اكتشاف إصابات بالسكري و الحساسية و العقم يهدد 40 بالمائة من الأطفال
كشفت نتائج الفحوصات التي قام بها فريق طبي يتكون من 14 طبيبا مختصا و أطباء عامين و ممرضين، ضمن القافلة الطبية التي حطت رحالها في نهاية الأسبوع ببلدية تقلعيت النائية، عن حالات للإصابة بداء السكري و الحساسية و أمراض جلدية، ناهيك عن مخاطر صحية أخرى أبرزها الكشف عن إصابة حوالي 40 بالمائة من الأطفال الذين خضعوا لفحوص، بأمراض تهددهم بالعقم و تتطلب إخضاعهم لعمليات جراحية.
و تعتبر هذه القافلة الطبية التي حطت رحالها بمنطقة البور ببلدية تقلعيت، الأولى من نوعها على المستوى الوطني التي تضم عددا كبيرا من الأطباء الأخصائيين، حيث بادرت مصالح المقاطعة الصحية لدائرة رأس الوادي بتوفير جميع الظروف لإنجاحها، من خلال وضع مجموعة من الخيم بمساحة واسعة و تزويدها بالمعدات الطبية، مع تقسيم كل جناح و تخصيصه لعلاج أمراض معينة، فضلا عن تجنيد 26 طبيبا من بينهم 14 طبيبا مختصا و قابلتين، في هذه القافلة التي تنوعت فيها الخدمات المقدمة لسكان قرى و مداشر بلدية تقلعيت النائية الواقعة في أقصى الحدود الجنوبية الشرقية لولاية برج بوعريريج مع ولاية المسيلة .
و شملت خدمات القافلة فحوصات شاملة استفاد منها حوالي 1200 شخص، على يد أطباء عامين و مختصين في الجراحة العامة و طب و جراحة العظام و جراحة و طب الطفال و مختصين في أمراض الأنف و الحنجرة و طب العيون و جراحة الأسنان و الطب الباطني و أمراض الحساسية، كما تكفل الأطباء العامون بالكشف عن الإصابات بالسكري و ضغط الدم و سرطان الثدي و عنق الرحم بمساعدة 22 عونا من أعوان السلك شبه الطبي .
المبادرة لقيت استحسانا كبيرا من قبل سكان البلدية التي تعاني من نقص في المرافق الصحية و شبه عزلة، جعلت مواطنيها بعيدين عن مختلف المؤسسات الاستشفائية المتواجدة بعاصمة الولاية و بكبرى البلديات المجاورة، مثل بلدية برج الغدير و بلدية رأس الوادي، و المؤسسة الاستشفائية محمد بناني و المقاطعة الصحية المنظمة لهذه القافلة .
سلطات البلدية من جهتها، وفرت وسائل النقل و استغلت فرصة تنقل الأطباء الأخصائيين و اقامة الخيم، لنقل سكان القرى و المداشر إلى مراكز اجراء الفحوصات التي وزعت حسب كل اختصاص في الخيم و سيارات الإسعاف المتنقلة.
و أكد الأطباء المختصون على اكتشاف حالات محيرة لإصابة الأطفال بمرض يصيب العضوين المفرزين للنطاف، يتمثل في ابتعاد أحد العضوين أو كليهما عن الكيس المخصص لهما، ما قد يؤدي إلى ضمورهما، في حال عدم اجراء عملية جراحية لإرجاعهما إلى المكان الأصلي، فضلا عن تسبب هذا المرض في مضاعفات تصل إلى العقم في حال تأخر العلاج .
و أشار الطبيب المعالج إلى احصاء إصابة حوالي 40 بالمائة من الأطفال الذين خضعوا للفحوصات بهذا المرض، ما استدعى اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل المقاطعة الصحية التي ضبطت مواعيد لإجراء العمليات الجراحية للأطفال المصابين على مستوى المؤسسة الاستشفائية محمد بناني بالبرج.
و زيادة على هذه الحالات، تم تسجيل عدد من المصابين بأمراض جلدية و أمراض الحساسية، فضلا عن الكشف لأول مرة عن إصابة بعض الأشخاص الذين خضعوا للفحوصات بداء السكري أو الضغط الدموي و حالات أخرى لنقص السمع و البصر، فضلا عن عشرات حالات تسوس الأسنان بالنسبة للأطفال الصغار.
و لقيت هذه المبادرة التي تعد الأولى من نوعها التي شارك فيها أطباء أخصائيون بعدما كانت القوافل الصحية المتنقلة تقتصر على الأطباء العامين، اقبالا كبيرا من قبل سكان المنطقة من مختلف الفئات، و شملت عددا كبيرا من النساء اللائي لقين معاملة خاصة و تنظيما مواتيا لطبيعة المنطقة المحافظة، حيث خصص لهن جناح خاص.
ع/بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى