سلّطت، أمس، هيئة محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة 25 سنة سجنا نافذا ومليوني دينار تعويضا ماديا للأطراف المدنية، في حق المتهم (هـ.ض.د) البالغ من العمر 31 سنة والذي تمت متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام.
القضية الأولى في دورة جلسات المحكمة الابتدائية الثانية لهذا العام، ترجع إلى تاريخ الحادي عشرة من شهر أوت من سنة 2020، عندما انقطعت الأخبار عن الشاب (ب.ع) ابن مدينة عين ببوش، فانطلق أهله والمقربون منه في رحلة بحث عنه، وتقديم بلاغ عن اختفائه للفرقة الإقليمية للدرك الوطني، التي باشرت تحريات لتحديد ظروف وملابسات اختفائه، لتنجح بعد إفادات تقدم به أصدقاء الضحية، للتوصل للمشتبه به الأول ويتعلق الأمر بالمتهم (هـ.ض.د) بعد 4 أيام من بلاغ الاختفاء، والذي اعترف بمجرد التحقيق معه بأنه من يقف وراء اختفاء الشاب «عادل».
وصرح المتهم للمحققين بأنه تنقل مع «ب.ع» الذي يكبره سنا بـ10 سنوات، لغابة لحميمات التي تبعد عن مركز المدينة بمسافة 3 كلم، على متن دراجة نارية ترجع للضحية، والتي كانت محملة بكميات من المشروبات الكحولية وقطع من اللحم، ليلجا الغابة في حدود الساعة الواحدة زوالا، ويدخلا في ملاسنات تطورت إلى شجار عنيف، قام خلاله الجاني بتوجيه ضربات خطيرة بحجر لرأس الضحية، فأسقطه أرضا غارقا في الدماء، ليغادر الغابة مشيا على الأقدام باتجاه سكنه العائلي بحي 104 سكنات وسط مدينة ببوش، أين قام بغسل ملابسه التي كانت ملطخة بدم الضحية.وتنقلت عناصر الدرك الوطني بعدها للمكان الذي حدده الجاني بمعية وكيل الجمهورية والطبيب المناوب بالعيادة متعددة الخدمات بالمدينة، أين تم العثور على جثة الضحية ملقاة على جانبها الأيمن وبها جروح عميقة من الجهة اليمنى، في الوقت الذي كانت فيه الدراجة النارية مركونة على بعد 72 مترا من الجثة.
وبيّن تقرير الطبيب الشرعي بأن جسد الضحية كان في حالة تعفن لدرجة ظهور يرقات دودية على مستوى الوجه، مع وجود ارتجاج في الدماغ وعدة جروح في الجمجمة، وكذا وجود نزيف دماغي منتشر ورضوض ناتجة عن كسور متعددة وخطيرة، سببها ارتطام رأس الضحية بأداة راضة، وأشار الطبيب الشرعي إلى أن الضربات التي تلقاها الضحية كانت السبب المباشر في وفاته، وأمام المعطيات التقنية وتصريحات بعض الشهود بمشاهدتهم للضحية بمعية المتهم مع بعض يوما قبل اختفائه، اعترف الجاني بالتهم المنسوبة إليه مبينا بأنه وجّه ضربتين بحجر لرأس الضحية، أين تركه ينزف وفر نحو مدينة عين ببوش.
وقال المتهم بأنه كان يرغب في تنبيه الضحية بالابتعاد عنه وعدم مضايقته مرة أخرى، ولم يكن يخطط لقتله، وأشار الجاني إلى أنه يعرف الضحية لما كان سنه 17 سنة، أين كان يتردد على الغابة لتعاطي المخدرات والكحول، وكان المتهم يحاول الاعتداء عليه في كل مرة ظل يتهرب فيها منه، غير أنه نغص عليه معيشته -حسب تعبيره- ومنعه من ملاقاة أهله، ليقرر تنبيهه بتجنبه عشية التحضير لحفل زفافه الذي كان مقررا في اليوم الذي ألقي القبض عليه فيه.وقال المتهم بأن الضحية هو من تقدم منه على متن دراجة نارية واصطحبه لغابة لحميمات وحضّر زجاجات خمر وقطعا من اللحم، أين تشاجرا بعد جلسة امتدت لنحو 5 ساعات، وعن عدم اتصاله بالإسعاف رد المتهم بأنه ضرب الضحية لتخويفه ولم يكن يعلم أن الضربتين ستكونان سببا في وفاته.ممثل النيابة العامة أوضح في مرافعته بأن الملف يعجّ بالأدلة التي تدل على اقتراف الضحية للجناية بجميع أركانها وعناصرها القانونية، والمتهم وفي معرض سماعه أقر لأول وهلة بحادثة الاعتداء، وعاد ليفصل في جلسة استماعه الثانية، أين ربط الاعتداء بمحاولته الدفاع عن نفسه، وأكد المتحدث بأن المتهم كان يحضر للزواج وأراد أن يتخلص من ثقل الماضي، وأضاف ممثل النيابة العامة بأن المتهم ليس إنسانا عادي فهو دركي وقام بالتخلص من كل شيء يدينه في موقع الجريمة وكذا بغسل ملابسه الملطخة بالدم، كما أنه قام بسلوك سلبي لكونه لم يبلغ عن جريمته ولم يقدم المساعدة لشخص في حالة خطر، وكانت له نية مبيتة من الأول.           أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى