يكتسي تربص المنتخب الوطني الحالي أهمية خاصة، لاسيما في ظل خوض الخضر لوديتين أمام رواندا (5 جوان) والسويد (10 جوان)، واللتين ستكونان مفيدتان في تحديد هوية الحارس الأساسي للخضر في المرحلة المقبلة.
وفي ظل العد التنازلي لانطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، والتي لم يعد يفصلنا عنها سوى ستة أشهر، وضيق وقت فلاديمير بيتكوفيتش لاتخاذ قراراته المفصلية، تبدو المنافسة محتدمة بين أنطوني ماندريا، حارس نادي كون الفرنسي، والعائد إلى صفوف الخضر، بعد غياب عن معسكرين من بين آخر 3 تربصات للمنتخب، وألكسيس قندوز، حارس بيرسبوليس الإيراني، الذي استغل ابتعاد منافسيه، وفرض نفسه كخيار أول في الفترة الأخيرة.
ورغم أن بيتكوفيتش يخطط لمنح الفرصة لحارسين مختلفين، خلال وديتي جوان، إلا أن كل الأنظار تتجه نحو مباراة السويد المرتقبة في ستوكهولم، إذ من المرجح أن يكشف هذا اللقاء عن هوية الحارس الأساسي الذي سيقود كتيبة الخضر، خلال كأس إفريقيا المقبلة.
أرقام قندوز الأكثر ثباتا
وظهر ألكسيس قندوز (مواليد 26 جانفي 1996) بشكل ثابت هذا الموسم مع بيرسبوليس الإيراني، حيث شارك في 27 مباراة، استقبل خلالها 19 هدفا، مقابل 14 مباراة بشباك نظيفة، ليُقدم أرقاما لافتة تُرجح كفته نسبيا، كما خاض 5 مباريات دولية مع المنتخب، منها 3 في تصفيات «كان» 2025، استقبل فيها هدفين، و2 في تصفيات مونديال 2026 اهتزت شباكه فيهما مرتين.
ويُحسب لقندوز أنه خاض 5 من آخر 6 مباريات للمنتخب كأساسي، أمام كل من الطوغو (مرتان) وموزمبيق وبوتسوانا وليبيريا، وهو ما يعكس ثقة بيتكوفيتش المتزايدة به، في حين جلس على مقاعد البدلاء فقط في مواجهة الإياب أمام غينيا الاستوائية، التي جرت بملعب ميلود هدفي بوهران.
ماندريا.. خبرة بإحصائيات مقلقة
في المقابل، يبقى أنطوني ماندريا (مواليد 25 ديسمبر 1996) أحد أبرز الحراس الذين يمتلكون تجربة سابقة مع المنتخب الوطني مقارنة بقندوز، حيث خاض 19 لقاء دوليا (بمجموع 1710 دقائق)، شارك خلالها في «كان 2023» بكوت ديفوار، وتوزعت مشاركاته بين الوديات (7)، تصفيات كأس إفريقيا (5)، تصفيات المونديال (4)، وكأس إفريقيا (3)، ولكن حارس كون الفرنسي يواجه انتقادات لاذعة مؤخرا، بسبب أرقامه هذا الموسم، حيث اهتزت شباكه في 44 مناسبة خلال 26 لقاء، وحافظ على نظافة شباكه مرتين فقط، كما مر بفترة صعبة ما بين أكتوبر وديسمبر 2024، جلس فيها على دكة البدلاء ل6 مباريات متتالية، وهو ما تسبب في فقدانه مكانته ضمن قائمة المنتخب في معسكري أكتوبر(خارج الحسابات) ونوفمبر (بقي احتياطيا)، قبل أن يُستبعد مجددا في مارس 2025 بداعي الإصابة، غير أن بداية 2025 شهدت عودة ماندريا للمشاركة أساسيا مع ناديه كون في 16 مباراة من أصل 18، وهو ما فتح له باب العودة إلى صفوف المنتخب مجددا في تربص جوان، الذي يدرك جيدا أنه قد يكون فرصته المناسبة لاستعادة مكانه الأساسي، في ظل المنافسة الشرسة من قندوز.
بن بوط.. خيار ثالث تحت مجهر بوقرة
من جهة أخرى، يبدو أن حارس اتحاد الجزائر، أسامة بن بوط، سيلعب دور الحارس الثالث، خاصة وأنه ضمن حسابات مدرب المحليين، مجيد بوقرة، في بطولتي «الشان» وكأس العرب، عكس قندوز وماندريا المعوّل عليهما لحراسة مرمى الخضر في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة وبقية مباريات تصفيات المونديال.
سباق الفرصة الأخيرة
ورغم تفوق قندوز، الحارس الأسبق لشباب بلوزداد من حيث الأرقام والإحصائيات والاستمرارية، إلا أن الناخب الوطني لم يحسم موقفه النهائي بخصوص هوية الحارس الأساسي للخضر في الفترة المقبلة، في ظل قناعته أيضا بخبرة ماندريا وقدرته على التألق في الدورات الكبرى، حيث ستكون مباراتا رواندا والسويد بمثابة اختبار حقيقي لكل حارس، حيث يُنتظر أن يُشرك المدرب كلا منهما في لقاء منفصل، قبل اتخاذ القرار النهائي.
سمير. ك
