المسبح الروماني بقالمة  تحفة أثرية نادرة تتعرض للتخريب و الانهيار   
يعتبر المسبح الروماني الشهير الواقع قرب مدينة هليوبوليس شمالي قالمة من أهم المعالم التاريخية و التحف الهندسية الأثرية الضاربة في أعماق التاريخ البعيد، بناه الرومان قبل آلاف السنين و تعاقبت عليه حضارات و أمم كثيرة، و لم تؤثر فيه عوامل الطبيعة و الزمن و مازال صامدا إلى اليوم يروي تفاصيل الأمم التي سكنت المنطقة و تركت فيها آثارا و معالم خالدة من الصعب تكرارها.  
المسبح  لا يزال اليوم قادرا على استعادة أمجاده من جديد و استقطاب السياح و هواة السباحة في المياه المعدنية الساخنة، لكنه وعلى العكس من ذلك يتعرض للإهمال و التخريب باستمرار ما حوله إلى فضاء مهجور تحيط به الحشائش و الأشواك و أشجار القصب التي تنمو على ضفاف الأودية و المستنقعات.  
يوضح عبد الله بن الشيخ الباحث في تاريخ منطقة قالمة بأن المسبح الروماني الواقع بقرية حمام برادع قرب هليوبوليس “ هو معلم روماني دائري الشكل مبني بالحجارة المصقولة بقطر 36 مترا، يتزود من منبع مائي طبيعي درجة حرارته تصل إلى 35 درجة مئوية، تمت التنقيبات الأثرية به سنة 1900 من طرف عالم الآثار “جولي”،  الذي نقل العديد من القطع الأثرية التي وجدت على مقربة من محيط المعلم إلى متحف قالمة، و قد استغل للسباحة من طرف المعمرين خلال تلك الفترة.
 المسبح حسب الباحث، يقع على الطريق الروماني حمام دباغ بين عنابة و قالمة، على مقربة من قلعة بوصبع، كما توجد منابع باردة بالقرب منه، استغلها المعمرون خلال الاستعمار لإنشاء مطاحن للحبوب بمدينة هليوبوليس، و هي ترجمة لكلمة يونانية معناها مدينة الشمس، وقد أسس المستوطنون قرية فيها سنة 1848”.  
و بالرغم من النداءات الموجهة للمسؤولين المتعاقبين على ولاية قالمة لتهيئة المسبح الأثري العريق و حمايته من التدهور و الاعتداء و فتحه أمام السياح و السكان المحليين فإن وضعية هذا المرفق السياحي و الأثري النادر ما تنفك تسوء بسبب الإهمال و عوامل الزمن، إذ بدأت جدران المسبح تتصدع و أخذت الحجارة المصقولة التي وضعها الرومان في الانهيار و ربما يحولها سكان المنطقة لقطع أثرية يزينون بها المنازل و الفيلات الفخمة، أما المسبح الروماني فيمتلئ بمياه الأمطار كل شتاء ثم تصيبه في الصيف لعنة الجفاف التي أطبقت على مسابح مدينة قالمة كلها منذ مدة طويلة و حولتها إلى فضاءات
 مهجورة.  

  فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى