قالت لاعبة المنتخب الوطني ومهاجمة نادي فتيات وئام قسنطينة ريان براهيمي، بأن فوزها بلقب أجمل لاعبة جزائرية لسنة 2017، يحمل في طياته الكثير  من المعاني والرسائل، مشيرة بأن إعلان خطوبتها لا يعني بأنها ستضع حدا لمشوارها الكروي، كما تحدثت ابنة مدينة قسنطينة عن يومياتها في رمضان، وعدة أمور أخرى تخصها وتخص الكرة النسوية، ستكتشفونها في هذا الحوار الشيق.
حاورها: مروان. ب
• كيف تقضي اللاعبة ريان شهر رمضان؟
     كغالبية الجزائريين، خلال شهر رمضان أنهض عند منتصف النهار، حيث أؤدي صلاة الظهر، ثم أتابع بعض برامج التلفزيون إلى غاية الساعة الثالثة، موعد دخولي إلى المطبخ لمساعدة والدتي في إعداد وجبة الفطور، على أن أعود لمشاهدة التلفاز أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، في انتظار أذان المغرب.
إعلان خطوبتي لا يعني بأني سأضع حدا لمغامرتي الكروية
• هل تواظبين على إعداد وجبة الفطور رفقة الوالدة؟
     أنا أحاول قدر المستطاع أن أتعلم من والدتي وأختي الكبرى إعداد بعض المأكولات. صحيح لا أمتلك نفس مهاراتهما، ولكنني مطالبة بتعلم الطبخ تحسبا لدخولي القفص الذهبي السنة المقبلة.   
• وماهي أكتلك المفضلة؟
     ليست لديّ وجبة مفضلة. أنا أتناول كل شيء، ولكنني أحاول أن أتفادى المأكولات الدسمة (الثقيلة)، كوني لاعبة كرة قدم، ومطالبة باتخاذ احتياطاتي من أجل الحفاظ على رشاقتي. أنا أفضل «السّلطة» وبعض الوجبات الخفيفة.
• ما هو البرنامج الذي لا يمكنك التخلي عن مشاهدته؟
     لست من المولعات كثيرا بالتلفاز، حيث لا أمتلك برنامجا معينا أتابعه بانتظام خلال شهر رمضان، ولكنني أقوم في السهرة بتحميل بعض حلقات عاشور العاشر أو بعض المسلسلات الفكاهية.
• وكيف تقضين سهرات رمضان؟
     صمت يوما واحدا رفقة العائلة، قبل أن ألتحق بتربص المنتخب الوطني تحسبا للمباراتين الوديتين أمام منتخب الأردن، نحن نتدرب بمعدل حصتين في اليوم، حيث نخوض الحصة الأولى في حدود الساعة (18,00)، على أن نعود للتدرب من جديد عند الساعة (23,00). أقضي سهرات رمضان في الأيام العادية رفقة العائلة، ولكن في المنتخب الأمور مغايرة، إذ نفتقد للأجواء الحميمية، وتركيزنا يكون منصبا بالكامل على التحضيرات الجيدة.
كرة القدم تحد بالنسبة لي وعائلتي من شجعتني على ممارستها
• هل أنت هادئة أم عصبية خلال شهر الصيام؟
     أنا إنسانة هادئة جدا، ولا أحب افتعال المشاكل، وأحاول قدر المستطاع تفادي الدخول في صدامات مع الآخرين، خاصة خلال شهر رمضان المعظم. لا أحب من يسيء لي بأي شكل من الأشكال، وأتعامل بحكمة مع الأشياء التي تحدث لي.
•فتاة تمارس كرة القدم، ماذا يعني لك هذا؟
     هذا تحد بالنسبة لي، على اعتبار أن كرة القدم رياضة تخص الرجال كما هو معروف، ولكن المرأة الجزائرية استطاعت أن تفرض نفسها في المجال، حيث أجبرنا الرجال على القدوم إلى متابعتنا في الميادين، لقد أصبحت كرة القدم النسوية تحظى بمكانة محترمة. أتشرف بكوني أقوم بممارسة هوايتي المفضلة التي أعشقها منذ الصغر.
• ألم تواجهي مشاكل عائلية بسبب اختيارك لعبة رجالية؟
     لا أبدا... بالعكس تماما، عائلتي هي التي شجعتني على ممارسة كرة القدم،
حيث أحظى بدعم الوالد والوالدة، اللذين لم يبخلا علي بالنصائح، ولعبا دورا مهما فيما وصلت إليه الآن في هذا المجال.
• هل حققت مبتغاك في عالم كرة القدم؟
     لم أحقق كافة أحلامي بعد، حيث لا أزال أطمح لتحقيق المزيد، والبداية بالحصول على تتويجات جديدة، سواء مع فريقي فتيات وئام قسنطينة، أو المنتخب الوطني الذي أحمل ألوانه منذ فترة.
تخرجت مؤخرا من معهد إطارات الشبيبة و الرياضة
• كم من هدف سجلت خلال مشوارك الكروي إلى حد الآن؟
     لا أدري كم سجلت من هدف إلى حد الآن، ولكن أؤكد لكم بأنني هدّافة فريقي فتيات وئام قسنطينة كل موسم، وأتواجد ضمن قائمة ثلاثة أحسن هدّافي البطولة الوطنية، وفي هذا الموسم سجلت 34 هدفا في كافة المسابقات، وهو رقم رائع بالنسبة للاعبة كرة قدم.
•ماهي طموحاتك المستقبلية مع المنتخب الوطني للسيدات؟
     أطمح لكسب مكانة أساسية مع المنتخب الوطني، الذي أحلم بالتأهل معه إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة. نمتلك منتخبا تمتزج فيه الخبرة والشباب، ولدينا كافة الإمكانات لقول كلمتنا في الاستحقاقات المقبلة، شريطة التحضير الجيد.
•بماذا كنت تحلمين عندما كنت صغيرة؟
     كنت أحلم بأن أصبح امرأة فعّالة في المجتمع، حيث كنت أرغب في دراسة تجارة الأعمال، وبعدها درست «الماركتينغ»، قبل أن أتوجه إلى المعهد العالي لإطارات الشبيبة والرياضة، الذي اعتبره الأنسب بالنسبة لي، كوني لاعبة كرة قدم.
•تخرجت مؤخرا من معهد تكوين إطارات الشبيبة والرياضة. هل تفكرين في العمل في هذا المجال؟
     تخرجت من المعهد إطارات منذ قرابة شهر فقط، حيث درست لثلاث سنوات كاملة، وأنا مجبرة الآن على العمل بهذه الشهادة كمربية رياضية. أحب هذا المجال وسأعمل على أن أكون في المستوى لخدمة الرياضية النسوية في الجزائر.
أسعى لتعلم فن الطبخ قبل دخول القفص الذهبي
•هل أنت من محبي الموسيقى ومن المغني الأقرب إلى قلبك ؟
أحب كافة الأنواع الغنائية سواء راي أو شرقي أو هاوس، ولكني أعشق أكثر الأغاني القديمة، وبخصوص المغني الأقرب إلي قلبي فهو المطرب اللبناني وائل كفوري والنجمة المصرية شيرين عبد الوهاب.
• ماهي أجمل ذكرى في مشوار ريان الرياضي؟
     تتويجي ببطولة أقل من 20 سنة بوهران سنة 2011، يعد الذكرى الأجمل في مشواري، كونها البطولة الأولى لي. كنت سعيدة جدا بذلك الإنجاز الذي تحقق على حساب الجزائر الوسطى وآفاق غليزان، خاصة وأن سني وقتذاك لم يتجاوز 18 سنة، دون نسيان «السوبر» الذي توجنا به الموسم الماضي بملعب بولوغين، على حساب آفاق غليزان.
• وما هي الذكرى الأسوأ؟
     خسارتي كأس الجزائر سنة 2014 أمام الأمن الوطني، حيث كنا الأحسن فوق أرضية الميدان طيلة المباراة، وضيعنا أهدافا بالجملة، قبل أن نحتكم إلى ضربات الجزاء، حيث ضيّعت أنا شخصيا إحدى الضربتين. هي خسارة مؤلمة جدا، ولا زلت أتذكرها إلى حد الآن.
بوهني نعيمة قادرة على منافسة الرجال
•تم اختيارك كأجمل لاعبة كرة قدم في البطولة الوطنية، ما هو شعورك، وهل لك أن تشرحي لنا قانون المسابقة؟
     نعم توجت مؤخرا بلقب أجمل لاعبة كرة القدم جزائرية، في مسابقة ضمت 7 متنافسات، ويتعلق الأمر بزميلتي في فريق فتيات وئام قسنطينة إيمان مروش، ولاعبتان من الأمن الوطني، ولاعبة من الجزائر الوسطى، وأخرى من نادي آقبو، ليتقلص بعدها العدد إلى 4، لأظفر في آخر المطاف بهذا اللقب الشرفي، بعد أن حصدت 289 صوتا.
لقد تم تنظيم هذه المسابقة للتأكيد على أن كرة القدم في الجزائر تمتلك العديد من اللاعبات الجميلات، كما أن ممارستهن لرياضة تتطلب الخشونة ككرة القدم، لم يمنعهن من الحفاظ على أنوثتهن. أشكر كل من صوتوا لي، وأتمنى أن تستمر مثل هذه المبادرات المشجعة والحسنة.
•أعلنت عن خطوبتك قبل أسابيع، هل تفكرين في وضع حد لمسيرتك الكروية؟
     نعم أعلنت عن خطوبتي قبل عدة أسابيع، لكن هذا لا يعني بأنني سأضع حدا لمشواري الرياضي، خاصة وأنني أحظى بدعم زوجي، الذي ليس لديه أي اعتراض على ممارستي كرة القدم. سأكون رفقة فريقي بشكل عادي الموسم المقبل، وبعد دخولي القفص الذهبي خلال الصائفة القادمة. أتمنى أن لا تتغير معي المعطيات، وأستمر في هذا المجال الذي أعشقه، ولا أتخيل نفسي بعيدة عنه.
حلمي الظفر بمكانة أساسية مع المنتخب وسجلت 34 هدفا هذا الموسم
• شيء ندمت عليه في حياتك؟
     الحمد لله. لحد الآن لست نادمة على أي شيء، بل بالعكس أنا محظوظة لأن كل ما تمنيته أعطاني إياه المولى  ، وأتمنى أن يكون القادم أفضل بحول الله.
• هل أنت من عشاق السياحة، وماهو أجمل بلد زرته؟
     أجل أنا مولوعة جدا بالسياحة، رغم أنني لم أزر الكثير من البلدان إلى حد الآن. أرغب في أن تتاح لي فرصة الاستمتاع بعطلة بجزر المالديف، المعروفة بجمالها وسحرها.
• ماهو فريقك المفضل في العالم؟
     فريقي المفضل هو ريال مدريد.
• ومن هو لاعبك المفضل؟
     يعجبني النجم البرتغالي كريتسانو رونالدو، واللاعب الألماني ماركو رويس، دون نسيان مهاجم نادي بايرن ميونيخ الألماني ليفاندوفسكي.
يكفينا فخرا أننا أجبرنا الرجال على القدوم إلى الملاعب لمتابعتنا
• ومن هو الفريق الذي تناصرينه محليا ولماذا؟
     بطبيعة الحال شباب قسنطينة، لأنه فريق مدينتي، كما أميل أيضا إلى نادي وفاق سطيف الذي يمتلك ثقافة الألقاب والتتويجات، حيث يلعب بإرادة وعزيمة منقطعة النظير، حتى ولو لم يكن يملك لاعبين متميزين، كما هو الحال هذا الموسم، أين ينافس على الثنائية.
•هل هناك في الجزائر لاعبات كرة قدم يمتلكن مستوى أفضل من الذكور؟
     بوهني نعيمة لاعبة آفاق غليزان، والتي تنحدر من مدينة وهران، تملك مستوى كبيرا، وهي قادرة على المنافسة مع الرجال، دون نسيان إيمان مروش زميلتي في فريق فتيات وئام قسنطينة، إذ تعد نجمة بأتم معنى الكلمة، وأتوقع لها مستقبلا كبيرا.

الرجوع إلى الأعلى