في سابقة سيئة في تاريخ السياحة في تونس تم إغلاق 70 فندقا ونزلا بصفة مؤقتة منذ شهر سبتمبر الفارط ويبقى عدد آخر من النزل والفنادق معرضا لنفس المصير كنتيجة حتمية لتداعيات الهجمات الإرهابية التي ضربت القطاع في هذا البلد الشقيق .

حيث لا يزال الاقتصاد التونسي يتكبد الخسائر جراء الهجمات الإرهابية التي استهدفت تونس في 2015 مستهدفة السياحة التي تعد ركيزة هذا الاقتصاد،بعد أن أغلقت عشرات الفنادق أبوابها مؤقتا منذ سبتمبر مع توقع زيادة هذا العدد.

وحسب رئيس اتحاد الفنادق التونسية رضوان بن صلاح في حديث إلى إذاعة محلية خاصة فإن "الوضع قاتم للغاية.لأن نسبة النزلاء في الفنادق لا تتجاوز 20 في المئة من القدرة الاستيعابية لفنادق البلاد".

وأضاف ذات المتحدث أن "70 فندقا أغلقت أبوابها منذ سبتمبر بسبب انخفاض عدد الحرفاء و الزبائن"، مرجحا إغلاق المزيد من الفنادق بحلول الشتاء.

وأشار بن صلاح إلى أن "الوضع الحالي سيؤدي إلى بطالة تقنية " مؤكدا في الوقت نفسه أن الحكومة ستقدم "منحة شهرية بقيمة 200 دينار تونسي لموظفي القطاع العاطلين عن العمل ، بالإضافة إلى "تغطية نفقات الضمان الاجتماعي لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد".

ويشغل القطاع السياحي في تونس أكثر من 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر ويساهم بنسبة 10 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي ويدر ما بين 18 و20 بالمئة من مداخيل تونس السنوية من العملات الأجنبية.

وقتل 38 سائحا أجنبيا بينهم 30 بريطانيا، في هجوم نفذه مسلح تونسي على فندق في منتجع سوسة في 26 جوان

وعدّ الهجوم الأكثر دموية في تاريخ تونس الحديث، وقد تبناه تنظيم "داعش " الارهابي.

وفي 18 مارس ، قتل مسلحان تونسيان شرطيا تونسيا و21 سائحا أجنبيا في هجوم على متحف باردو في العاصمة تونس تبناه التنظيم نفسه

الاعتداءان كانت نتائجهما كارثية بكل المعايير على السياحة في تونس خاصة بعد أن سارعت دول أوروبية إلى تحذير رعاياها من التنقل إلى هذا البلد بشكل يطرح أكثر من علامة استفهام عن تضامن العواصم الغربية مع تونس كما تزعم بعد ثورتها ونجاحها في الانتقال الديموقراطي حيث تراجع عدد السواح الأوروبيين إلى أثر من النصف السنة الجارية مما حذا بسلاسل فندقية عالمية عاملة في تونس إلى الإعلان مؤخرا عن قرارها بغلق أبوابها هذا الشتاء.

ورغم أن تدفق الجزائريين بأعداد كبيرة على جارتهم الشرقية قد ساعد مع السوّاح الداخليين في إنقاذ ما يمكن إنقاذه في موسم الاصطياف إلا أن هذا لم يكن بالقدر الكافي الذي ينعش القطاع الذي هو عصب الاقتصاد في تونس التي استقبلت مثلا في السنة الفارطة 6 ملايين سائح ..

الفيدرالية التونسية لوكالات الأسفار عبرت الاثنين الماضي عن أملها في أن يكون لفوز الرباعي التونسي الراعي للحوار السياسي الداخلي في البلاد بجائزة نوبل للسلام انعكاس ايجابي على السياحة وقد دعت الفيدرالية بالمناسبة البلدان الأوروبية التي تبدي تحفظات كبيرة على الوضع الأمني في تونس إلى رفع هذه التحفظات وبالذات بريطانيا التي فقدت 30 رعية في اعتداء سوسة..

م/إ

الرجوع إلى الأعلى