رست بميناء عنابة، أمس، باخرة شحن على متنها 18 ألف طن من الفحم الحجري»الكوك»، قادمة من روسيا، بدأت عملية التفريغ على مستوى الرصيف التابعة لمركب سيدار الحجار لإنتاج الحديد والصلب، ما سيسمح بإعادة تشغيل الفرن العالي رقم 2 وإنتاج الحديد الزهري، بعد شهرين من التوقف بسبب نفاد مخزون الفحم وصعوبة توريده بسبب تقلبات السوق واضطرابات النقل البحري نتيجة للحرب في أوكرانيا.
واستنادا لمصادرنا من داخل مركب سيدار الحجار، فإن الفرن العالي سيعود للإنتاج خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد وصول الشحنة الأولى وترقب استلام الشحنة الثانية التي انطلقت من موقع شحن الشركة الموردة، لتحقيق مخزون معتبر، لضمان سيرورة سلسلة الإنتاج التي بقيت تعمل بشكل عادي رغم توقف الفرن العالي، لوجود مخزون من الحديد نصف المصنع، لإنتاج المواد المسطحة، منها اللفائف الحديدية وكذا المنتجات الطويلة الموجهة للبناء.
وأمام نفاد الفحم، حسب مصادرنا، عرفت وحدات الفرن العالي وتحضير المواد الأولية والتلبيد والمفولذة الأوكسجينية رقم 1، أشغالا كبرى أثناء توقف منطقة إنتاج حديد الزهري والفولاذ، بسبب انتظار استلام شحنة فحم «الكوك»، تم تنفيذ العديد من أعمال الصيانة الضرورية على مستوى الفرن العالي رقم 2 وإجراء عملية الدقيق والتنظيف لمسارات تنقية الغاز وإجراء خبرة للمواقد الحرارية وملحقاتها، تلاه عمل كبيرعلى مستوى مدخنة سحب الهواء، ما أعطى تحسنا واضحا في تسخين المواقد وفقا لإدارة المركب وهو ما سيسمح في التقليل باستهلاك الفحم «الكوك» عند بداية التشغيل، كما تم استغلال عملية التوقف في تنظيف خزانات مياه التبريد وتنفيذ عمليات حرق وتنظيف جيوب البراميل لتحسين قدرتها على التحميل.ويتجه مركب سيدار الحجار بعد تنصيب الرئيس المدير العام الجديد، كريم بولعيون، بتاريخ 9 نوفمبر الماضي، وهو إطار سام بمجمع ايميتال فرع الهياكل النحاسية والمعدنية، كتجربة أولى دفعت بها وزارة الصناعة، بتكليف مسير من خارج المركب لضخ دم جديد، إلى العمل ببرنامج جديد للإنتاج، لا يعتمد كليا على إنتاج الحديد الزهري عبر الفرن العالي الذي يستغل بالفحم وخام الحديد القادم من منجمي الونزة وبوخضرة في ولاية تبسة، بل الاعتماد على تقنية استيراد حبيبات الحديد الخام، كما هو معمول به في مركبي بلارة بجيجل وبطيوة في توسيالي بوهران، حتى لا تتوقف سلسلة الإنتاج ويتم ضمان إنتاج الحديد في حال عدم توفر الفحم والاعتماد على الغاز الطبيعي في صهر الحديد لإمداد باقي الوحدات، تمهيدا لتحول جزئي ليصبح المركب يعمل بالفرن الكهربائي وكذا الفحم في نفس الوقت.    وذكرت مصادرنا، أن إبقاء اعتماد مركب سيدار الحجار للحديد والصلب على الفرن الذي يشتغل بالفحم الحجري، مرتبط بالمحافظة على ديمومة نشاط واستغلال منجمي بوخضرة والونزة في تبسة، اللذان يوفران الحديد الخام، على اعتبار قيام الدولة باستثمارات ضخمة في هذا الشأن، منها خط السكة الحديدية، وفق تصور شامل لتنمية تلك المناطق اقتصاديا والمحافظة على مناصب الشغل ودمج المسار الجديد للسكة الحديدية مع المشروع الضخم لاستغلال الفوسفاط بمنطقة بلاد الحدبة في تبسة. وفي سياق متصل، نفت مصادرنا عجز المركب عن تسديد أجور العمال في فترة توقف الفرن العالي، كون عملية الإنتاج بباقي الوحدات وكذا تسويق مخزون الحديد بقيت متواصلة، دون أن يتأثر المركب من ناحية المداخيل والعائدات المالية، مضيفة بأن فرع المركب وحدة «تي اس أس» المختصة في انتاج الأنابيب غير الملحمة، تُحقق أكبر الموارد لسيدار الحجار، الذي وقع بتاريخ 25 أكتوبر الماضي، عقد تزويد شركة سوناطراك بـ 1000 كلم من أنابيب نقل الغاز، يمتد إلى غاية سنة 2027، حيث سيتم بموجبه تزويد شركة سوناطراك بـ 1000 كلم من الأنابيب غير الملحمة، لنقل الغاز من حجم 6-8-10-12 بوصة، مخصصة لربط آبار حقول الغاز بحاسي الرمل ومن المقرر أن تبدأ عملية التزويد بالأنابيب ابتداء من مارس 2024 وهو ما سيساهم من خلاله سيدار الحجار في برنامج سوناطراك، الهادف إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي في الجزائر.وتشير مصادرنا، إلى أن وحدة» تي أس أس» بسيدار الحجار، عرفت قفزة نوعية منذ بداية 2022، حيث تقوم بتزويد شركتي سونلغاز ونفطال من خلال عقود مختلفة تمتد إلى غاية مارس 2024، تتمثل في تزويدهما بأزيد من 390 كيلومترا من الأنابيب بدون تلحيم بمختلف الأحجام وتتمثل في عقد مع شركة سونلغاز للتزويد بـ 265 كلم من الأنابيب، حيث تم تسليم الطلبية ولم يتبق منها إلا جزء قليل وكذا عقد مع شركة نفطال، للتزويد بـ 127 كلم من الأنابيب وهي في طور التسليم.
وتعول سيدار الحجار على التسريع في تجسيد ملف الاستثمار، حتى تتمكن وحدة الأنابيب غير الملحمة من رفع قدراتها الإنتاجية وإنجاز تلك الطلبيات بالكمية والجودة اللازمتين وقبول طلبيات أخرى.         
          حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى