وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الأربعاء، رسالة للعاملات والعمال الجزائريين بمناسبة اليوم العالمي للشغل، هذا نصها الكامل: "بسم الله الرحمن...
* يجب مضاعفة الجهود من أجل ضمان حماية مثالية لحدودناأشرف الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد...
تسلم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء، دعوة، من نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والمبعوث الخاص للرئيس العراقي، السيد محمد علي...
ألقى، أول أمس الاثنين، عميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني الذي يقوم بزيارة إلى بريطانيا بدعوة من مركز الدراسات الإسلامية بجامعة...
تكثر العادات الاستهلاكية الخاطئة في شهر رمضان، بسبب التهافت الذي ينتهي بالإسراف و من ثم رمي كميات معتبرة من الطعام، رغم أن التبذير مرفوض اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا و دينيا لما يخلفه من ضياع لأكل يحتاجه أناس آخرون يعانون الجوع، ورغم تحذيرات الأئمة و المختصين في الاقتصاد و المسؤولين، إلا أنها ظاهرة تتكرر كل سنة.
تشهد الأسواق والمحلات التجارية منذ بداية الشهر الفضيل و طوال أيامه، تهافتا على اقتناء مختلف السلع و المنتوجات الغذائية مثل السميد و الزيت و اللحوم و الخضر و حتى الأجبان والمشروبات، و يشعر البعض بما يسمى « وحم الصيام»، فيشتهون كل شيء تقريبا، ما يضاعف الاستهلاك بشكر كبير، إذ تحضر نساء أكثر من طبقين لأجل الإفطار إلى جانب الحلويات و المرطبات والمقبلات و غيرها، ولأن قليلا فقط من الناس يمكنهم أكل كميات كبيرة من الطعام بعد أذان المغرب، فإن جزءا كبيرا مما يحضر يتم رميه في المزابل وهي مشاهد غير مقبولة كليا، ولكنها تتكرر سنويا.
وبالرغم من أن الصيام يساعد على ترشيد الإنفاق وكبح الشراهة في الأكل، إلا أن هناك من الصائمين من يتحججون بأنهم لا يستطيعون السيطرة على شهيتهم عند دخولهم إلى الأسواق ورؤية السلع مصفوفة تزين الواجهات، ففي أحيان كثيرة يقتنون منتوجات وأطعمة لا يأكلون منها شيئا.
وقد زادت مواقع التواصل الاجتماعي، من انتشار ظاهرة التبذير على نطاق واسع في السنوات الأخيرة، من خلال تصوير المستخدمين لطاولات الإفطار وهي عامرة بمختلف الأطباق والمملحات والمخبوزات ومشاركتها على حساباتهم، ما يدفع بالكثيرين إلى محاولة تقليد هذا السلوك، بالإضافة إلى انتشار المحتوى الخاص بالطبخ على مواقع التواصل، ما يثير رغبات في تجريب الوصفات و يزيد من تبذير المواد الغذائية والأطعمة.
وأمام استمرار هذا الهدر، يحذر أئمة المساجد سنويا خلال خطبهم، من مغبة الإسراف لأنه الله لا يحب المبذرين و المسرفين، كما تؤكد منظمات و جمعيات حماية المستهلك إلى جانب المختصين في الاقتصاد، بأن هذا السلوك له انعكاسات سلبية على القدرة الشرائية لأن التهافت يشجع التجار على رفع الأسعار و المضاربة، فضلا عن إضراره بالاقتصاد الوطني، كما أن للأمر تأثيرا سلبيا على البيئة و استنزافا لموارد و إضرارا بالجيوب.
والتبذير سلوك نهى عنه الإسلام وأمر بالاعتدال في الانفاق، كما يعد نظام الأولويات من أساسيات المنهج الإسلامي، وقد تحدثت آيات كثيرة في القرآن الكريم عن المال من جميع الجوانب، وذلك يدل على العناية التي يوليها الإسلام لحفظ الأموال، وصرفها فيما ينبغي أن تصرف فيه، فالجائز أن ينفق الفرد على ما يسد حاجته فقط لتحقيق إشباع حاجة حقيقية وليست وهمية، تخرج عن المصلحة وتنحرف إلى دائرة التبذير، يقول الله عز وجل: { وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} (الإسراء: 27،26).
كما تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، طوال الشهر الفضيل منشورات توعوية وتحديات تنظمها صفحات ومجموعات ذات محتوى هادف للنهي عن الإفراط في شراء الأطعمة والمنتوجات الغذائية، وتعزيز الوعي الاستهلاكي لدى المستخدمين، ويحثون أيضا، على مشاركة الفائض من الأطعمة والتصدق بها على المحتاجين بدل رميها، خاصة وأن رمضان فرصة مناسبة لتغيير العادات السلبية بأخرى إيجابية، كما يحرصون على التنبيه من أضرار التبذير على البيئة جراء زيادة حجم النفايات.
إيناس كبير