تقليـــص حصـــة الولايــة يضاعــف من أزمـــة الـمياه بالبــرج
قلصت الوكالة الوطنية لتسيير السدود، حصة ولاية برج بوعريريج من مياه سد عين زادة، بكمية معتبرة بلغت 6 آلاف متر مكعب من المياه، ما أحدث اختلالا كبيرا في برنامج التوزيع و حتم على مديرية الجزائرية للمياه، إجراء تعديلات في برنامج التوزيع عبر البلديات الست الممونة من سد عين زادة.
و أكدت مصادرنا، على أن الوكالة الوطنية لتسيير السدود، اتخذت هذا القرار بتقليص حصة ولاية البرج بنسبة 20 بالمائة، حيث انخفضت حصة البلديات الست التي يتم تموين الساكنة بها بمياه سد عين زادة، من 31 ألف متر مكعب يوميا إلى 26 ألف متر مكعب، في إطار التدابير المتخذة لمواجهة أزمة شح المياه و انخفاض منسوبها، حيث سجل تراجع رهيب في منسوب السد إلى حوالي 17 مليون متر مكعب، رغم تسجيل زيادة بحوالي 2 مليون متر مكعب بعد موجة التساقط الأخيرة للثلوج و الأمطار، في حين بلغ المنسوب قبلها إلى الخط الأحمر، أي إلى أقل من 15 مليون متر مكعب، ما زاد  من مخاوف الوصول إلى مستويات منخفضة من السد و توقيف عمليات الضخ لما قد يترتب عن ذلك من امكانية اختلاط المياه بالأوحال، التي عادة ما تتسبب في حدوث أعطاب بالمضخات و بمحطة التصفية.
وشكل انخفاض منسوب المياه بالسد على مدار الأشهر الفارطة، مخاوف لدى السلطات المحلية، خصوصا و أن منسوبه انخفض قبل أيام إلى أقل من 15 مليون متر مكعب، في حين تقدر طاقة الاستيعاب الكلية بأزيد من 125 مليون متر مكعب، أي بنسبة تقارب 14 بالمائة من النسبة الإجمالية، في سابقة لم يشهدها السد منذ إنجازه، حيث تعرت مناطق و أجزاء كثيرة به في حين كانت هذه الأجزاء ممتلئة بالمياه على مدار السنة و منها من كانت ملجأ و قبلة لهواة الصيد، لكنها تحولت إلى أرض ترابية على امتداد مساحات هائلة و هو ما فتح الباب أيضا للكثير من التأويلات، من بينها الحديث عن تحويل مجاري و مصبات المياه إلى مشاريع التحويلات الكبرى للمياه المنجزة بولاية سطيف خلال السنوات الفارطة، مبررين هذا الكلام بتواجد سد عين زادة ببلدية عين تاغروت على الحدود بين ولايتي سطيف و البرج و عدم تسجيل انخفاض رهيب في منسوب المياه بهذا الشكل، رغم مرور المنطقة بموجة جفاف خلال سنوات مضت، أكثر حدة من الشح المسجل في مياه الأمطار و الثلوج خلال الفترة الأخيرة. و في اتصال بالمكلفة بالإعلام على مستوى وحدة الجزائرية للمياه، أكدت على أن مصالح الوحدة أجرت تعديلات على برنامج التوزيع عبر البلديات التي يتم تموينها من سد عين زادة، حيث أصبح يوما بيوم ببلدية عين تاغروت ومرة كل ثلاثة أيام ببلديات العناصر، سيدي أمبارك و عاصمة الولاية برج بوعريريج، بعدما كان يوما بيوم، في حين سيكون سكان بلدية مجانة الأكثر تضررا باعتماد برنامج توزيع مرة كل أربعة أيام، بعد تقليص حصتها من ألف متر مكعب إلى 700 متر مكعب.
 و قد تطول المدة لأزيد من أسبوع في حال تسجيل أعطاب في المضخة أو تحطم إحدى القنوات و حدوث تسربات في شبكات التوزيع، خصوصا و أن هذه البلدية ورثت شبكة توزيع مهترئة، سجلت بها أزيد من 30 نقطة سوداء، ما جعل عمال الصيانة يعانون من كثرة التسربات و صعوبة تصليح الأعطاب التي تصيب الشبكة بالنظر إلى هشاشة و اهتراءالقنوات القديمة ونبهت ذات المتحدثة، إلى ضرورة ترشيد استهلاك المياه في هذه الظروف التي تشهد فيها الولاية تراجعا في منسوب المياه، مشيرة إلى ضرورة التسيير الناجع و الأمثل للكميات المتوفرة و الممنوحة للولاية، حتم على مصالح الوحدة إجراء تعديلات في برنامج التوزيع، موجهة دعوة إلى المواطنين بأخذ قضية الحفاظ على المياه على عاتقهم لمواجهة مشكل شح منسوبها و التعاون الإيجابي مع مديرية الجزائرية للمياه لتجاوز هذه الوضعية الصعبة، في انتظار ما ستدره السماء من خيرات الثلوج و الأمطار خلال الأسابيع و الأشهر المقبلة و التي من شأنها العودة إلى برنامج التوزيع القديم.
ع/ بوعبد الله

الرجوع إلى الأعلى