تناول الفريك يؤدي إلى أمراض في الجهاز الهضمي و فقر الدم
يتربع «جاري الفريك»  على موائد إفطار الغالبية العظمى من القسنطينيين و سكان الشرق الجزائري لثلاثين يوما متتالية دون توقف،  وهو ما يعتبره المختصون سببا في أمراض تصيب الجهاز الهضمي إضافة إلى خطر الإصابة بفقر الدم و اضطرابات أخرى.
رئيس اتحاد الأطباء الجزائريين لجهة الشرق الدكتور سعيد خالد، أكد بـأنه يعاين بعد مرور 5 إلى 6 أيام من بداية رمضان، عددا معتبرا من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الجهاز الهضمي، خاصة انتفاخ القولون و غازات البطن عسر الهضم و الإمساك و تناول الفريك يوميا هو السبب،و ما يزيد الطين بلة، كما قال،  أن معظم ربات البيوت لا  يخصصن لهذه المادة الوقت الكافي لتنضج، فبدل تركها ساعتين، يضعنها في القدر بعد نضج المواد الأخرى و يبعدنها عن النار خلال ربع ساعة فقط. و هي المدة التي ينتفخ خلالها الفريك دون أن ينضج، و من ثمة ينتفخ في البطون و يسبب الكثير من المشاكل الصحية.
الطبيب أكد بأنه حتى و إن طهي الفريك جيدا ، فإن الجسم لا يتحمل تناول نفس الطعام يوميا لمدة طويلة، كما أن الجهاز الهضمي سينهك إذا تلقى 30 قدرا من جاري الفريك، و يصبح غير قادر على امتصاص العناصر المفيدة للتغذية، و بالتالي يمكن أن يكتشف الكثيرون بعد رمضان إصابتهم بفقر الدم.
و أشار إلى أن استعمال الطماطم المصبرة في طهي شربة الفريك يزيد من تفاقم أضرار المادة  على الجسم، لهذا ينصح باستعمال الطماطم و كل الخضر الطازجة في تحضير الأطباق  و الاستغناء عن المصبرات و المعلبات لاحتوائها على مواد حافظة و ملونات ضارة .
المتحدث يدعو ربات البيوت إلى إضافة الخضر الطازجة إلى شربة الفريك، لأنها تحتوي على الألياف التي من شأنها مساعدة الجهاز الهضمي على امتصاص العناصر المفيدة ، و الاكتفاء بتقديم هذه الشربة مرة أو مرتين في الأسبوع، و تعويضها بحساء  الخضر.
يحجز الكالسيوم  و المغنيزيوم والحديد
حذر من جهته أخصائي التغذية و التغذي و الباحث في الأعشاب البروفيسور رابح بن الشريف، من تناول جاري الفريك طيلة أيام الشهر الفضيل، و دعا إلى تعويضه بشربة الشعرية "الدويدة" أو "لسان الطير" و حساء الخضر المفيد للجسم، مؤكدا بأنه يجب عدم تناوله أكثر من 5 أيام متتالية حفاظا على صحتنا و سلامتنا.
و أشار إلى أن معظم المزارعين يحصدون القمح الصلب قبل أن ينضج أي و هو نصف جاف. و يقومون بتعريضه للنار و يحاولون نزع القشور، لكن الكثير منها تلتصق بحبات القمح و تحتوي على عدة مواد كالسيلولوز و حامض الفيتيك و غيرها ، ما يجعل الفريك يصبح ككماشة «كُلاب» يحجز الكالسيوم و المغنيزيوم و الحديد و الزنك و السيلينيوم و يمنع الجسم من امتصاصها و الاستفادة منها و يطرحها مع الفضلات.  و إذا تم ذلك خلال شهر كامل، فإن الصائم سيفقد الكثير من هذه المواد و يعاني من نقص الكالسيوم و وهن و إرهاق مزمن و شحوب و يصبح عصبيا بسبب نقص المغنيزيوم، كما أن عدم استفادة الجسم من الحديد سيجعله يعاني من  فقر دم  و الأخطر أنه يصبح غير محمي من المواد المسرطنة .                                               
إلهام.ط

الرجوع إلى الأعلى