* الريتم السريع الذي أعطيناه للبطولة قضى على آمال باقي المنافسين
أبدى مدرب اتحاد الشاوية السعيد بلعريبي، ارتياحه الكبير للمشوار الذي أداه الفريق إلى حد الآن في بطولة ما بين الجهات، وأكد بأن تلقي هزيمة واحدة منذ انطلاق المنافسة يبقى بمثابة مؤشر على النوايا الجادة في تحقيق العودة السريعة إلى الرابطة الثانية، لكن الوضعية الراهنة تستوجب توخي الحيطة والحذر، تحسبا لمنعرج حاسم.
بلعريبي، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن فارق 11 نقطة يكفي لوضع اتحاد الشاوية في خانة أكبر مرشح للصعود، إلا أن المحافظة على التركيز والتوازن تبقى من الشروط الأساسية، وذلك بالسعي لمواصلة المشوار بنفس «الديناميكية» إلى غاية ترسيم العودة إلى الوطني الثاني، مادامت كل مقومات النجاح متوفرة.
rفي البداية، ما هي قراءتكم لمعطيات البطولة، في ظل العزف المنفرد لفريقكم على أوتار الصدارة؟
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن بطولة ما بين الجهات في فوج الشرق تبقى من أصعب المنافسات، لأنها تحتفظ بالكثير من الخصوصيات، خاصة منها ما يتعلق بريتم المنافسة في مرحلة الإياب، بصرف النظر عن طابع «الديربي» الذي تكتسيه أغلب المباريات، فضلا عن تواجد العديد من الأندية التي سبق لها اللعب في مستويات أعلى، وهذا دون التقليل من قيمة باقي الفرق، التي أصبحت من المنشطين التقليديين للبطولة، وعليه فإن هذا الجانب كان النقطة التي ارتأينا التركيز عليها عند شروعي في العمل على رأس العارضة الفنية لاتحاد الشاوية، بداية من الجولة الرابعة، خلفا لمحمد بلشطر، لأننا عمدنا إلى تقسيم المشوار على مراحل، مع ضبط معدل نقطي يجب تحصيله في كل 5 جولات، مع السعي للاستثمار في التركيبة البشرية المتوفرة، وكذا الامكانيات التي لم تدخر اللجنة المسيرة أي جهد في توفيرها، فكانت النتيجة مواكبة لطموحاتنا، وذلك بإحكام سيطرتنا على مجريات البطولة، وعدم التفريط في مشعل القيادة.
rلكن الفريق يقود حاليا السباق بفارق 11 نقطة عن أقرب الملاحقين، وهذا ما يعني ضمان الصعود بنسبة كبيرة جدا؟
بصفتي المسؤول الأول على العارضة الفنية فإنني أجزم بأن هذا الفارق مازال يحتم علينا توخي الحيطة والحذر في باقي المباريات، خاصة وأننا مقبلون على منعرج حاسم، سيسمح بتوضيح الرؤية أكثر، لأننا سنستقبل في نهاية هذا الأسبوع الجار شباب عين فكرون، وبعدها سنركن إلى الراحة الإجبارية، على خلفية الانسحاب النهائي لنجم البسباس، وبعد ذلك نستضيف شباب ميلة، المتواجد بدوره ضمن كوكبة المطاردة، والخروج من هذا المنعرج بسلام من شأنه أن يقربنا أكثر من منصة التتويج، لذا فإننا طالبنا اللاعبين بضرورة المحافظة على كامل التوازن، وأخذ الأمور بجدية، مادامت 4 فرق من كوكبة الملاحقة مازالت تتمسك بحظوظها في قلب الموازين وخطف تأشيرة الصعود إلى الوطني الثاني.
rنفهم من هذا الكلام بأنكم متخوفون من أي «سيناريو» مفاجئ، فما سبب ذلك؟
التخوف أمر حتمي وضروري، لأن كرة القدم ليست علوما دقيقة، وحقيقة الميدان كفيلة بالكشف عن معطيات جديدة، خاصة وأن البطولة مازالت منها 12 جولة، الأمر الذي يطرح 36 نقطة في المزاد لكل فريق، وبالتالي فإن فارق 11 نقطة يمنحنا أفضلية كبيرة للتتويج، لكن هامش المناورة يتيح لنا فرصة لتدارك أي تعثر، والرزنامة المتبقية تضعنا أمام حتمية الفوز بكل اللقاءات داخل الديار، خاصة وأننا سنستقبل الثلاثي الذي يتواجد في الملاحقة، في صورة عين فكرون، ميلة وتازوقاغت، كما سنستضيف بوخضرة، عين كرشة وحمراء عنابة، ولو أن طريقة العمل التي ننتهجها مبنية على أساس تسيير المشوار مباراة بمباراة، وترقب إفرازات كل جولة، وانعكاساتها على وضعية سلم الترتيب.
rوما تفسير «الخرجة» التي قام بها اللاعبون في اللقاء الأخير بتبسة، وانعكاسات ذلك على الأجواء داخل الفريق؟
إقدام اللاعبين على رمي الأقمصة في الدائرة المركزية بعد الفوز العريض المحقق بتبسة كان عبارة عن رسالة منهم للتأكيد على أن حلم الصعود يتجسد بتضافر جهود كل الأطراف، والنتائج التي فاقت كل التوقعات تتطلب مكافأة اللاعبين على المجهودات المبذولة ميدانيا، وقد كادت الأمور أن تأخذ مجرى مغايرا، بعد التلويح بمقاطعة التدريبات وحتى المباريات الرسمية، إلا أن إدارة النادي سارعت إلى احتواء الوضع، وطي صفحة الأزمة الداخلية، بإقناع اللاعبين بضرورة مواصلة المشوار، مع البحث عن حلول ناجعة لمشكل المستحقات المالية، لأن المعالم الأولية للصعود ارتسمت، بفضل «الريتم» السريع الذي أعطاه اتحاد الشاوية للبطولة منذ انطلاقتها، والذي كان سببا في الاستسلام المبكر لباقي المنافسين، كما أن المحافظة على التوازن ساهم بشكل مباشر في مواصلة «ديناميكية» النتائج الإيجابية، ومن غير المعقول أن تطفو على السطح إشكالية المستحقات في آخر منعرج، لتكون عواقبها «قبر» حلم العودة السريعة إلى الرابطة الثانية، وبالتالي تحطيم المشروع الرياضي الذي تم تسطيره من طرف الطاقم المسير الجديد للنادي، ولو أننا كنا نمني النفس بالذهاب إلى أبعد محطة ممكنة في منافسة الكأس، لكسب شحنة معنوية إضافية، لكن تزامن لقاء بوقاعة مع فترة فراغ مررنا بها كلفنا الإقصاء بركلات الترجيح داخل الديار، لأننا لم نقدم الشيء الكثير، واستعادة التوازن كان بإحراز انتصارين متتاليين في البطولة، خاصة الفوز العريض بتبسة .
حاوره: ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى