أعربت الجزائر، الخميس، عن تفاجئها للقرار"المتسرع" و"أحادي الجانب" الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي والقاضي باللجوء إلى التحكيم، بسبب ما اعتبره قيودا...
أكد، أمس الأول، وزير الصحة عبد الحق سايحي، بأن قطاعه يحصي إنجاز وتشييد 603 مؤسسة صحية في أقل من 5 سنوات، وهي التي سيعتمد عليها القطاع في التأسيس...
واصل أول أمس الخميس فريق طبي ألماني بالمؤسسة الاستشفائية لمكافحة السرطان بالبليدة تكوين الأطباء الجزائريين في استخدام تقنية حديثة ومتطورة في علاج...
يدخل قرار رفع منحة السفر إلى 750 أورو حيز التنفيذ رسميا غدا الأحد الموافق لـ 20 جويلية الجاري، تجسيدا لقرار رئيس الجمهورية ، المتضمن مراجعة رفع قيمة منحة...
تحديات الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف ببلادنا كغيرها من البلدان القائمة على الريع البترولي، أرغمت المسؤولين السياسيين والاقتصاديين على العودة إلى خزائنهم والبحث عن بدائل دائمة خارج ثروة المحروقات الزائلة، إذ لا يمرّ يوم واحد، إلاّ ويعلن مسؤول قطاعي عن العثور على مورد جديد وعزم الحكومة على تصديره إلى أسواق عالمية في المستقبل القريب.
آخر هذه الموارد ما أعلن عنه تباعا نهاية الأسبوع كل من وزير السياحة و وزير الفلاحة، حيث رفع المسؤولان التحدي عاليا عندما رأى الأول إمكانية احتضان الجزائر لثلاثة ملايين سائح على المدى القريب، فيما وعد الثاني بجعل " دقلة نور" الجزائرية، ماركة عالمية بإمكانها أيضا غزو الأسواق الدولية بما فيها حتى الدول المنتجة للتمور.
غزو الأسواق العالمية يمرّ طبعا، عبر اتخاذ سلسلة من الإجراءات الشجاعة للغاية والتي من شأنها جعل المنتوج الجزائري أكثـر تنافسية وأكثـر قابلية من غيره من المنتوجات العالمية التي تعمل عدة هيئات تجارية وثقافية ودبلوماسية على الترويج له دون كلل أو ملل، كما يفعل الصينيون حاليا في مختلف أصقاع العالم.
والأمور بسيطة و لا تتطلب تعقيدات تستعصي على المصدر الجزائري، إذ يكفي مثلا تعليب "دقلة نور" بمسحة جمالية صحراوية خالصة لغزو أسواق المناطق الباردة في روسيا و شمال أوروبا
و كندا، و يكفي تخفيض أسعار الفنادق والمطاعم عندنا إلى مستوى جيراننا، كي تستقطب الصحراء الجزائرية و السواحل الطويلة و العريضة على مدار السنة، الملايين من الجزائريين الذين يفرّون كل سنة إلى الخارج، قبل أن تستقطب الملايين من سكان المناطق الباردة، شمال الكرة الأرضية من الذين يبحثون عن دفء الشمس مقابل الدولار و الأورو.
وبفضل سياسية وطنية للترويج، يمكن العثور على موارد لا تعد و لا تحصى تزخر بها الجزائر بإمكانها المساهمة فعليا في أن تصبح بلادنا مصدرا رئيسا لفئة جديدة من المنتجات الاستراتيجية و المتنوعة التي تفلت من المنافسة الشرسة
و المضاربة القاتلة.
فبإمكاننا دخول أسواق جديدة وليست بالضرورة أوروبية أو أمريكية، من خلال تصدير مواد في مجال الصناعات الغذائية والإلكترونيك والميكانيك والصناعات الصيدلانية، وهي نشاطات اقتصادية عمومية وخاصة ساهمت الدولة في استثماراتها بتسهيلات مالية وضريبية لم تحصل عليها الشركات المنافسة في الدول المجاورة.
و من هذا المسعى للدولة نحو اعتماد التصدير خارج المحروقات، كسياسة اقتصادية مثلى على المدى الطويل، يمكن القول أن الجزائر وبشهادة الخبراء تملك الإمكانيات اللازمة و الوسائل الضرورية، للخروج من الأزمة المالية التي تعرفها، و هذا من خلال قلب المعادلة رأسا على عقب و دون خوف أو تردد، كما تعمل دول بترولية على تنويع اقتصادها و نسيان أنها كانت في يوم ما تنعم بثـروة البترول، بل هي تبحث اليوم عن البديل النظيف الذي لا يزول و لا يكلف.
وكما تشهد بلادنا منافسة سياسية ودبلوماسية تبدو في كثير من الأحيان غير شريفة، حيث يستعمل فيها الأعداء والأشقاء على حد سواء كافة الأساليب، وهذا من مقتضيات الأزمة الخانقة التي يتخبط فيها الجميع، تعيش الأسواق العالمية الجديدة سباقا اقتصاديا محموما من أجل الظفر بعقود تجارية وصفقات وضمان خدمات ما بعد البيع.
كل هذا يتم بفعل نشاط منقطع النظير للهيئات الإدارية والغرف التجارية والتمثيليات الدبلوماسية ومنظمات أرباب العمل التي تعمل دون توقف على تحويل التجمعات الكبرى إلى منتديات ناجحة لجلب الأجانب وإقناعهم باستهلاك المنتوج الجزائري لأنه ببساطة أصبح منافسا، ولتكن البداية بدقلة نور.
النصر