* الجزائر لم تكن يومًا طرفًا في نزاعات داخلية بل كانت دومًا وسيطًا صادقًا
أكد المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمنية، الدكتور أحمد ميزاب، أمس، أن الجزائر لم تكن يومًا طرفًا في نزاعات داخلية، بل كانت دومًا وسيطًا صادقًا يسعى إلى تقريب وجهات النظر، وقال إنها تنظر إلى مالي كدولة شقيقة تستحق مؤسسات منتخبة، وحياة سياسية مستقرة، وتنمية متوازنة ترفع المعاناة عن مواطنيها، لافتا إلى أن الجزائر لم تنجر يومًا إلى المهاترات، ولن تنحدر إلى مستوى الخطابات المتشنجة وأشار إلى أن ما صدر عن الطغمة الانقلابية في مالي، لم يكن سوى انعكاسا لمأزق داخلي تعيشه هذه الطغمة و محاولة للهروب إلى الأمام، و لتصدير أزمة ثقة داخلية نحو الخارج.
واعتبر المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمنية الدكتور أحمد ميزاب ، في تصريح للنصر، أمس، أن العلاقات الجزائرية المالية، تأخذ بعدًا خاصًا في ضوء ما تشهده المنطقة من تحولات معقدة وتوترات سياسية وأمنية متصاعدة.
وأضاف في هذا السياق، أن تصريح وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد أحمد عطاف من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، أول أمس، شكل محطة فارقة، حين أكد أن مالي لا يمكن اختزالها في مجموعة متشبثة بالسلطة ومتسلطة على شعبها، موضحا أن التصريح، جاء ليضع النقاط على الحروف، ويعيد النقاش إلى جوهره الحقيقي، وهو الشعب المالي ومستقبله، لا مصالح ضيقة ولا حسابات ظرفية.
و ذكر المحلل السياسي، أن الجزائر، التي كانت ولا تزال ترافق مسار السلم في مالي منذ اتفاق الجزائر، ترفض أن تُختزل الأزمة في صراعات السلطة، فهي تنظر إلى مالي كدولة شقيقة تستحق مؤسسات منتخبة، وحياة سياسية مستقرة، وتنمية متوازنة ترفع المعاناة عن مواطنيها، لافتا إلى أنه من هذا المنطلق، عبّر وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، بوضوح عن موقف مبدئي، يرتكز على الشرعية والتمثيل الشعبي، بعيدًا عن أي نزعات إقصائية أو خطاب عدائي.
كما اعتبر الخبير في الشؤون الأمنية، أن الردود المتشنجة التي صدرت عن انقلابيي مالي ، لم تكن سوى انعكاسا لمأزق داخلي تعيشه هذه المجموعة الانقلابية، مضيفا في هذا الإطار، أن من يفقد الشرعية الشعبية، يلجأ إلى التصعيد الإعلامي لتغطية العجز السياسي و محاولة الهروب إلى الأمام، و لتصدير أزمة ثقة داخلية نحو الخارج.
وأكد المحلل السياسي، أن الجزائر لم تكن يومًا طرفًا في نزاعات داخلية، بل كانت دومًا وسيطًا صادقًا يسعى إلى تقريب وجهات النظر، وتحقيق الاستقرار عبر الحوار لا عبر الإملاءات.
وأشار إلى أن الجزائر تتعامل مع الملف المالي، انطلاقًا من روابط التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك، فهي تدرك أن أمن مالي جزء من أمنها القومي، وأن استقرار الساحل شرط لاستقرار المنطقة بأكملها، لذلك ظلت مساعيها قائمة، ويدها ممدودة، ومخزون صبرها لم ينضب، إيمانًا منها بأن الحل الحقيقي لا يُفرض بالقوة، بل يُبنى بالثقة والتفاهم.
وأكد المتدخل، أن الجزائر لم تنجر يومًا إلى المهاترات، ولن تنحدر إلى مستوى الخطابات المتشنجة، فهي تؤمن بأن رقي الخطاب يعكس رقي الدولة، وأن التزامها بالمبادئ لا يتأثر بالاستفزازات و أضاف بالقول، أن من يهاجم الجزائر اليوم إنما يواجه مرآة تذكّره بفشله في إدارة شؤون بلده، لا موقفًا عدائيًا من دولة جارة.
ويرى الدكتور أحمد ميزاب، أن التحدي الحقيقي في مالي ليس في خلاف مع الجزائر، بل في غياب الرؤية الجامعة التي توحد المكونات المالية حول مشروع وطني، لافتا إلى أن الجزائر، بحكم التجربة، تعرف أن الحلول المستوردة لا تنجح، وأن الحوار الداخلي هو السبيل الوحيد لبناء دولة مستقرة، ولهذا تظل تضع خبرتها ورصيدها الدبلوماسي في خدمة الأشقاء، دون وصاية أو مصلحة ضيقة.
وأكد المتحدث، أن الجزائر تبقى ثابتة على مبادئها، فيما يخص دعم الشعوب لا الأنظمة، نصرة الشرعية لا القوة، والبحث عن الحلول عبر الحوار لا المواجهة، مشيرا إلى أن ما قاله وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد أحمد عطاف، في الأمم المتحدة ليس موقفًا عابرًا، بل امتداد لرؤية جزائرية متجذرة تعتبر أن بناء السلم في الساحل، يبدأ من احترام إرادة الشعوب لا من تجاهلها.
وكان وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد أحمد عطاف، قد أكد الاثنين، بنيويورك، خلال كلمته في الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن جمهورية مالي لا يمكن اختزالها في طغمة لا ترى لمستقبل بلدها أفقا إلا من خلال منظار تشبثها بالسلطة والتسلط على شعبها، وأن هذا البلد الشقيق أرقى من هؤلاء الانقلابيين المتآمرين كلهم.
وقال السيد عطاف في كلمته : «ألاحظ أنه وللعام الثاني على التوالي، يتجرأ انقلابي من بين الانقلابيين في مالي، ومن هذا المنبر، على التهجم على الجزائر. إن قمم الوقاحة والدناءة والوضاعة التي تسلقها هذا الشاعر الفاشل والانقلابي الأصيل ما هي إلا هذيان جندي جلف. وثرثرته السوقية لا تستحق إلا الاحتقار ولا تثير غير الاشمئزاز».
وأضاف أنه «وعوض التفوق في فن تعليق شماعة الفشل على الغير وفن صرف الأنظار عن كل إخفاقاته كنا نتمنى ونمني أنفسنا، لو أن الجندي الجلف هذا وأمثاله تفوقوا في فنون أخرى أشرف وأنبل وأنفع لمالي: فن السعي لاستعادة الأمن والاستقرار في بلدهم، فن العمل لتحسين مستوى معيشة شعبهم وأخيرا وليس آخرا، فن تمكين مالي من حوكمة تليق به وبتاريخه العريق، حوكمة متفوقة بالكفاءة، ومترفعة بالنزاهة ومتميزة بالأمانة والوفاء».
وأكد السيد عطاف، على أن «يد الجزائر تبقى ممدودة ومساعيها تظل قائمة ومخزون صبرها لم ولن ينضب في سبيل إعلاء ما يجمعها بأشقائها الماليين من أواصر لا تهتز بمثل هذه العوامل العرضية، على سوئها وعلى وضاعة القائمين عليها».
مراد -ح