الأحد 11 ماي 2025 الموافق لـ 13 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

عمرها يقارب القرنين من الزمن بمستغانم: مغـارة الفراشيح بالظهرة شاهد على محرقة اقترفها المستعمر الفرنسي


بدأت جرائم الاستعمار الفرنسي منذ دخوله أرض الجزائر، ولعل محرقة «مغارة الفراشيح» بمنطقة الظهرة بعشعاشة في مستغانم، شاهد قائم لغاية اليوم على إبادة 700 شخص من الأبرياء الذين لا ذنب لهم، وهذا منذ حوالي قرنين من الزمن.
حيث وفي عام 1845 أي قبل قرن من الزمن على مجازر 8 ماي 1945، أقدم العسكري الفرنسي «بيلسي» وبأمر من قائده الماريشال بيجو، على اقتراف جريمة نكراء في حق أهالي وقبائل منطقة الظهرة بعد أن حاصرهم داخل المغارة المسماة بمغارة الفراشيح الموجودة بدوار الشقارنية بلدية النكمارية دائرة عشعاشة الواقعة شرق مستغانم، ونتيجة لهذا الحصار لم يجد الأهالي سوى المغارة التي اختبأوا داخلها «رجال ونساء وأطفال وحتى حيوانات» هروبا من جيش الاستعمار الذي سد فوهتي المغارة وأضرم النار التي ظلت مشتعلة لساعات طويلة من الليل، مما أدى لاستشهاد البعض اختناقا بالدخان الناتج عن النار الملتهبة واحتراق الباقين.
وتتحدث المصادر التاريخية عن إبادة أكثر من 700 شخص، في حين تشير مصادر أخرى إلى هلاك أكثر من 1000 شخص من أهالي قبيلة أولاد أرياح وقبائل أخرى، و أن هذه الجريمة والإبادة الجماعية، جاءت انتقاما من أهالي منطقة الظهرة الذين ساندوا المقاوم الشيخ محمد بن عبد الله المدعو الشيخ بومعزة زعيم الانتفاضات الشعبية بالظهرة، التي عرفت تاريخيا بـ «ثورة الطرق الصوفية»، حيث شارك زعماء بعض الطرق الصوفية التي كانت منتشرة في المنطقة على غرار الطيبية والدرقاوية والشاذلية، في معركة كبيرة جرت بوادي خميس في يناير 1845، مما جعل الجيش الفرنسي يجند الآلاف من جيوشه للقضاء على الثورة والانتقام من أهالي المنطقة الذي دعموا الثوار وآزروهم، فكان عقابهم عن طريق المحرقة،
وحسب العارفين بالشأن التاريخي فإن «الكولونيل بيليسي» لم يكتف فقط بمحرقة المغارة بل وسع بطشه لساكنة المنطقة وملاحقتهم بجبال الظهرة حتى لا تكون ملجأ للقبائل المقاومة، وكرر «الهولوكست» بمنطقة الصباحية قرب الشلف ومجزرة قبائل بني زروال لمساندتهم لمقاومة الشريف بومعزة.
للعلم، أن مكان الجريمة الاستعمارية أصبح اليوم مقصدا سياحيا لزوار المنطقة وللباحثين، وتم خلال السنوات الماضية تشييد متحف على الهواء الطلق بذات الموقع التاريخي و كذا صيانة ما عثر عليه بالمغارة من جماجم وأواني فخارية وصخور محترقة لا تزال شاهدة عن أبشع صورة للاستعمار الفرنسي الذي يدعي الحريات والدفاع عن حقوق الإنسان. بن ودان خيرة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com