المؤبد لمتهم بقتل صديقه  بطلقة نارية
قضت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، في ساعة متأخرة من عشية أمس الأول، بمعاقبة الشاب المسمى (ق.ج) من مواليد سنة 1980 المكنى «الشايب»، بالمؤبد، بعدما توبع بجرم القتل العمدي مع سبق الإصرار، في الوقت الذي برأت فيه المحكمة ساحة كل من المتهمين (ل.ع.ح) و (ل.ن.د)، فيما التمس ممثل النيابة العامة، تسليط عقوبة الإعدام في حق جميع المتهمين.
 القضية التي استغرقت المحاكمة  الخاصة بها 12 ساعة كاملة و  جرت وسط تعزيزات أمنية مشددة،   تعود وقائعها ، إلى ليلة السادس و العشرين من شهر جويلية الموافقة لليلة السادس من شهر رمضان لسنة 2012، عندما تلقت المناوبة المركزية بأمن ولاية خنشلة، مكالمة هاتفية من مستشفى 120 سريرا بطريق باتنة، تخطرهم فيها باستقبالها لشخص تعرض لطلق ناري أصابه في البطن، لتتنقل المصالح المعنية إلى المستشفى، أين اتضح بأن الأمر يتعلق بالضحية (ع.حمزة) المكنى “صابر” 32 سنة.
و بينت التحريات الأولية، بأن مجهولين نقلوه باتجاه مصلحة الاستعجالات و لاذوا بالفرار، ليحول الضحية إلى المستشفى الجامعي بن فليس التهامي بباتنة، أين لفظ أنفاسه متأثرا بالطلق الناري الذي أسقطه أرضا بمحاذاة دار الثقافة بطريق المحمل وسط خنشلة.
و خلص تقرير الطبيب الشرعي، إلى أن الطلق الناري، تسبب في جرح ناتج عن دخول المقذوف و جرح عميق بالجهة اليسرى للقلب، مخلفا نزيفا دمويا ناتجا عن خروج المقذوف من الجهة اليسرى للبطن و بين التشريح، بأن الضحية أصيب بطلقة نارية واحدة، انطلقت من مسدس ناري نوع “بيريطا عيار 7.65 ملم، لتشرع مصالح الشرطة في تحقيقات مكثفة، استندت فيها لسجل المكالمات الهاتفية، التي أثبتت بأن الضحية كان ليلة الواقعة بمعية المتهمين الآخرين و المتهم الرئيسي الذي صدرت في حقه أوامر بالقبض، للاشتباه به في قضايا إجرامية، تنوعت بين المتاجرة بالمخدرات و إضرام النار في سكنات و القتل و محاولات القتل و غيرها.
و كشف المتهمان الآخران للمحققين، بأن ثلاثتهم أفطروا في طاولة واحدة مع الضحية بمنزل المتهم الرئيسي، ليغادر الجميع السكن و يتوجه كل واحد في سبيله، ليؤكدا على أن الضحية و على غرار ما أكدته شقيقته، فقد تلقى اتصالا من المتهم المكنى بـ”الشايب” الذي استعمل هذه الكنية حتى لا يتم القبض عليه و هو الذي أنكر عند القبض عليه بعد أزيد من سنة من وقوع الجريمة، التهمة المتابع بها، مؤكدا على تواجده بالعاصمة، غير أن أصدقاءه و حتى المتهمين الآخرين و كذا سجل مكالماته الهاتفية، أثبت تواجده في المحور بين باتنة التي استأجر بها سكنا بحي باركافوراج باسم شخص آخر و بين خنشلة مسقط رأسه.
و كشفت التحقيقات، عن كون المتهم الرئيسي (ق.س)، هو الوحيد بين أصدقاء الضحية الذي يحوز على أسلحة نارية، فهو يملك بندقيتي صيد و سلاحين من صنف “فيزيا بومب” و مسدس ناري من نوع “بيريطا” و لم تتوصل التحقيقات إلى السبب الرئيسي وراء حدوث الجريمة، بين من يشير إلى أن المتهم كان على خلاف مع الضحية  و بين من يؤكد على أن “المتهم الرئيسي و الضحية على علاقة بنشاطات مشبوهة”، كون الضحية يحوز أمرا بالقبض من محكمة جيجل في قضية سرقة و كان سنة 2003، قد تعرض لمحاولة قتل بطلقة نارية كذلك.
و عرفت جلسة المحاكمة، تأكيد بعض الشهود على تعرضهم لتهديدات بالقتل، على غرار ما كشفه شاهد بتعرضه للتهديد بالتصفية عبر “الفايسبوك” من طرف شقيق المتهم، فيما أكدت شقيقة الضحية المسماة (ع.ز)، على تعرضها للتهديد من طرف شقيق المتهم (ق.س)، الذي عرض عليها مبلغ 3 مليار سنتيم تستلمه على دفعات، مقابل التراجع عن تصريحاتها أمام المحققين، و قالت   أن عائلة المتهم الرئيسي، عادت لتتقدم منها قبل يومين من المحاكمة، لتعرض عليها الصلح­­ و قامت بتصويرهم عن طريق كاميرا خاصة بها.
   أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى