استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الاثنين بالجزائر العاصمة، المجاهد والكاتب والروائي الكبير، رشيد بوجدرة.ويأتي هذا الاستقبال ضمن...
تم، أمس الاثنين، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر العاصمة توقيع الحزمة الأولى من العقود التنفيذية الخاصة بالمرحلة الأولى من المشروع الزراعي...
• توقيع اتفاقية بين «كوسوب» ووزارة العدل لتبادل المعلومات والخبرات أبرز وزير المالية، عبد الكريم بو الزرد، أمس الاثنين بالعاصمة، الخطوات الهامة التي خطتها...
• علاقات متميزة في إطار الاحترام المتبادل والحوار • التزام قوي بتعزيز العلاقات في المجالات التجارية والأمنية أكد المستشار الرفيع للرئيس الأمريكي لإفريقيا...
نجح الصحراويون في تحقيق الانتقال الهادئ بعد رحيل القائد الأسطوري محمد عبد العزيز الذي أغمض عينيه قبل أن يرى حلم الاستقلال يتحقق، وحمل رفيقه إبراهيم غالي المشعل في جو يطبعه الإحساس بالمسؤولية، وبعيدا عن الصراعات التي عادة ما تميز المراحل الانتقالية في العالم العربي الذي تحوّل فيه "الاقتتال" إلى لغة و ممارسة سياسية "عادية".
وإذا كان محمد عبد العزيز من رموز التحرّر في القارة الإفريقية، فإن الثورة الصحراوية أنجبت ساسة محنكين وكوادر قادرة على إدارة "حروب السلام" بالقدر الذي أنجبت قادة ميدانيين أرعبوا قوات الاحتلال التي اضطرت إلى قبول الحل السلمي الذي يمر عبر تقرير المصير، والتزمت بذلك قبل أن تتخلى عن التزامها وتحاول مجددا فرض الأمر الواقع، مستعينة بدعم قوى استعمارية تعمل على إبقاء المنطقة في دائرة التوتر.
مرّ الصحراويون من عهد قائد وأب مؤسس إلى عهد شخصية دبلوماسية خبرت أيضا الحرب والسلام، وبين العهدين يبقى الهدف واحد: تحرير الأرض من مستعمر سارع إلى احتلال البلاد بعد تحريرها، رغم أنه يعرف جيدا معنى الاستعمار ومعنى الاستقلال، لكن لوثة التوسع التي أصابته جعلته ينسى مفاهيم النضال والتضحيات ويمر إلى أدبيات الاحتلال التي ورثها حكامه ونخبه السياسية من جلاديهم، و سيكون الأمر مأساويا حين يتقاسم الجلاد والضحية الدين واللغة وما بينهما من إرث مشترك.
تحتاج القوة المستعمرة إلى من يذكرها، اليوم، بقيم التحرّر التي كانت تجمع سكان المغرب العربي والرعيل الأول من المناضلين، وتحتاج إلى من يذكرها بأن نشاطها التوسعي عرقل بناء مغرب عربي كان سيعود عليها وعلى الجميع بأضعاف ما تجنيه من احتلال مكلف وغير أخلاقي، وأنها وإن نجحت في الهروب إلى الأمام بعض الوقت فإنها لن تنجح في ذلك كل الوقت، لأن ملاحم الاستقلال الوطني في العصر الحديث تعلّمنا أن إرادة الشعوب في التحرّر تتفوق على نزوات الهيمنة حتى وإن اصطفت خلفها أحلاف بجيوش جرارة. وتحتاج القوة الاستعمارية إلى من يذكرها بأن اندماجها في المنطقة المغاربية والإفريقية خير وأبقى من وظيفة وكيل معتمد لقوى استعمارية تحاول إحراج الدول الوطنية باختلاق "منافسة" غير متكافئة في لعبة جيوسياسية مفضوحة.
ويحتاج العرب إلى من ينبههم إلى أن تجاهلهم لنضال الشعب الصحراوي يحتاج إلى مراجعة، حتى لا نقول أن وقوفهم مع المحتلّ غير صائب وتشوبه شوائب، خصوصا حين يكون مبنيا على إكراميات و استضافات وغيرها و غيرها...
نعم، يحتاج العرب إلى التعلّم من الموقف الإفريقي المشرف من آخر قضية استعمار في قارتهم، فقد اختار الأفارقة الوقوف إلى جانب الضحية والانتصار للحق حتى وإن تعارض ذلك مع فرص السياحة!
و كذلك تفعل صحافتهم عكس نوع من الصحافة العربية التي تنتصر للباطل وتلجأ للتعتيم إذا اقتضت مصلحة ذلك وعكس صحافيين عرب يفضلون الاستجمام على الحقيقة.
والغريب في القضية الصحراوية أنها تحصي مساندين من مختلف أنحاء العالم، من أمريكا وأوروبا من إفريقيا إلى أسكندنافيا ومن الهند إلى السند، في وقت يقل فيه الدعم العربي رغم عروبة هذا البلد المحتل،لأن الاحتلال لم يعد عيبا، على ما يبدو، في عالمنا العربي.
النصر