استرجع سكان ولاية قالمة، أمس الأربعاء، ذكرى أخرى من ذكريات استشهاد البطل الثوري، بوجمعة سويداني، أحد أبرز القادة 22 المفجرين لثورة التحرير، و مؤسس العمل المسلح بمنطقة قالمة و منطقة متيجة وسط البلاد، أين سقط شهيدا قبل 69 عاما.
و قد أشرفت السلطات المدنية و العسكرية لولاية قالمة على مراسيم الاحتفال، برفع العلم بمقبرة الشهداء وسط مدينة قالمة، و قراءة فاتحة الكتاب، و التذكير بمناقب الشهيد، و إقامة عدة أنشطة تاريخية و ثقافية و علمية، تخليدا لهذه الذكرى التي تتزامن كل سنة مع تظاهرة يومي العلم الموافق للسادس عشر من شهر أفريل، و هو موعد يحتفي فيه الجزائريون برائد النهضة و المصلح الاجتماعي، و رجل الدين المقاوم للاستعمار الفرنسي، عبد الحميد ابن باديس.
حسب المصادر التاريخية المهتمة بحياة و نضال الرجل الثائر على الاستعمار، فقد ولد سويداني بوجمعة بمدينة قالمة سنة 1922 وسط عائلة متشبعة بالنضال رافضة للاستعمار الفرنسي و حصل على تعليم جيد و انخرط في العمل الكشفي الذي قاده الى النضال و الاندماج في الحركة الوطنية و النشاطات الرياضية، حيث كان من بين ابرز لاعبي فريق الترجي القالمي لكرة القدم، و عمل في مطبعة المدينة، و اكتسب وعيا سياسيا قاده الى العمل النضالي و الثوري في سن مبكرة، حيث التحق بحزب الشعب الجزائري أين تلقى المفاهيم الأولى لمعاني الوطنية و الحرية و قاد مظاهرات مناهضة للقمع الاستعماري بمدينة قالمة، للمطالبة بالحقوق و المساواة مع الأوروبيين، الذين استولوا على خيرات المنطقة و استعبدوا سكانها.
استدعي إلى الخدمة العسكرية واكتسب معارف حربية، و شارك في مظاهرات جرت في الفاتح ماي 1945 بمدينة قالمة، رغم كونه مجندا بالخدمة العسكرية الإجبارية، و عندما اندلعت انتفاضة 8 ماي 1945 منع من الخروج إليها، و أدرك بأن معركة التحرر قد حانت، و بدأت تتكون لديه فكرة العمل المسلح، مدركا بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فكان من أوائل الملتحقين بالمنظمة السرية، و بدأ يشارك في جمع السلاح حتى اكتشف أمره و دخل السجن سنة 1948 لمدة عام ونصف، و عند خروجه عاد للنضال من جديد، و بعزيمة أقوى، و شارك مع القادة المفجرين للثورة، و الإعداد لها بالتنظيم و جمع الأموال و السلاح، حيث جاب عدة مناطق من الوطن حتى وصل وهران، و بعدها الى الجزائر العاصمة و سهل متيجة الذي كان يسيطر عليه الأوروبيون و ينهبون خيراته.
و كان سويداني بوجمعة من بين أبرز قادة الثورة المقدسة بمنطقة متيجة، حتى سقط شهيدا في حاجز للعدو يوم 16 أفريل 1956 ملتحقا بقوافل الشهداء الذين عبدوا بدمائهم طريق الحرية.
فريد.غ