الشرطة الجزائرية أول من استخدم الكلب البوليسي
كشف مدير المتحف المركزي للشرطة العقيد لطفي عميد أول للشرطة عبد الكريم شوقي؛ أن الشرطة الجزائرية كانت  أول جهاز استخدم الكلب البوليسي في العمل الشرطي في العالم و ذلك خلال الفترة التاريخية الوسيطة ممثلة في الدولة الفاطمية  بين سنتي 909 و 1172 ميلادية.  وأشار إلى أن نوع الكلاب المستعملة في تلك الحقبة من سلالة محلية، لازال يستعمل إلى اليوم في الصيد وهو «السلوقي» ،حيث كان يستخدم من قبل الأجهزة النظامية في مهامها لتتبع و تقفي آثار المجرمين و إيقافهم.
وعرض المسؤول الأمني في محاضرة ألقاها بدار الثقافة الشهيد قنفود الحملاوي بالمسيلة بمناسبة تنشيطه اليوم الإعلامي للتعريف بتاريخ و تجربة الشرطة الجزائرية أول أمس ، تطور الشرطة الجزائرية عبر التاريخ بداية بشرطة الدولة الرستمية ثم الحمادية التي تطورت خلال هذه الفترة و أصبح صاحب الشرطة يخضع إلى سلطة أمير الدولة مباشرة، في حين يخضع خلفاءه على المدن والمقاطعات لسلطة حاكم المدينة أو المقاطعة دون أية وساطة، كما توسعت مهامها في هذه الفترة إلى حراسة المدن والموانئ و مداخل العاصمة بالإضافة إلى حماية التجار وممتلكاتهم و المسافرين الأجانب مع القيام بدوريات استطلاع ليلية مصحوبين بالكلاب.
و قد تميزت الشرطة الحمادية حسب المتدخل بتخصيصها  عدد من السجون للنساء بمعزل عن الرجال أوكلت مهمة إدارتها إلى نساء أمينات، و اتخذت الشرطة الزيانية كسابقاتها، شرطة لحفظ النظام وعرف صاحب الشرطة خلال تلك الفترة، مثلما يضيف مدير المتحف المركزي للشرطة، بالحاكم، وصولا إلى فترة الحكم العثماني أين عرفت الجزائر حينها تطورا لجهاز الشرطة، الذي أصبح ينقسم إلى فرعين، شرطة خاصة بالأتراك و الكراغلة وشرطة الأهالي.
 وضم جاهز الشرطة في تلك الفترة هيئة تسمى بالشواش و التي تتبع مباشرة لسلطة الداي و تعمل على توقيف أي باي يتعدى على القانون، حيث شهدت تلك الفترة استتباب أمن الأفراد والممتلكات حتى أن القنصل الأمريكي بالجزائر وليام تشارلز قال في مذكراته « أنا اعتقد أنه لا توجد مدينة أخرى في العالم يبدي فيها البوليس نشاطا أكبر مما تبديه الشرطة الجزائرية التي لا تكاد تفلت من رقابتها جريمة، كما لا يوجد بلد آخر يتمتع فيه المواطن وممتلكاته بأمن أكبر».
مدير متحف الشرطة  قال أن شرطة دولة الأمير عبد القادر كان عتادها يقتصر على العصي و مهمتها حفظ الأمن بشوارع وأحياء المدن وبمعسكرات الجيش المتنقلة، حيث تمكن هذا الجهاز من فرض النظام وهنا جاء تصريح أدلى به الأمير عبد القادر سنة 1838 ونقله عنه الكولونيل سكوت «أن الإنسان من الممكن له أن يسافر في أية منطقة في مملكته، وعلى ظهره كيس من الذهب دون أن يتعرض للسرقة أو السطو وهو ما يعكس دور الشرطة وقت دولة الأمير عبد القادر.
و ذكر المحاضر أنه استمرارا لهذا الدور تسير الشرطة الجزائرية في العصر الحديث بخطى ثابتة نحو تحقيق المزيد من الاحترافية و مسايرة التطورات الحاصلة في شتى المجالات، من خلال استعمال تكنولوجيات الإعلام و الاتصال و وضع إستراتيجية إعلامية.                  فارس قريشي

الرجوع إلى الأعلى