أكد الحارس ريان يسلي، في حوار حصري خص به النصر، بأنه جاهز لسد الفراغ الذي تركه رايس مبولحي في عرين المنتخب، معبرا عن تطلعه لحمل ألوان الخضر في الاستحقاقات القادمة، وفي مقدمتها نهائيات «كان 2025»، ثم مونديال 2026 الذي سيُقام على أرض كندا، البلد الذي ترعرع فيه.
حامي عرين نادي واندررز الكندي، شدد على أنه يملك من الإمكانيات، ما يؤهله للانضمام للخضر، مشيرا إلى أن متابعة أدائه من عدمها تبقى بيد الطاقم الفني، لكنه مستعد من جميع النواحي، لبعث المنافسة في منصب حراسة المرمى، كما كشف يسلي عن إدراكه للضجة التي يُحدثها اسمه في أوساط الجماهير الجزائرية عبر منصات التواصل، مؤكدا أن مطالب الأنصار باستدعائه تمثل حافزا معنويا كبيرا له، وتجعل حلم الانضمام للمنتخب أقرب من أي وقت مضى.
uمرحبا ريان.. هل تعلم أن اسمك متداول بقوة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وفيهم حتى من طالب بمنحك فرصة حضور إحدى تربصات الخضر؟
بصراحة، إنه لأمر رائع ومُشرف أن يتم تداول اسمي بهذا الشكل الواسع عبر مختلف منصات التواصل في الجزائر، وهذا التفاعل الجماهيري أسعدني وأشعرني بالفخر والامتنان، ويبقى حلم تمثيل المنتخب الوطني واحدا من الأهداف التي أعمل لأجلها منذ سنوات، وليس هناك شرف أكبر بالنسبة لي ولعائلتي من ارتداء قميص الخضر. أنا أحب الجزائر بكل صدق، ورغم أنني أعيش منذ سنوات في كندا، فإن جذوري ضاربة في عمق هذا الوطن، ومعظم أفراد عائلتي لا يزالون هناك، وصدقوني هذا التفاعل الجماهيري بمثابة وسام على صدري، ويحفزني لتقديم الأفضل حتى أكون عند مستوى تطلعاتهم.
هل لك أن تُعرفنا أكــثـر على نفسك ؟
أنا ريان يسلي يوبا، حارس مرمى في نادي واندررز بالدوري الكندي الممتاز، أبلغ من العمر 25 سنة، ومن مواليد مدينة تيزي وزو، غادرت الجزائر في سن مبكرة رفقة عائلتي نحو كندا، حيث نشأت وتكوّنت، لكن هويتي الجزائرية كانت دائما حاضرة في تفاصيل يومياتي، وخلال السنوات الماضية، تطورت بشكل لافت في مركز حراسة المرمى، وبات اسمي ضمن الأسماء البارزة في الدوري الكندي. أنا أتميز بطولي الفارع الذي يمنحني أفضلية واضحة في التعامل مع الكرات العالية، كما أملك القدرة على اللعب بالقدمين، وهو ما يُعد عنصرا مهما في الكرة الحديثة، دون إغفال بنيتي الجسدية القوية التي تساعدني في الصراعات الثنائية والسيطرة على منطقة ستة أمتار.
uالإقامة مبكرا في كندا لم تجعلك تتردّد في تمثيل الجزائر؟
صحيح أننا نقيم في كندا منذ حوالي 20 سنة، لكن ذلك لم يُغيّر شيئا من ارتباطنا بالجزائر. نحن عائلة متمسكة بكل ما هو جزائري، من تقاليد إلى اللغة، حيث نتحدث القبائلية داخل البيت، ونحافظ على روابطنا القوية مع وطننا الأم، وبالنسبة لي، لم يكن هناك أدنى تردد في خيار تمثيل الجزائر، لأنه ببساطة حلم الطفولة، ولم أفكر يوما في حمل قميص منتخب آخر، رغم أن كندا احتضنتني وقدمت لي الكثير. في النهاية يبقى الانتماء لا يُقاس بالمسافة، وتمثيل الجزائر لو تحقق سيكون فخرا عظيما لي ولأسرتي.
uخُضت هذا الموسم 10 مباريات، تلقيت خلالها 11 هدفا، وأنهيت 4 مباريات بشباك نظيفة، كيف تقيّم أداءك حتى الآن؟
أعتبر انطلاقتي في هذا الموسم إيجابية ومشجعة، حيث خُضت عشر مباريات، ونجحت في الحفاظ على نظافة شباكي في أربع مناسبات، وهو معدل جيد في ظل قوة المنافسة، وألعب ضمن فريق يحتل المراتب الأولى في الدوري الكندي، وهذا يعكس انسجام المجموعة ككل، وعلى المستوى الشخصي، أعمل يوميا بجدية في التدريبات، وأسعى دائما لتطوير أدائي، سواء من الناحية البدنية أو الذهنية، والاستعدادات القوية التي أجريناها خلال التربص الصيفي في إنجلترا، بمواجهة فرق من «البريميرليغ»، منحتنا دفعة قوية في بداية الموسم. صحيح أن المشوار لا يزال طويلا، ولدينا حوالي 20 مباراة متبقية، لذا أفضل أن أترك التقييم النهائي لنهاية الموسم، مع أنني راض عما قدمته حتى الآن.
uهل ترى أنك تُقدم ما يشفع لك للالتحاق بصفوف المنتخب الوطني حاليا؟
هذا السؤال يُجيب عنه الطاقم الفني بقيادة فلاديمير بيتكوفيتش، لأنهم الأدرى بالاحتياجات الفنية والتكتيكية للفريق الوطني. من جهتي، أرى أنني أمتلك المؤهلات اللازمة لحمل القميص الوطني، وأشعر أنني في مرحلة نضج تسمح لي بخوض هذه المغامرة بكل مسؤولية، وإن وجدت نفسي ضمن القائمة المقبلة، سأكون في قمة الجاهزية، وسأبذل كل ما بوسعي لأكون عند حسن الظن، وأُسهم في تقوية مركز حراسة المرمى داخل المنتخب.
uيُقال الكثير عن مؤهلاتك، خصوصا أنك تملك قامة فارعة تتجاوز المترين، فما الذي يُميّزك أيضا كحارس مرمى؟
أجل، أملك طولا يصل إلى 2.03 م، ويُعتبر نقطة قوة كبيرة بالنسبة لحارس مرمى، وهذا الطول يساعدني في السيطرة على الكرات الهوائية، كما يُمكنني من تغطية أكبر مساحة من المرمى، خصوصا في الانفرادات والكرات العرضية، ولكن الطول وحده لا يكفي، ولهذا أعمل أيضا على تمركزي الصحيح، وردة فعلي السريعة، وإجادتي للعب بالقدمين، حيث أستطيع الخروج بالكرة والمشاركة في بناء اللعب دون تردد، وأتميز بالهدوء، والثقة بالنفس، وهما عنصران حاسمان في مركز الحراسة، وأسعى دائما لتحسين كل جزئية في أدائي حتى أصل للمستوى الأعلى.
uهل تعلم أن مركز حراسة المرمى يُعد حاليا أحد أكبر التحديات التي تواجه المدرب بيتكوفيتش؟
أجل، أنا على دراية تامة بهذه المعطيات، فمنذ رحيل الحارس رايس وهاب مبولحي، الذي قدم الكثير للمنتخب، وكان صمام أمان طيلة سنوات، ترك منصب حراسة المرمى فراغا حقيقيا، نحن نتحدث عن شخصية قيادية يصعب تعويضها بسهولة، ومن الواضح أن الخيارات المتاحة حاليا للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش قليلة، خاصة عندما نتحدث عن الحراس الذين ينشطون في مستويات عالية من المنافسة، ومن ناحيتي، أؤكد أنني جاهز تماما لتلبية نداء الوطن، وسأدخل أي منافسة بروح عالية، وتقدير كبير لكل الحراس الموجودين، ولكنني واثق من إمكانياتي، وأعتقد أنني قادر على حجز مكان في المنتخب إن نلت الفرصة.
uهل تُتابع مباريات المنتخب، وما انطباعك عن الأداء تحت قيادة بيتكوفيتش؟
نعم، أتابع مباريات الخضر بشكل منتظم، ومنذ مجيء المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، لاحظنا تغيرا واضحا في طريقة اللعب، وهناك تنظيم، انضباط، وأسلوب لعب جماعي فعال. النتائج إلى حد الآن جيدة، والمشروع الذي يشتغل عليه يبدو طموحا للغاية، سواء على المدى المتوسط أو الطويل، وأعتقد أن المنتخب يسير في الاتجاه الصحيح، كما أود أن أشير إلى أن لي صديقا مقربا داخل التشكيلة الوطنية، وهو محمد فارسي، الذي ينشط في مركز الظهير الأيمن. أنا سعيد للغاية من أجله، وأتمنى أن أشاركه هذا الشرف قريبا.
uلا شك أنك تحلم بحضور دورة «الكان» ولما لا الظهور في مونديال 2026 على الأراضي الكندية؟
دون شك، المشاركة في منافسة قارية بحجم كأس إفريقيا أو بطولة عالمية مثل المونديال هو طموح أي لاعب محترف، ولكنني أؤمن بأن لكل مرحلة ظروفها وتوقيتها. حاليا تركيزي منصب على تقديم موسم كبير مع فريقي واندررز في الدوري الكندي، حيث أسعى لأكون في أفضل حالاتي، وأعلم أن الأداء الجيد مع النادي هو أول خطوة نحو نيل ثقة الناخب الوطني، وإذا نجحت في تحقيق ذلك، فإن هدفي القادم سيكون التواجد في «كان 2025»، ثم السعي للمشاركة في مونديال 2026، الذي سيكون له طابع خاص جدا بالنسبة لي، لأنه سيُقام في كندا، البلد الذي نشأت فيه، وتعيش فيه عائلتي.
uما هو ناديك المفضل في الجزائر، ومن تشجع في الملاعب الأوروبية؟
عندما نتحدث عن الكرة الأوروبية، فريال مدريد هو فريقي المفضل منذ الصغر، وهذا الأمر مشترك بين كثير من الجزائريين. النادي يمتلك تاريخا عظيما، وثقافة الفوز التي يتميز بها تجعله مصدر إلهام لي، وأما في الجزائر، فأنا من عشاق شبيبة القبائل، نادي المدينة التي وُلدت فيها. «الشبيبة» ليست مجرد فريق بالنسبة لي، بل تمثل رمزا في المنطقة وأتمنى رؤيتها دائما في القمة.
uمن هو قدوتك في مركز حراسة المرمى؟
لدي أكثر من حارس مرمى أعتبره قدوة. في بداياتي، كنت من أشد المعجبين بإيكر كاسياس، الذي كان أسطورة ريال مدريد وحارسا يتميز بالهدوء وردة الفعل السريعة. حاليا، أعتبر تيبو كورتوا مصدر إلهام كبير، خاصة من حيث بنيته الجسمانية وتشابهنا في القامة، كما أتابع الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما، الذي رغم صغر سنه، يعتبر من بين الأفضل في العالم اليوم، حيث أحاول التعلم من هؤلاء الحراس الكبار، وأدمج أساليبهم في تدريبي وتطوري الذاتي.
uأخيرا، هل تلقّيت عروضا من خارج الدوري الكندي؟
في الواقع، هناك احتمال أن أغادر فريقي، خلال الميركاتو الصيفي، ووكلاء أعمالي يتولون حاليا دراسة بعض العروض، خاصة من أندية أوروبية، إلى جانب اتصالات من أندية جزائرية أبدت اهتمامها بخدماتي. شخصيا، لا أركز كثيرا على هذه الأمور، بل أوكلها للطاقم الذي يدير مسيرتي، بينما أواصل العمل بكل جدية، وهدفي هو تقديم أفضل ما لدي مع فريقي، والباقي سيأتي في أوانه، لأنني أؤمن بأن الاجتهاد لا يضيع.
حاوره: سمير. ك