
اتفق المجلس التنفيذي لولاية قالمة، أول أمس السبت، على ما وصفه بالاختيار الأنسب، من حيث الجدوى التقنية والاقتصادية، و كذا الأثر الإيجابي، الذي جاءت به الدراسة التقنية الخاصة بمشروع بناء طريق اجتنابي، لتخفيف الضغط المروري داخل مدينة قالمة، و تحسين حركة السير الآخذة في التعقيد، بين سنة و أخرى، تحت تأثير الكثافة السكانية المتزايدة، و التوسع العمراني، الذي تجاوز مخططات السير القديمة. و قد تم خلال جلسة المجلس التنفيذي، الذي ترأسه والي الولاية، سمير شيباني، استعراض و مناقشة مختلف المقترحات التقنية والبدائل المطروحة، للمشروع المستقبلي، الذي يغطي الأقطاب العمرانية الجديدة، و الضواحي الجنوبية و الشرقية لمدينة قالمة، و يمتد أثره الاقتصادي و الاجتماعي إلى غاية بلديتي بن جراح و بلخير، و المدينة الجديدة حجر منقوب، التي يطالب سكانها بطريق متطور يربطهم بمدينة قالمة، حيث تتركز كبرى مرافق الخدمات، كالصحة و التعليم، و الإدارة و التجارة. و كانت سلطات قالمة قد عقدت السنة الجارية، عدة جلسات عمل لدراسة عدة مقترحات لبناء طريق اجتنابي جديد، ينقل حركة الوزن الثقيل خارج مدينة قالمة، و يضع حدا لأزمة السير الخانقة التي تعرفها المدينة منذ سنوات طويلة، حيث تم التأكيد على أن الطريق المزمع بناؤه يكتسي أهمية كبيرة للتخفيف من الضغط المروري الكبير، على المحاور الرئيسية العابرة للمدينة. و حينها طلب من مكاتب الدراسات إلى إجراء دراسة معمقة، للمقترحات المتفق عليها، و عددها مقترحين اثنين، من بين 9 حلول تمت مناقشتها، مع القطاعات والهيئات ذات الصلة بحركة السير و العمران، و الشبكات الحيوية. و حسب المقترحين المقبولين آنذاك، فإن طريق المستقبل سيجتنب مدينة قالمة قدر المستطاع و يقترب من عدة ضواحي و أقطاب عمرانية جديدة ببلديات قالمة، بن جراح و بلخير، و لن يكون دوره مقتصرا على الوزن الثقيل فقط، بل سيكون متاحا أيضا للسيارات، و لكل سكان الأقطاب الجديدة، الذين يواجهون اليوم متاعب كبيرة عند استعمال الطرقات القديمة، التي لم تعد تستجيب للنمو المتسارع للعمران، الآخذ في التمدد في كل الاتجاهات. و تلتقي 3 طرقات وطنية رئيسية بمدينة قالمة، هي الوطني 20 و الوطني 80 و الوطني 21 و كلها محاور مهمة للوزن الثقيل، الذي مازال مضطرا لدخول مدينة قالمة، و عبور شوارعها القديمة الضيقة، متسببا في ازدحام مروري خانق منذ سنوات طويلة. و كان أعضاء من لجنة النقل و الأشغال العمومية، بالمجلس الشعبي الولائي، قد صرحوا للنصر في وقت سابق، بأن مخطط السير بمدينة قالمة يشغل بال الجميع، من منتخبين وهيئة تنفيذية، مؤكدين على ضرورة المضي في إيجاد الحلول، لمشكلة السير بالمدينة، بالتنسيق مع كل القطاعات ذات الصلة. و تعرف مدينة قالمة ازدحاما متزايدا في حركة السير، على المحاور والمنافذ الرئيسية، و يبلغ الازدحام ذروته بعد نهاية ساعات الدوام، بالإدارات و مؤسسات التعليم. و تتزاحم السيارات وشاحنات نقل البضائع على محور «السوناكوم» وادي المعيز، و على طريق قسنطينة و ضاحية بوروايح و باب عنابة، حيث لا توجد بالمدينة طرقات اجتنابية ومازال الوزن الثقيل يجوب العديد من شوارعها الرئيسية، عبر 3 طرقات وطنية كبرى تعبر المدينة، و تلتقي كلها قرب المحطة البرية، وأمام مركب الخزف، والمدينة الجديدة الأمير عبد القادر، و من هناك تخترق الأحياء السكنية المكتظة و الأسواق و محطات النقل.
فريد.غ