أعلن، أمس الثلاثاء، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، من جامعة مولود معمري بتيزي وزو، عن الإطلاق الرسمي لأكبر تحدّ وطني في مجال الابتكار وريادة الأعمال الجامعية تحت تسمية «ProtoMarket»، يهدف إلى تمكين الطلبة الجامعيين وخريجي مؤسسات التعليم العالي من تطوير نماذجهم الأولية وتحويلها إلى منتجات قابلة للتسويق، بما يعزز ديناميكية الاقتصاد المبني على المعرفة.
وأوضح بداري أن « protoMarket» يمثل قفزة نوعية في مسار دعم المشاريع المبتكرة داخل الجامعة الجزائرية، ويأتي هذا التحدي ليمنح الطلبة والخريجين الحاصلين على وسم «مشروع مبتكر» فرصة الاستفادة من المرافقة والتأطير، إضافة إلى تمويل مالي معتبر قد يصل إلى 100 مليون سنتيم، وفي بعض الحالات الاستثنائية إلى 200 مليون سنتيم، تبعا لمعايير وشروط محددة تضعها اللجنة الوطنية للانتقاء.
وللانضمام إلى هذا التحدي، يشترط أن يكون المشروع المبتكر قد تحصل على شهادة توطين من إحدى حاضنات الأعمال الجامعية الحاصلة على الوسم، وأن يكون الوسم ساري المفعول لمدة لا تتجاوز سنتين.
وتبدأ عملية التسجيل عبر المنصة الرقمية ابتداء من 30 سبتمبر 2025، وتغلق في 06 أكتوبر الداخل، أما عملية الانتقاء الأولي للمشاريع المبتكرة فستتم على مستوى اللجان الجهوية أيام 11 و12 أكتوبر، ليتم رفع المحاضر إلى اللجنة الوطنية بتاريخ 14 أكتوبر، على أن تعلن النتائج النهائية يوم 19 أكتوبر 2025.
ويُنتظر أن تشرف حاضنات الأعمال الجامعية المتوجة على تمويل وتطوير النماذج الأولية إلى غاية وصولها إلى قابلية التسويق، وذلك في حدود المبلغ المرصود لكل مشروع، كما سيلتزم أصحاب المشاريع الفائزة بتوقيع وثيقة تعهد بتحويل ابتكاراتهم إلى مؤسسات ناشئة، ما يفتح أمامهم آفاقا واسعة للاندماج في السوق الوطنية وحتى الدولية.
وفي سياق الزيارة، أشرف الوزير كمال بداري على تدشين القطب الجامعي 10.000 مقعد بيداغوجي بتامدة في بلدية واقنون، إضافة إلى وضع حيز الخدمة لإقامة جامعية بسعة ألفي سرير، إلى جانب تفقد أجنحة المشاريع الإبتكارية للطلبة، وكذا زيارة ملحقة المدرسة العليا للأساتذة بذات القطب.
وأكد الوزير أنّ جامعة تيزي وزو خطت خطوة نوعية نحو التحول إلى مؤسسة مواطنة، قادرة على خدمة المجتمع المحلي وتلبية حاجياته الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب دورها الأكاديمي والعلمي، وشدد على أنّ استلام الجامعة لبنى تحتية أكاديمية وخدماتية جديدة، هو مكسب استراتيجي من شأنه أن يترك أثرا عميقا في تطوير البحث العلمي وتعزيز جودة التكوين، مضيفا أنّ هذه المشاريع ستفتح المجال أمام تحويل المعرفة الجامعية إلى قيمة اقتصادية مضافة، تسهم في خلق الثروة وتنشيط الدورة الاقتصادية محليا.
وأشار بداري إلى أنّ المشاريع الابتكارية والمقاولاتية تعكس التحول الفعلي للجامعة إلى فضاء يحتضن الريادة والابتكار، حيث أصبح الطلبة المتخرجون من تيزي وزو رواد أعمال حقيقيين قادرين على تأسيس مؤسسات اقتصادية مصغرة وناشئة، والمساهمة بفعالية في خلق مناصب شغل جديدة تساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي.
وأكد أنّ جامعة تيزي وزو تمثل نموذجا رائدا في تجسيد مفهوم الجامعة المواطنة التي لا تكتفي بتخريج الكفاءات، بل تعمل أيضا على مرافقتها نحو عالم الأعمال، بما يخدم المواطن والجماعات المحلية ويعزز مكانة الجامعة كقاطرة للتنمية المستدامة. سامية إخليف
