الأحد 11 ماي 2025 الموافق لـ 13 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

يرسم بأطرافه الأربعة وفمه: أسامة..من ضحية تنمر إلى رسام بارع


شُبّه بالأخطبوط، ولُقب بصاحب الأيادي السبعة، لتميزه برسم لوحات متنوعة بخمسة أجزاء من جسمه في الآن ذاته، بكل براعة وإتقان، مبهرا كل من وقعت عيناه على إبداعاته، هو الرسام الشاب أسامة بالقاسمي، الذي تحول من ضحية تنمر فاقد لحب الحياة وشغف الموهبة، إلى بطل قصة نجاح ملهمة، عنوانها التحدي والمثابرة لتحقيق التميز في مجال الرسم.

تحدث ابن ولاية باتنة أسامة بالقاسمي صاحب 31 سنة للنصر، عن حبه لفن الرسم منذ الصغر، قائلا بأنه كان مولعا برسم الأشياء التي يحبها، حيث كان يميل لرسم الدراجات النارية المخصصة للسباق والتي كان يحلم بركوبها، فكان يتفنن في رسم موديلاتها، حينها اكتشف مدى براعته في إتقان رسم تفاصيلها، ما جعل شغفه بالرسم ينمو، بعدها برزت موهبته أكثر عندما اكتشف أساتذته وزملاؤه إبداعه في هذا المجال، قائلا « موهبتي برزت أكثر خلال مرحلة التعليم المتوسط، حين اكتشف زملائي وأساتذتي إبداعاتي الفنية، وانبهروا بما أرسمه»، مضيفا بأن الرسم كان بمثابة وسيلة بيداغوجية داعمة مكنته من التفوق في مساره الدراسي، الذي كلل بنيل شهادة جامعية في تخصص علوم المادة.
تخطي موهبة أسامة الفنية حدود البيت والمؤسسة التربوية، كان سنة 2017، عندما شارك في معارض فنية في جامعة باتنة، والمسرح الجهوي للولاية وشوارع المدينة، أين تعرف عليه الجمهور، لينال شهرة بعد ترشحه لتظاهرة أوسكار القاهرة لفن الرسم، ليتلقى بعدها دعوات للمشاركة في عروض إبداعية جماهيرية كبرى، مثل «النسخة العربية لبرنامج « Arabsgot talent»، وكذا برنامج «America got talent».
تقنيات متنوعة ومبتكرة لتنويع اللوحات
تعلق أسامة بفن الرسم جعله يتفنن في اعتماد أساليب متنوعة ومبتكرة لتنويع لوحاته وترك بصمته، فتعلم الرسم بالنار وبالضوء، وكذا باستخدام الرمل الذهبي والملح، ما جعله يتميز أكثر في مجاله، ويحظى بشهرة أوسع، غير أنه لم يكتف بإتقان التقنيات السالفة الذكر، مفضلا أن يحقق الاستثناء من خلال تعلمه وإتقانه تقنية رسم غير مألوفة، تعتمدها فئة قليلة عبر العالم، تتمثل في إشراك خمسة أجزاء من الجسد، هي الفم واليدين والقدمين في الرسم دفعة واحدة بتوجيه من الدماغ، فتتحرك في اتجاهات مختلفة، مشبها توظيفها بحركات الأخطبوط، حيث شارك تجربته متابعيه عبر حسابه على الإنستغرام، وتفاجأ بتفاعل واسع وانبهار الكثير بمدى قدرته على توظيف عدة أجزاء بدقة في الآن ذاته لتقديم لوحات مبهرة.ووصف أسامة هذا الأسلوب غير المألوف بالمعقد والنادر التنفيذ، ما صنفه في قائمة أنذر المبدعين عالميا في هذه التقنية، أفضلهم حقق ست لوحات فيما تمكن أسامة لحد الآن من إنجاز دون عودة للتصحيح والتعديل لـ 14 عملا فنيا، كل عمل يحمل رسالة معينة، مؤكدا بأن ذلك يؤهله لدخول كتاب غينيس للأرقام القياسية، مشيرا إلى تجربة فريدة خاضها عند رسم جدارية للبطلة العالمية الملاكمة الجزائرية إيمان خليف باستعمال قفازها.
وُصفت بالأخطبوط لبراعتي الرسم بأطرافي بدقة
وعن سر تلقيبه بصاحب الأيادي السبعة في الرسم، قال بأنه يمتلك قدرة خارقة في توظيف فمه ويديه ورجليه عند رسم أي لوحة، منبعها حادثة أليمة بطلها أستاذ اللغة الفرنسية في مرحلة التعليم المتوسط، والتي تركت حزنا وجرحا عميقين في نفسه، لكن سرعان ما تحولت لدافع قوي جعلته يرفع التحدي ليصنع التميز.
وقد سرد أسامة تفاصيل الحادثة التي غيرت مجرى حياته، والتي وقعت خلال مرحلة التعليم المتوسط إثر تعرضه لعملية دهس أمام المنزل العائلي بحي بارك أفوراج، تسبب في فقدان جزء من ذاكرته وإصابة في الرأس وكدمات وتشوهات كثيرة، واعوجاج في الرجل وتحطم الأسنان، ما حرمه من مقاعد الدراسة لفترة طويلة قضاها في العلاج والتخلص من الآثار الجسدية والنفسية، وقد كان ينتظر عودته لمقاعد الدراسة بشغف، متوقعا أن يجد أصدقاءه في انتظاره وأن يحظى باحتواء وتعاطف من قبل أسرة المؤسسة التربوية، غير أنه فوجئ بعد العودة بموقف لم يكن في الحسبان عمق جرحه وضاعف معاناته،
صدر من أستاذ اللغة الفرنسية، كما قال، الذي طلب منه الصعود فوق المصطبة وطلب من التلاميذ إحصاء العيوب الموجودة على وجهه وفي جسمه، مشيرا إلى آثار الجروح والكدمات، قائلا لهم « استخرجوا الأخطاء السبعة الموجودة في أسامة، وهو ما أثار موجة سخرية وضحك هستيري وسط زملائه، والتي كان وقعها كبيرا على أسامة، حيث كان أثرها بمثابة طعنات حادة أصابت قلبه وكل أنحاء جسده.
حادثة التنمر وراء تلقيبي بصاحب الأيادي السبعة
وكادت تدمر الحادثة، حياة أسامة وترهن مستقبله الدراسي وتقبر موهبته، لما عاناه من آثار نفسية جعلته يفقد حب الحياة وشغف الدراسة وممارسة هوايته، لكن سرعان ما استعاد طاقته وتخلص من معاناته النفسية، متسلحا بالعزيمة والإرادة رافعا التحدي متغلبا على مشاكله الصحية، ليثبت ذاته ويرد على كل من ألحق به أذى، قائلا «عملت بصعوبة على تطويع كل أعضاء جسدي وجعلتها تساهم بتناسق وتجانس كبيرين في تقديم فنا راقيا يشد أبصار كل من أتيحت له فرصة الإطلاع عليه»، مردفا « هذه الحادثة ألهمتني لاختيار تسمية صاحب الأيادي السبعة التي أبدعت في تحقيق إنجاز مشهود في مجال الفن التشكيلي».
وفي ختام حديثه للنصر، تمنى أسامة أن يجد اهتماما من قبل وسائل الإعلام والجهات المعنية بالفنون والثقافة، لتثمين مجهوده وإبراز موهبته المتميزة، وإتاحة فرص للترويج لإبداعاته الفنية، سواء من خلال حضور معارض أو تظاهرات وورشات فنية، للتعريف أكثر بمختلف التقنيات والأساليب التي يعتمدها في رسم لوحاته، والتمكن من توسيع مشاركاته الوطنية والدولية في التظاهرات والمنافسات، لرفع الراية الوطنية وتشريف الجزائر، آملا في تأسيس مدرسة فنية خاصة تحتضن عشاق هذا الفن وتعلم تقنيات الرسم المختلفة بما فيها الحديثة والمبتكرة.
محمد الأمين بن الشيخ الحسين

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com