دعا وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد منظمات أولياء التلاميذ للانخراط في مسعى تأمين محيط المؤسسات التعليمية للحفاظ على سلامة التلاميذ، وأمر مدراء التربية الوطنية بالمساهمة في تفعيل دور الأولياء بالمدارس، في إطار دعم إجراءات الحيطة والحذر واليقظة الجماعية.
التقى عبد الحكيم بلعابد وزير التربية الوطنية مساء أول أمس برؤساء منظمات أولياء التلاميذ، بحضور إطارات من الإدارة المركزية، وممثلين عن وزارتي الداخلية والجماعات المحلية والعدل، وكذا مصالح الأسلاك الأمنية، خصص لدراسة التدابير التي ترمي إلى رفع مستوى اليقظة للحفاظ على سلامة التلاميذ، وفق بيان صادر عن ذات الهيئة.
وشدد المسؤول الأول عن قطاع التربية الوطنية خلال اللقاء على الدور المحوري لجمعيات أولياء التلاميذ في عملية تأمين محيط المؤسسات التعليمية، والحفاظ على سلامة المتمدرسين، قائلا إن كل ولي حاضر بجوار المؤسسة التعليمية معني بالحفاظ على سلامة كل تلميذ، التزاما بما يمليه عليه الواجب الوطني والحس المدني والأخلاقي والتضامني.
كما ترأس بعدها عبد الحكيم بلعابد ندوة وطنية عبر تقنية التحاضر عن بعد، حضر أشغالها إطارات من الإدارة المركزية ومديرو التربية، خصصت بدورها لتقديم المعلومات والتعليمات وكذا التوجيهات بهدف تفعيل دور الأولياء بالمؤسسات التعليمية، لتدعيم إجراءات الحيطة والحذر واليقظة الجماعية حفاظا على سلامة التلاميذ.
وأكد عبد الحكيم بلعابد على هامش اللقاء بأنه إضافة إلى التدابير المعمول بها حاليا، سيتم تفعيل إجراءات جديدة بالتنسيق مع الجهات الأمنية في محيط المؤسسات التعليمية وبالقرب منها، لتأمين التلاميذ وضمان تمدرسهم في أحسن الظروف.
وشدد الوزير على الدور الكبير الذي يضطلع به أولياء التلاميذ خارج أسوار المدرسة وفي محيطها، باعتبارهم شركاء فاعلين في الحياة المدرسية، علما أن الوصاية كانت قد وجهت مؤخرا تعليمات لمدراء المدارس الابتدائية والمفتشين لتطبيق إجراءات اليقظة بكل صرامة، دعما للجهود الرامية إلى الحفاظ على السكينة والطمأنينة في المحيط المدرسي.
كما نبهت الوزارة أولياء التلاميذ إلى ضرورة التبليغ الفوري للجهات الأمنية عن أي حادث أو اعتداء قد يقع، وعدم ترك التلاميذ في الانتظار خارج المؤسسة، علما أن مديريات التربية ببعض الولايات بادرت بتوجيه تعليمات لمديري المؤسسات التعليمية بفتح أبواب المدارس على الساعة السابعة والنصف صباحا، لتفادي حدوث مناوشات بين التلاميذ جراء الانتظار مطولا أمام مدخل المؤسسة.
وأبدت منظمات أولياء التلاميذ من جهتها الاستعداد للانخراط في المسعى الرامي إلى الحفاظ على سلامة وأمن التلاميذ، وتحصين المحيط المدرسي ضد كافة الممارسات أو الظواهر التي قد تؤثر على نفسية التلاميذ وعلى ظروف التمدرس العادية، من خلال السهر على مرافقة التلاميذ عند التوجه إلى المؤسسة وعقب مغادرتها.
وأفاد في هذا الصدد رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ حميد سعدي «للنصر»، بأن الحفاظ على سلامة وأمن التلاميذ إشكالية تعني كافة أعضاء الأسرة التربوية، من بينهم الآباء، إلى جانب القطاعات ذات الصلة، بالنظر إلى أهمية قطاع التربية الوطنية الذي يحصي أكثر من 11 مليون تلميذ في الأطوار الثلاثة.
وأكد المتدخل بأن عمل منظمات أولياء التلاميذ يتمثل في تحسيس الأبناء بالسلوك الواجب الالتزام به عند التوجه إلى المؤسسة التعليمية ومغادرتها، وبعدم الانسياق وراء الغرباء، والتوجه إلى المدرسة في إطار مجموعات من التلاميذ، مع التقيد بنفس السلوك عند مغادرتها.
وأوضح السيد سعدي بأن أغلب الأولياء يحرصون على مرافقة أبنائهم المتمدرسين في الطور الابتدائي، وتواجدهم اليومي أمام باب المؤسسة سيساهم في نشر الطمأنينة لدى التلميذ، وكذا في التصدي للسلوكات الغريبة التي قد تحدث بمحيط المؤسسة التعليمية.
ويمكن للأولياء أيضا وفق المصدر، التدخل الجماعي في حال الاشتباه في أمر ما، إلى جانب التبليغ الفوري لمصالح الأمن عن تجاوزات أو مشاكل قد تقع قرب المؤسسة التعليمية.
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى