تعطى اليوم، ضربة انطلاقة الموسم الكروي الجديد من البطولة المحترفة، من خلال إجراء الجولة الأولى على ثلاث مراحل، مع تأجيل القمتين المرتقبتين بين حامل اللقب الأخير مولودية الجزائر والجار شباب بلوزداد، إلى جانب كلاسيكو شبيبة القبائل واتحاد الجزائر، بسبب تواجد أكثر من لاعبين مع المنتخب الوطني المحلي، المعني بالمشاركة في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين.
وسيكون ملعب ميلود هدفي على موعد مع احتضان أول مباراة في الموسم الجديد، عندما يلتقي مولودية وهران بالصاعد الجديد نجم بن عكنون، ومن مساوئ الصدف أن تجرى دون حضور الجمهور بفعل العقوبة المسلطة على «الحمراوة»، قبل احتضان ملعب 20 أوت ببشار لموعد مثير بين شبيبة الساورة والصاعد الجديد مستقبل الرويسات، على أن تتواصل المنافسة غدا، باستقبال مولودية البيض للنادي الرياضي القسنيطني، في الوقت الذي يلتقي أولمبي آقبو بترجي مستغانم في مواجهة متكافئة.
وحرصت الاتحادية الجزائرية، على إحداث العديد من التغييرات على مستوى البطولة المحترفة، بداية بالعقود التي تربط اللاعبين بالأندية، إلى جانب التأكيد على ضرورة ترشيد النفقات، من خلال إلزام الفرق بعدم تجاوز كتلة شهرية سنوية في حدود 50 مليار سنتيم، أو مطالبة الرئيس المدير العام للشركة الممولة للفريق، بضرورة التوقيع على تعهد بالتكفل بالأموال الإضافية، وإلا لن يمكن تأهيل اللاعبين بالنسبة للأندية التي لم تحترم هذه الشروط.
وتعول الفاف على موسم استثنائي ومميز، من خلال الحرص على مرافقة الفرق ومساعدتها في تسوية مختلف النزاعات الخارجية، مثلما حدث مع شبيبة القبائل وجمعية الشلف، بدليل رسالة الشكر التي نشرتها إدارة الكناري أمس، بعد ترسيم قرار رفع المنع من الانتدابات، أين أرجعت الفضل إلى الاتحادية، بقيادة الرئيس وليد صادي.
احترام تام للمواعيد
وفي السياق ذاته، فإن انطلاقة الموسم الجديد 2025/2026 جاءت مبكرة عن الموسم الفارط بحوالي شهر، وهذا راجع بالدرجة الأولى إلى مراعاة الفاف عامل مهم، ويتمثل في ارتباطات المنتخب الوطني الأول والثاني، بداية بكأس العرب المقررة نهاية السنة الجارية بقطر، ثم مشاركة أشبال بيتكوفيتش في كأس إفريقيا للأمم، وصولا إلى كأس العالم المبرمج الصائفة المقبلة، وهو ما جعل الفاف تلزم الأندية المعنية بالمشاركة القارية على التوقيع على تعهد باحترام تواريخ مباريات البطولة والكأس في حال تزامنها مع الموعد القاري، إما بتقديم اللقاء أو تأخيره ب 72 ساعة.
وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن الفاف تحاول قدر المستطاع تطوير البطولة المحترفة، بحكم أنها تعتبر مرآة تطور كرة القدم المحلية، ومحاولة تسويق صورة مشرفة، من خلال توفير الإمكانيات اللوجيستيكية، مع وجود منشآت عالمية، في صورة ملاعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد وميلود هدفي بوهران والشهيد حملاوي بقسنطينة، دون أن ننسى الحديث عن توفير تقنية الفيديو المساعد في أغلب المباريات، بعد تعذر اعتمادها في بعض الملاعب في الجولة الأولى، في انتظار رفع التحفظات الموجودة، مثل ما هو الحال بالنسبة لملعب الشهيد «حمام عمار» بخنشلة وملعب زكرياء مجدوب.
منع تنقل الأنصار خارج الديار
اتخذ المكتب الفيدرالي في اجتماعه الأخير جملة من القرارات الخاصة بالموسم الكروي الجديد، بداية بمنع تنقل الأنصار في مرحلة الذهاب، مع تقليص سعة الملاعب، في خطوة تهدف إلى محاولة الحد من ظاهرة العنف، وذلك بعد اللقاء الذي جمع رئيس الفاف وليد صادي مع رؤساء الأندية قبل نهاية الموسم الفارط، أين تم المصادقة على هذا المقترح، مع التأكيد على ضرورة تفادي المسيرين للتصريحات النارية والبحث عن التهدئة، لأن كرة القدم تبقى لعبة فقط، والملعب مقصد للجمهور، من أجل الاستمتاع وليس العكس.
وفي السياق ذاته، فإن القرار المتخذ من طرف الفاف يعتبر امتدادا لما حدث مع نهاية الموسم، واستكمال الجولات الأخيرة من البطولة دون حضور الجماهير الزائرة، وليس في البطولة المحترفة فقط، بل يمتد إلى بقية الأقسام أيضا.
تقارب مستوى الأندية
يرى أهل الاختصاص، بأن الموسم الكروي الجديد سيعرف ندية أكبر، في ظل تقارب المستوى بين مختلف الأندية، وهو ما يعني أن بطل النسختين الماضيتين مولودية الجزائر، سيجد صعوبات في الدفاع عن التاج، بالنظر إلى عدم قيامه باستقدامات عديدة، بعد رحيل متوسط الميدان دراوي إلى الجار اتحاد الجزائر وقرب مغادرة الدولي أكرم بوراس المرشح لخوض تجربة في بلغاريا، ناهيك عن إصابة أحد أفضل مهاجميه الغيني بانقورا، دون أن ننسى انتقال أندي دولور إلى القادسية الكويتي، مع العلم أن رفقاء القائد عبد اللاوي، سيغيبون عن جولة افتتاح الموسم، بسبب تواجد أكثر من لاعبين في المنتخب المحلي.
من جهتهم، شبيبة القبائل وشباب بلوزداد واتحاد الجزائر يطمحون للمواصلة بنفس الوتيرة، بعد ضمان مرتبة مؤهلة إلى منافسة قارية، في الوقت الذي تأمل أندية شبيبة الساورة ونادي بارادو ومولودية وهران لعب الأدواء الأولى، وحتى النادي الرياضي القسنطيني يستهدف مرتبة قارية، بعد الغياب لأول مرة منذ موسمين عن المشاركة في كأس الكاف أو رابطة الأبطال.
وأما الفرق التي عانت الموسم الماضي من أجل ضمان البقاء، في صورة ترجي مستغانم وأولمبي آقبو وجمعية الشلف، فلا تريد تكرار نفس السنياريو، بدليل التحضيرات التي قامت بها على أمل دخول المنافسة بقوة.
يحدث هذا، في الوقت الذي صنع الصاعد الجديد مستقبل الرويسات الحدث، من خلال تأكيدات المسؤول الأول على الفريق على لعب الأدوار الأولى، واستهداف التتويج بعد موسمين، ناهيك عن تألق الفريق في المباريات الودية، على عكس نجم بن عكون الذي يعول على عامل الخبرة، وهو ما تلخصه التعاقدات التي قام بها.
التقني المحلي يحافظ على حصته
حافظ التقني المحلي على حصته في البطولة المحترفة، من خلال قيادة العارضة الفنية ل 11 ناديا، مع تواجد 5 مدربين أجانب، ويتعلق الأمر بكل من الألمانيين زنباور (شبيبة القبائل)، وراموفيتش (شباب بلوزداد)، وهاي (وفاق سطيف)، إلى جانب البوسني سفيكو (النادي الرياضي القسنطيني) والجنوب إفريقي موكوينا (مولودية الجزائر).
واللافت للانتباه في البطولة هذا الموسم غياب التقنيين التونسيين على غير العادة، بعدما عرف الموسم الماضي حضور ثلاثة تقنيين تونسيين عند ضربة الانطلاقة، قبل أن تتغير المعطيات، خاصة وأن المتوج الموسم المنقضي بالبطولة مع مولودية الجزائر كان التونسي بن يحيى، قبل أن يحدث الطلاق بالتراضي بين الطرفين.
ميركاتو دون أسماء رنانة
على عكس الموسم الفارط، لم يعرف سوق الانتقالات الصيفية حركية كبيرة، وذلك راجع إلى عدة اعتبارات، أبرزها غياب أسماء بارزة غير مرتبطة مع أنديتها، إلى جانب القوانين الجديدة المعتمدة من طرف الفاف، بداية بتقليص عدد الأجانب في البطولة إلى أربعة، ناهيك عن التعامل مع اللاعب الأجنبي بنفس كيفية اللاعب المحلي، في خطوة واضحة من طرف المسؤولين، في ترشيد النفقات، والبحث عن كيفية التوجه إلى عامل التكوين.
ومن بين أبرز الصفقات المبرمة هذه الصائفة، نجد عودة الحارس الدولي قندوز إلى البطولة المحترفة عبر بوابة مولودية الجزائر، بعد تجربة في البطولة الإيرانية، والحال كذلك بالنسبة للهداف التاريخي للمنتخب الوطني إسلام سليماني، الذي بدوره فضل العودة إلى فريقه شباب بلوزداد بعد قضاء ستة أشهر في الدوري البلجيكي، في الوقت الذي اختار الحارس الدولي مبولحي الانضمام إلى ترجي مستغانم، في ثاني تجربة في البطولة بعد الأولى مع أبناء العقيبة.
وفي السياق ذاته، تعتبر صفقات انتقال محيوص ودراوي الأبرز إلى غاية الآن، في انتظار إعلان إدارة شباب بلوزداد عن تعاقدها الرسمي مع بلحوسيني (وقع قبل انطلاق الشان). ويدور حديث عن إمكانية عودة أسماء لامعة، في صورة المدافع الدولي زين الدين بلعيد المطلوب بقوة من طرف شبيبة القبائل واتحاد الجزائر والمهاجم فرحات الذي بدوره محل أطماع الشبيبة والاتحاد وحتى مولودية الجزائر، وهو ما يفتح أبواب الاحتمالات نحو إمكانية مشاهدة حركية نوعا ما في آخر أيام سوق الانتقالات مع تبقي 10 أيام فقط، ومعاناة غالبية الفرق من عديد النقائص.
يحدث هذا، في الوقت الذي عرف سوق الانتقالات صفقات قوية نحو الخارج، أبرزها على الإطلاق انتقال مهاجم نادي بارادو بولبينة إلى صفوف نادي الدحيل القطري، إضافة إلى انتقال المدافع المحوري لاتحاد الجزائر عزي إلى فريق ماخاشكالا الروسي ومهاجم النادي الرياضي القسنطيني طمين إلى صفوف المصري البورسعيدي.
حمزة.س