثمان «دلوعة السينما» و «صوت مصر» الفنانة شادية، و اسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال شاكر، إلى مثواها الأخير من مسجد نفيسة جنوب القاهرة ، في موكب جنائزي مهيب، بحضور عائلتها و زملائها و السلطات المحلية و جمهور غفير.
 رحلت شادية أول أمس الثلاثاء عن عمر ناهز 86عاما، بالمستشفى العسكري بالقاهرة إثر صراع مرير مع المرض ،  كما أعلن التليفزيون المصري، و بذلك يغيب عنا رمز آخر من رموز الفن الجميل، تاركا خلفه 112فيلما و 650 أغنية.
ولدت شادية بالقاهرة يوم  8 فيفري 1931 ، و ترعرعت في كنف أب يهوى العزف على العود و الغناء ، فورثت عنه حب الفن، و نقشت اسما من ذهب بين أحضانه.
شاركت الفقيدة في بداياتها الفنية في أفلام ذات طابع فكاهي و اشتهرت بدور الفتاة المدللة، فالتصق بها لقب «دلوعة السينما»، و تخلت عن الغناء في عدة أفلام أخرى لتثبت بأنها ليست مجرد فنانة خفيفة الظل تغني ، بل ممثلة موهوبة، و أطلت على الجمهور لأول مرة في دور ثانوي في فيلم «أزهار و أشواك» عام   1947ثم فيلم  «العقل في إجازة» في نفس السنة،  أمام المطرب محمد فوزي و من إخراج حلمي رفلة.  
 و بعد تألقها في هذين الفيلمين، تهاطلت عليها الأفلام أبرزها «شيء من الخوف»،  «دليلة» ، «نحن لا نزرع الشوك» ، «معبودة الجماهير» ، «أضواء المدينة»، «مراتي مدير عام»،»الزوجة 13 «، و تقاسمت بطولتها مع نجوم الغناء و التمثيل، على غرار عبد الحليم حافظ و فريد الأطرش و كمال الشناوي و غيرهم، كما قدمت شادية باقة من الأفلام المقتبسة من روايات نجيب محفوظ، مثل «اللص و الكلاب» و «ميرامار» و «زقاق المدق» .
تركت الفنانة الراحلة أيضا مجموعة من الأغاني و معظمها عاطفية رومانسية، رصعت الكثير من أفلامها الجميلة. و قد نالت في الستينات لقب «صوت مصر»، عندما قدمت أغنيات وطنية لحنها الموسيقار بليغ حمدي و من بينها «يا حبيبتي يا مصر».   
آخر أفلام الفقيدة «لا تسألني من أنا» في 1984و ذلك بعد مشاركتها في المسرحية الوحيدة في مسارها الفني الطويل و هي «ريا و سكينة» مع سهير البابلي، و قد أعلنت عن اعتزالها للفن في سنة 1986 .
علما بأن أكاديمية الفنون بالقاهرة منحت الدكتوراه الفخرية لشادية في حفل تكريمي نظم في أفريل 2015 و لم تتمكن من الحضور، فناب عنها ابن أخيها خالد شاكر.
خبر وفاة الفنانة نزل كالصاعقة على عائلتها و الساحة الفنية العربية و جمهورها الواسع الذي أعلن أمس الحداد ، خاصة و أنها رحلت بعد48 ساعة من انقضاء الدورة 39 لمهرجان  القاهرة السينمائي الدولي، التي تحمل اسمها، تكريما لها.                       
إ.ط

الرجوع إلى الأعلى