بطاقة أولمبية والنجاح في رمية بـ 70م هدفا المرحلة المقبلة

تطمح بطلة رمي المطرقة زهرة ططار، التي عادت مؤخرا من دورة الألعاب الإفريقية التي جرت بأكرا محملة بميدالية ذهبية ورقم قياسي وطني وعربي، إلى تحطيم الرقم الإفريقي، لكن قبل ذلك حددت عدة أهداف على المدى القصير، أولها مثلما قالت في حوارها مع النصر، كسب بطاقة المشاركة في أولمبياد باريس وتحسين رقمها والرقم الوطني بتجاوز عتبة 70 مترا، كما فتحت البطلة زهرة عدة ملفات، منها علاقتها برئيس الاتحادية ياسين لوعيل ومدربها حكيم تومي البطل الإفريقي السابق، إضافة إلى منافستها زوينة بوزبرة ابنة مدينتها بجاية وغريمتها، التي احتكرت بمعيتها هرم رمي المطرقة الإفريقية.

حاورها : كريم كريد

نبدأ الحديث من آخر محطة تألقت بها، وهي دورة الألعاب الإفريقية التي جرت بأكرا وعانقت فيها الذهب، صف لنا إحساسك بعد نيل أول ميدالية ذهبية قارية في مشوارك؟
إذا كنت تقصد أول ميدالية من المعدن النفيس في صنف «الكبريات» فهذا صحيح، رغم أنني سبق وأن تُوّجت عدة مرات لما كنت في صنف «الشبليات» ثم «الوسطيات»، وذهبية الألعاب الإفريقية هي الثانية في مشواري بعد تلك المحققة في دورة الألعاب العربية، التي جرت بالجزائر الصيف الماضي، أما عن شعوري فقد كنت جد سعيدة ببلوغ هذا المستوى والنجاح في تحدي الظروف الصعبة، التي صاحبت مشاركتنا في دورة أكرا، ومؤكد أنه عندما ترى ثمرة مجهودك وتعبك يخلص إلى إهداء بلدك ميدالية من المعدن النفيس، فلا يمكن سوى أن تكون سعيدا وفخورا بنفسك.
صاحبة الرقم الإفريقي نيجيرية غادرت القارة وهدفي خلافتها
أول ميدالية ذهبية على المستوى القاري، كان قد صاحبها حدثا مميزا أليس كذلك؟
أكيد، ففوزي بالمركز الأول، كان بعد رمية قدرها 69.65 مترا، وهو رقم جديد، حطمت به الرقم القياسي الوطني وكذا رقم الألعاب، وهي المرة الثالثة التي أحسن فيها رقمي الشخصي والرقم الوطني، حيث كانت المرة الأولى في ملتقى دولي  بالمجر شهر جوان العام الماضي، لما وفقت في رمية بلغت 68.50 مترا، حطمت بها الرقم الوطني الذي كان بحوزة زميلتي زوينة بوزبرة (66.12)، قبل أن أنجح مرة ثانية في تحسين الرقم بمناسبة الألعاب العربية، حيث نلت الذهب برمية قدرها 69.45، وفي غانا تجسد تعبي وتحضيري في ميدالية ذهبية ورقم جديد، والحمد لله الآن أحوز الرقم الوطني والعربي، ورقم الألعاب الإفريقية.
تحدثت عن صعوبات كبيرة في غانا، هل من الممكن أن تعطينا تفاصيل أكثـر عن العراقيل التي واجهتكم ؟
تزامن موعد هذه الدورة مع الشهر الفضيل أثر علينا نوعا ما، ناهيك عن ظروف الإقامة، بحكم أن المسؤولين على التنظيم خصصوا إقامات جامعية لإيواء الوفود المشاركة، وصدقني فالظروف كانت صعبة، وقد اخترنا التنقل قبل يومين فقط من انطلاق المنافسات، حيث أطلعنا رفاقنا في الاختصاصات الأخرى الذين سافروا قبلنا عن طبيعة الوضع، وفي الأخير كنا مجبرين على التأقلم ورفع التحدي والعمل على التكيف، خاصة مع مواعيد المنافسات، التي كانت مبرمجة في الأمسية ومع آخر فترات النهار.
من حظي العمل مع البطل الكبير حكيم تومي
إنجازك وحصولك على المركز الأول، صاحبه فوز زميلتك في المنتخب الوطني زوينة بوزبرة بالمرتبة الثانية، هل هذا مؤشر على أن اختصاص رمي المطرقة أصبح جزائريا خالصا؟
أجل، لقد تمكنت رفقة زميلتي زوينة، من تسلق هرم اختصاص رمي المطرقة الإفريقي، ففي بطولة إفريقيا بجزر موريس التي نظمت عام 2022، فازت بوزبرة بالميدالية الفضية، وأنهيت أنا المنافسات في المركز الرابع، ووقتها عانيت من مخلفات إصابة تمثلت في قطع جزئي في الوتر، ثم نالت زميلتي  برونزية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، لتأتي الألعاب العربية ونوفق في خطف الذهب، ثم نكمل المشوار في دورة الألعاب الإفريقية بحصد الذهب والفضة، وهو مؤشر على هيمنة المنتخب النسوي الجزائري، على اختصاص رمي المطرقة على مستوى القارة.
المنافسة بينك وبين بوزبرة، تعدت الجانب المحلي، كيف تنظرين إلى هذه الثنائية؟
كما تعلمون أنحذر من مدينة بجاية، وهي نفس مدينة زميلتي زوينة، كما أننا ننشط تحت لواء فريق شباب بلوزداد، وأكيد أن المنافسة ترفع المستوى وتخدمنا نحن الاثنتين، كما تمنح صورة جميلة على الرياضة الجزائرية، لأن السيطرة على اختصاص في رياضة الرمي، وهي شعبة تقنية وصعبة، تعني أن مجهودات كبيرة بذلت وإمكانات معتبرة سخرت.
حققت تتويجات ونلت ميداليات في الفترة الأخيرة، كما حطمت أرقاما، أكيد أنك تتطلعين لما هو أكبر؟
أجل، فالرياضي الناجح يجب أن يكون سقف طموحاته دائما مرتفعا، وعن نفسي لي الكثير من المشاريع أو دعني أقل الأهداف الرياضية، بعضها على المدى القريب وأخرى على المدى المتوسط، لكن لا أخفي عليكم يبقى الأهم في هذه المرحلة، وهو التواجد في باريس هذا الصيف بمناسبة الدورة الجديدة من الألعاب الأولمبية.
نبدأ من الأولمبياد، 3 أسماء فقط في رياضة ألعاب القوى ضمنت المشاركة، كيف هي أمورك في سباق التأهل؟
بلوغ الاولمبياد يكون عبر طريقتين، إما جمع العدد الكافي من النقاط أو تحقيق الحد الأدنى المطلوب (74م)، وفي سلم الترتيب احتل المركز 13 عالميا، والاتحاد الدولي يمنح البطاقة الأولمبية ل32 رياضية، لكن هذا الرتيب مؤقت فقط، لأن رياضيات القارة الأمريكية لم يدخلن بعد المسابقات وجل رياضيات أوروبا كذلك،  قبل موعد الألعاب لا يزال أمامي متسعا من الوقت وفرصة كسب المزيد من النقاط، حيث سأشارك في عدة ملتقيات دولية، كما تنتظرني البطولة الإفريقية المقررة في الكاميرون خلال شهر جوان، وهو الموعد الذي أتطلع ليكون مناسبة تحقيق تأهلي، خاصة وأن الفوز بالميدالية الذهبية، يضمن لي 170 نقطة كاملة.

احتل المركز 13 عالميا واستهدف 170 نقطة في البطولة الإفريقية
وماذا عن بقية الأهداف؟
في هذه السنة أخطط رفقة مدربي حكيم تومي إلى بلوغ هدفين، الأول تحدثنا عنه وهو أولمبياد باريس، أما الثاني فيتلخص في تحسين أرقامي، إذ اجتهد لأجل تحسين رقمي مرة أخرى، والصعود إلى فوق 70 مترا.
رئيس الاتحادية ياسين لوعيل، قال إن الهدف تأهيل ططار وبوزبرة، وكتابة صفحة جديدة في تاريخ ألعاب القوي ورمي المطرقة، أكيد هذا يشجعكما؟
الرياضي في المستوى العالي، يبقى يحتاج كل أنواع الدعم، سواء من المحيط أو العائلة أو المسؤولين، وانتهز هذه الفرصة لشكر الاتحادية الجزائرية وعلى رأسها الرئيس والرياضي السابق ياسين لوعيل، الساهر على توفير كل الإمكانيات لنا من أجل التحضير الجيد، من خلال برمجة تربصات بالجزائر وخارج الجزائر، كما لا يجب أن نغفل أيضا عن الدور الكبير للمدير الفني الوطني أمين جوهري، الداعم وعن قرب لكل الرياضيين، وهنا دعني أتوقف عن نقطة مهمة.
أي نقطة مهمة تريدين التفصيل فيها ؟
رئيس الاتحادية ياسين لوعيل، كان بطل سابق في رمي المطرقة، وأكيد أن هذا الأمر يساعدنا لأنه ملم بكل ما يجب توفره، والحقيقة أنه قبل أن تطرح عليه أي مشكلة أو ملف تجده على دراية بكل التفاصيل، لأنه رياضي نخبة وخلال فترة نشاطه عانى من بعض النقائص، يجتهد لإزالتها من خلال تذليل مختلف العقبات، المعترضة لطريق العدائين والرياضيين.
الحديث عن رئيس الاتحادية، يجرنا أيضا إلى فتح ملف مدربك حكيم تومي البطل الإفريقي السابق؟
حكيم تومي اسم لامع في اختصاص رمي المطرقة، بفضل الألقاب والميداليات التي نالها، حتى أنه سيطر لسنوات على المستوى الإفريقي، ومن حسن حظي أنني أتدرب تحت قيادته، وهو مشكور على كل ما قدمه ويقدمه لي.
تحدثنا من قبل عن الأهداف، لكن لم تحديثنا عن أكبر أمانيك في هذه الرياضة؟
ربما تقصد تحطيم الرقم القياسي الإفريقي، أجل رغم صعوبة المهمة أضع هذا الهدف نصب أعيني، الرقم الحالي في حدود 75 م، ومسجل باسم رياضية من نيجيريا، مقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها غيّرت جنسيتها الرياضة ولم تعد تدافع عن علم نيجيريا، بل انضمت إلى المنتخب الأمريكي، وأنا أتدرب واجتهد، لعل وعسى يأتي يوم أحوّل فيه هذا الحلم إلى حقيقة.
رئيس الاتحادية من عائلة «الرمي» وهذا يساعدني
التألق في المستوى العالي يتطلب إمكانات ودعم، وأكيد توجيهات الرئيس تبون الأخيرة تمنحكم القوة؟
رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مشكور على ما يقدمه، لقد أمر بالتكفل بتحضير الرياضيين لألعاب دورة باريس، وفي كل مرة يجدد التذكير، حيث يتابع ملفنا بحزم ويأمر بمرافقتنا، وقبل التوجه إلى غانا كان الوزير حماد قد استقبلنا وتحدثنا عن المشاكل، التي تعترض الرياضيين.
تطرقنا في حديثنا إلى التتويجات والأهداف ولم نلتفت إلى المشاكل التي تعانيها زهرة في تدريباتها اليومية؟
أكبر هاجس بالنسبة لي هو بعد ملعب التدريبات عن مقر سكني، فأنا أقطن بوسط مدينة بجاية، وأتدرب في بلدة سوق الاثنين، حيث أجد نفسي مجبرة يوميا على قطع 70 كلم، والإشكال يتفاقم في فصل الصيف لأنه يتوجب علي سلك الطريق المحاذي للبحر، ومع الازدحام المروري الذي تشهده مدينة بجاية صيفا، اضطر في بعض الأحيان الانتظار في الزحام لمدة ساعتين، وهو ما يعني استحالة برمجة حصتين في اليوم الواحد، مثلما يتطلبه المستوى العالي.
غيّرت وزميلتي بوزبرة طبيعة المنافسة في هذا الاختصاص
كلمة أخيرة
أخصصها لعائلتي التي دعمتني كثيرا من أول مرة اخترت فيها ممارسة الرياضية التي بدأتها برياضة السباحة، ثم مررت بسباقات السرعة، وأخيرا رمي المطرقة، كما أخص بالشكر شقيقي الذي ساندني كثيرا، لقد منحني دعما كبيرا وأحيانا استمد قوتي من دعمه ورعايته.
ك. ك

الرجوع إلى الأعلى