أفاد المدير العام لميناء عنابة علي بولعراس في تصريح للنصر أمس، بأنه يجري إعادة تهيئة الرصيف رقم 2 بميناء عنابة، بعد تدهور وضعيته، مع هدم المستودعات القديمة المجاورة على مساحة 4 هكتار، حيث اتخذت المؤسسة الميناء الإجراءات الاستعجالية اللازمة، من أجل إعادة تجهيز هذا الرصيف الاستراتيجي على طول 600 متر.
وتُشرف المؤسسة العمومية «كوسيدار» على عملية الإنجاز، حيث تعمل على تسريع وتيرة الإنجاز التي وصلت لنحو 11 بالمائة، وتجاوز الاختلالات التقنية، تنفيذا لتوصيات والي الولاية عبد القادر جلاوي الذي قام بمعاينة ورشة الأشغال، ووفقا للمصدر تم وضعت لجنة متابعة للتقييم الدوري للأشغال، وقد وصلت التكلفة الإجمالية للمشروع 5 ملايير دينار جزائري.
وحسب بولعراس، فإن هذا الرصيف الذي يربط بين الجهة الشمالية والجنوبية، يستقبل السفن الحاملة للحاويات ومواد أخرى، ويُعد أيضا معبر لسفن المسافرين لقربه من المحطة البحرية، كما يدخل هذا الرصيف ضمن مشروع شروفات الميناء، المبرمج إنجازها بالشركة مع مؤسسة التسيير الفندقي.
وسيساهم هذا الرصيف وفقا للمتحدث في تقليص مدة المكوث، وكذا فاعلية معالجة السفن، بالتزامن مع تطبيق نظام العمل 24/24 ساعة و7/7 أيام، حيث أعطت الإستراتيجية الجديدة، تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية، فاعلية كبيرة على أرض الميدان، من حيث تقليص مدة المكوث وحجم معالجة البضائع، حيث سجل ميناء عنابة خلال أربعة أشهر الأخيرة ارتفاعا في حركة معالجة الحاويات بنسبة 80 بالمائة، وهو معدل نمو كبير جدا، سمح باسترجاع عدد كبير من المتعاملين، كانوا قد اختاروا في فترة سابقة موانئ أخرى.
في السياق، ارتفع عدد السفن التي تشحن مادة «الكلينكر» عبر ميناء عنابة التجاري، والموجهة للتصدير، من أربعة سفن دفعة واحدة، بدل سفينة فقط في السابق، قبل تطبيق نظام المناوبة الليلية والعمل أيام نهاية الأسبوع، حيث يجري حاليا شحن بواخر بطاقة 50 ألف طن، يتم معالجتها حسب إدارة الميناء في آن واحد، مع تسخير جميع المعدات المادية والبشرية اللازمة من أجل تسريع ورفع مردودية الميناء، وتطوير ودعم عمليات التصدير خارج قطاع المحروقات.
هذا، وقد انطلقت مؤسسة ميناء عنابة، في تطبيق نظام العمل المستمر بتاريخ 16 فيفري المنصرم، وتم وضع استراتيجية جديدة للنهوض بالمؤسسة، من خلال تحريك جميع الأنشطة المتعلقة بالشحن وتفريغ المواد المنجمية، وكذا معالجة الحاويات بالإضافة إلى إعادة الروح للمحطة البحرية، بتنظيم وبرمجة 26 رحلة بين ميناء عنابة ومينائي مرسيليا وسیت الفرنسيين وجنوة الإيطالية، خلال الفترة الممتدة من 15 جوان إلى غاية 30 سبتمبر 2025، ضمن جهود التشغيل الفعلي للمحطة البحرية.
ووفقا للمصدر، تعمل إدارة الميناء على ضمان التطبيق الصارم للقرار الاستراتيجي لرئيس الجمهورية، والذي أصبح له تأثيرا إيجابيا على الأنشطة التجارية بميناء عنابة، فيما يتعلق بتقليص مدة بقاء السفن على الرصيف ومدة انتظارها في بندر الميناء، خاصة فيما يتعلق بتقليص التكاليف الزائدة للبواخر، التي تنتظر الرسو لفترات طويلة و التي يتحملها المتعاملون الاقتصاديون والخزينة العمومية على حد سواء.
وضمن جهود المبذولة في ذات السياق، قامت مؤسسة ميناء عنابة، بحشد كل إمكانياتها البشرية والمادية لضمان نظام عمل مستمر على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، حيث لجأت إلى التوظيف السريع لتحقيق التوازن بين فرق العمل وضمان فعاليتها، خاصة خلال المناوبات الليلية شهد الفاعلون الاقتصاديون المترددون على ميناء عنابة، تحسنا ملحوظا منذ التطبيق الفعال لنظام العمل المستمر 24/24 ساعة و 7/7 أيام. وقامت ذات المصالح بتحسين الإضاءة في المناطق التجارية، وتوفير ماسح ضوئي ثان للحاويات للجمارك لتسريع إجراءات الرقابة الجمركية، استرجاع المناطق غير المستغلة، بهدف الاستغلال الأمثل للبنية التحتية للميناء.
حسين دريدح