• تجاربي الكثيرة منحتني نُضجا وبوكرومة شريك وداعم • هدفنا الرياضي البقاء بأريحية وللاتحاد كلمة سيقولها
أعرب المدرب المغترب، جيلالي بهلول، عن سعادته الكبيرة بتولي مهمة الإشراف على فريق اتحاد خنشلة الناشط في الرابطة المحترفة الأولى، مؤكدا في حواره مع النصر أمس، أن المفاوضات جرت في أجواء إيجابية مع الرئيس وليد بوكرومة، الذي وصفه بالشريك المثالي في العمل، وعبر التقني الجزائري عن طموحه لقيادة «سيسكاوة» نحو موسم مستقر وناجح، معتبرا أن عودته للبطولة الوطنية كمدرب رئيسي، تمثل تحديا جديدا يسعى من خلاله إلى التأكيد على قيمة الكفاءة الجزائرية.
*بداية، كيف تم التحاقك باتحاد خنشلة؟
أولا، سعيد للغاية بترسيم التحاقي بفريق اتحاد خنشلة الذي ينشط في بطولة الرابطة الأولى، والمفاوضات جرت بكل سلاسة واحترام مع الرئيس وليد بوكرومة، الذي أحييه على الثقة التي منحني إياها، وللعلم هذه الاتصالات ليست وليدة اليوم، فقد كنت قريبا من الفريق الموسم الماضي، ولكن الصفقة تعطلت في اللحظات الأخيرة، وهذا الصيف، تجددت الاتصالات وتوصلنا إلى اتفاق نهائي، والحمد لله أنا الآن في مدينة خنشلة، وقد باشرت مهامي رسميا.
*ما طبيعة العقد الذي يربطك بالفريق؟
أمضيت عقدا لموسم واحد، وتم تقديمي لوسائل الإعلام بشكل رسمي، وأنا متحمس جدا لهذه التجربة، لأنها تمثل عودتي للبطولة الوطنية كمدرب أول، بعد أن عملت كمساعد ثم كمدرب رئيسي مؤقت مع شبيبة القبائل، والآن أمامي تحد جديد، وسأبذل كل ما بوسعي لأكون عند مستوى تطلعات الإدارة والأنصار.
*من سيرافقك في الطاقم الفني؟
اتفقت مع الإدارة على جلب الطاقم الذي أشتغل معه، وسيرافقني مساعد بلجيكي حصل مؤخرا على التأشيرة، وسيلتحق في الساعات القليلة المقبلة، إضافة إلى محضر بدني ومدرب حراس جزائريين، وأعتقد أننا سنُشكل طاقما متكاملا يعمل بتناسق ومشورة، والهدف واحد، وهو خدمة الفريق وتحقيق الأهداف المسطرة.
*كيف ترى تجربتك التدريبية حتى الآن؟
رغم أنني أبلغ من العمر 43 سنة فقط، إلا أنني أمتلك مشوارا محترما في عالم التدريب، فقد اشتغلت في بلدان عربية، خليجية وإفريقية، منها السنغال ورواندا وكوت ديفوار، وهذه التجارب المتنوعة مكنتني من اكتساب الخبرة وفهم عدة أنماط لعب وثقافات كروية مختلفة، وهو ما أطمح لاستثماره مع اتحاد خنشلة، فريق طموح ويمتلك قاعدة جماهيرية مشجعة.
*ما هو مشروعك الرياضي مع الفريق؟
حددنا الأهداف بكل وضوح مع الرئيس بوكرومة، واتفقنا على أن يكون لاتحاد خنشلة كلمة خلال الموسم المقبل، ولن أعد بالمنافسة على المراتب الأولى، ولكن في المقابل لا نرضى بأقل من البقاء في أريحية، والفريق أصبح معتادا على الرابطة المحترفة، وهو الآن يستعد لخوض موسمه الرابع بين الكبار، وعلينا أن نحافظ على هذا الاستقرار.
*كيف تُقيّم التعداد الحالي؟
التعداد في رأيي مقبول جدا، ويضم لاعبين مميزين مثل سامر، بومشرة، بكير، جاوشي وليتيم، كما نجحنا في ضمان صفقة الحارس مرسلي، الذي سيكون منافسا قويا لليتيم، وهو أمر إيجابي في خلق جو من التنافس، ونعمل أيضا على إبرام ست صفقات إضافية على الأقل، في الأيام المقبلة لتعزيز بعض المناصب.
*متى ستنطلق التحضيرات؟
باشرنا فعليا العمل التحضيري، وسنبدأ أول حصة رسمية غدا، ولقد سطرنا برنامجا متكاملا، وأنا في انتظار اكتمال التعداد لعقد أول اجتماع مع اللاعبين، حيث سأشرح خلاله خطة عملي والأهداف التي نصبو لتحقيقها، وأؤمن بأهمية التحضيرات، فهي أساس الموسم الجيد، وسأحرص على أن تكون قوية ومنظمة.
*ماذا تقول عن واقع المدربين الجزائريين في البطولة؟
فعلا، هناك تراجع في عدد المدربين الجزائريين في المحترف الأول، رغم أن أغلب الإنجازات المحلية والوطنية حققها مدربون جزائريون، وشخصيا، سأبذل كل جهدي لأدافع عن كفاءة المدرب الوطني رفقة زملائي، ونثبت للجميع أن لدينا طاقات قادرة على العطاء والنجاح.
حاوره: سمير. ك
صنّف العضو الفيدرالي المكلف بتنظيم دورة «البلاي أوف» للشبان، سمير بشير، الطبعة الثانية في خانة المكسب الكبير للكرة الجزائرية، وأكد بأن الأهمية التي أصبحت توليها الأندية للأصناف الشبانية، تعد بمثابة المؤشر الميداني الذي يدفع للتمسك ببصيص من الأمل بخصوص مستقبل المنتخبات الوطنية للشبان، والتفاؤل بالقدرة على عودتها إلى الواجهة.
وأشار بشير في حوار خص به النصر، إلى أن مخطط برمجة دورة اللقب الوطني يرمي بالأساس إلى خلق جو تنافسي بين مختلف الأبطال على مستوى الرابطات الجهوية، كما كشف عن مراهنة الفاف على النظام الجديد لبطولة الشبان الموسم القادم، والذي يندرج ضمن استراتيجية توسيع دائرة الاكتشاف على المستوى الوطني.
*في البداية، ما تقييمكم للنسخة الثانية من دورة «البلاي أوف» للشبان، خاصة النهائيات التي جرت مؤخرا بقاوس؟
تقييم هذه المنافسة يمكن توزيعه على شطرين، الأول يخص الجانب التقني، وهو من مهام وصلاحيات أهل الاختصاص، من أعضاء المديرية الفنية الوطنية، والثاني يتعلق الأمور التنظيمية، وهذا ما يمكننا الحديث عنه، لأن فكرة تنظيم دورة «البلاي أوف» في مرحلتها الوطنية كانت قد طرحت كمشروع، والنسخة الأولى التي أقيمت في جويلية 2024 كانت بالنسبة لطاقم الفاف تجريبية، لأن الكثير من المتتبعين لم يتوقعوا تجسيد هذا المشروع، لكن نجاحنا في المرور إلى التطبيق، لقي استحسانا كبيرا من طرف القائمين على الأصناف الشبانية على مستوى الفرق، خاصة وأن الأمر يتعلق بلقب البطولة الوطنية، مما منح هذه المنافسة مكانة في المنظومة الكروية الوطنية، لأنها أُدرجت ضمن الرزنامة السنوية للتظاهرات التي تشرف على تنظيمها الاتحادية، وما عشناه من إثارة في مختلف اللقاءات، سيما في المرحلة الوطنية يكفي للتأكيد على النجاح الذي حققته، ولو أننا كمكلفين بالتنظيم لا بد أن نراعي موقف باقي الأطراف الفاعلة، وردود الفعل التي كانت من مسيري الفرق صبت كلها في خانة واحدة، تتمثل في الإشادة بالمشروع الذي أتاح للشبان فرصة البروز، وإظهار المؤهلات التي ترشحهم لحمل الألوان الوطنية، وهذا أهم مغزى من هذه المنافسة.
غيرنا نمط المنافسة خدمة للمنتخبات الوطنية
*نفهم من هذا الكلام بأنكم مرتاحون لما تحقق من مكاسب في هذه المنافسة، أليس كذلك؟
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن رئيس الفاف وليد صادي ومنذ توليه رئاسة الاتحادية في سبتمبر 2023، أصر على ضرورة توجيه الاهتمام نحو الأصناف الشبانية، فكان تغيير نظام المنافسة على مستوى الشبان من أولى القرارات التي اتخذها المكتب الفيدرالي في تلك الفترة، لتكون بعدها العديد من القرارات التي تندرج كلها ضمن المخطط الرامي إلى ضمان الهيكلة العقلانية للشبان، لأن غياب المنتخبات الوطنية في مختلف الأصناف عن المواعيد القارية، جسد عدم نجاعة السياسة التي كانت منتهجة، مادامت نتائجها لم تكن إيجابية على الكرة الجزائرية، خاصة في الشق المتعلق بتركيبة المنتخبات، مما تطلب القيام بثورة في بطولة الشبان، على أمل النجاح في تحقيق انطلاقة جديدة للمنتخبات الوطنية، لأن التكوين القاعدي يكون على مستوى الأندية، لكن غياب منافسة «فعلية» أثر بصورة مباشرة على المستوى الفني للاعبين الشبان، لأن الاهتمام كان أكثر بمنافسة كأس الجمهورية، على اعتبار أن البطولة كانت «شكلية»، وتنحصر في ألقاب على مستوى الرابطات، دون أن يكون لها أي صدى، ومع اعتماد دورة «البلاي أوف» تغيرت المعطيات كلية، خاصة بعد التجربة الأولى، والتي كان تطبيقها قد اقتصر على أبطال الرابطات الجهوية، بينما كانت النسخة الثانية بأبعاد «وطنية»، وهذا بعد إدراج كل الرابطات الولائية في المنافسة، وهنا بودي أن أوضح شيئا مهما.
*تفضل، ما هو؟
لعل ما يثير الغرابة أن بطولة الشبان كانت معلقة على مستوى جهة الجنوب الغربي من الوطن، وهذا لفترة دامت 14 سنة، لأن مشكل التنقلات الطويلة، وانعدام الامكانيات جعل الانخراط في البطولة على مستوى الرابطات الولائية اختيارا، لكن وقبل انطلاق الموسم الكروي (2024 / 2025) قررت الفاف إجبار الأندية على المشاركة في البطولة بالشبان، فكان بعث المنافسة دون أي إشكال، مع النجاح في تحدي الصعوبات الميدانية التي قابلت هذه الخطوة، لأن المهم بالنسبة لنا هو عودة الفئات الشبانية إلى النشاط الكروي على مستوى إقليم رابطة بشار الجهوية، وهذا بعد مدة ظل فيها فريق شبيبة الساورة الوحيد عن هذه المنطقة الذي يشارك في البطولة على مستوى رابطة وهران الجهوية، وهذا بترخيص استثنائي من الفاف، وهذا القرار كانت له آثار جد إيجابية في الطبعة الثانية من دورة «البلاي أوف»، لأن اتحاد تندوف نجح في التأهل إلى ربع النهائي في صنف الأصاغر، واتحاد بشار الجديد وشبيبة الساورة، نشطا «ديربي» المدينة لفئة أقل من 19 سنة في مستهل المرحلة الوطنية من التصفيات، ليكون فريق بشار الجديد بطل الجزائر لهذا الصنف، وهذا ما زاد في تأييد فكرة البطولة الوطنية للفئات الشبانية.
الطواقم الفنية الوطنية دونت أسماء تحسبا للتربصات القادمة
*وماذا عن الحوصلة التي خرج بها أعضاء الطواقم الفنية لمنتخبات الشبان بعد إسدال الستار على نهائيات قاوس؟
كما سبق وأن قلت فإن هذا الجانب يبقى من صلاحيات التقنيين، ولو أن الإجماع كان بصفة عامة على النجاح، لأن مختلف الطواقم سجلت تواجدها في النهائيات، والمستوى الفني للمباريات مكن كل ناخب وطاقمه من أخذ نظرة واضحة عن المؤهلات التي تزخر بها بعض العناصر، خاصة وأن بعض الفرق التي بلغت الدور النهائي كانت بعيدة عن الأضواء، بسبب عدم تأهلها إلى أدوار جد متقدمة في منافسة كأس الجزائر، لأن المعاينات السابقة للاعبين كانت في آخر دورين من الكأس، وعليه فإن الفرصة كانت مواتية لتتبع كل اللاعبين عن كثب، ونهائي الأصاغر بين ترجي قالمة وجمعية الشلف كان الأفضل في هذه الطبعة، من حيث المستوى الفني، وقد أبان الفريقان بأنهما يزخران بمواهب جديرة بالاهتمام، وباستطاعتها التواجد ضمن القوائم الموسعة للمنتخبات، ولو أن فريق ترجي قالمة غاب لفترة طويلة عن الساحة، إلا أنه توج في نهاية المطاف بلقب البطولة، والأمر ذاته ينطبق على نهائي الأواسط، والذي كان من تنشيط فريقين من الهواة، لم يسبق لهما نيل الفرصة للبروز وطنيا، في حين كان نهائي الأشبال «تكتيكيا» أكثر بين فريقي جمعية الشلف ووفاق سطيف، والمهم أن أعضاء الطواقم الفنية الوطنية، سجلوا العديد من الأسماء في قوائمهم تحسبا للتربصات القادمة.
دوري أبطال النخبة يرفع عدد اللقاءات الملعوبة كل موسم
*وما هي الخطوط العريضة للصيغة الجديدة لبطولة الشبان التي ستدخل حيز التطبيق مع بداية الموسم المقبل؟
تنظيم المنافسة سيتواصل على مستوى الرابطات الجهوية، بمراعاة الفصل بين فوج «الامتياز» الذي يضم فرق النخبة ووطني الهواة، وباقي أفواج الجهوي، وهذا الفارق سيكون نقطة الارتكاز في التغيير الذي ارتأت الفاف إدخاله على منافسات الشبان، لكن عند بلوغ المرحلة الوطنية، لأن أبطال أفواج الامتياز في الرابطات الجهوية التسع سيتوجهون مباشرة لتنشيط منافسة دوري الأبطال، والتي ستكون طبعتها الأولى في نهاية الموسم القادم، بمشاركة 16 فريقا في كل فئة عمرية، مع اعتماد تقسيم التأشيرات وفق عدد أندية الرابطة المحترفة في كل رابطة جهوية، والمنافسة ستجرى في شكل بطولة مصغرة من 4 مجموعات، لتكون بعدها أدوار إقصائية، في الوقت الذي ستتواصل فيه دورة «البلاي أوف» الوطنية بنفس نظامها الحالي، والمشاركة فيها ستصبح لأبطال أفواج الجهوي وكذا الرابطات الولائية، وهذا ما يعني بأن المنافسة ستكون موزعة على مستويين، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس بالإيجاب على الناحية الفنية، كما أن نمط دوري الأبطال سيجعل المشاركة في هذه المحطة من بين الأهداف التي تسطرها أندية النخبة، لأنها لا تختلف كثيرا عن تصفيات كأس الجمهورية، بصرف النظر عن أن تعدد الاستحقاقات لدى الشبان سيمكنهم من رفع عدد اللقاءات الملعوبة كل موسم، وما لذلك من آثار إيجابية على مستوى اللاعبين فنيا، وكذا الجاهزية البدنية.
حاوره: صالح فرطاس
أكدت العالمة المتخصصة في طب الأعصاب و الوراثة بجامعة ساوثهامبتون للعلوم الصحية والبيئية، بالمملكة المتحدة، الدكتورة أمرتيال موذيز، أن ذبابة الفاكهة «Drosophila melanogaster» ، تعد مرشحا قويا لفهم الأمراض العصبية المعقدة التي تصيب الإنسان، مثل الزهايمر وباركنسون.
وشرحت العالم في حوار خصت به النصر، أنه على خلاف ما قد يوحي به حجم الذبابة، فإنها تعد واحدة من أهم الكائنات النموذجية في علم الأحياء والوراثة العصبية.
وبحسب ما أوضحته العالمة، فإنه ومنذ أكثر من قرن، استخدمها العلماء لاكتشاف المبادئ الأساسية لعلم الوراثة، لتتحول لاحقا إلى منصة حيوية قوية تسمح بفهم آليات الأمراض على مستوى الجينات، والبروتينات، والخلايا العصبية.
وتشارك الذبابة الإنسان في نسبة كبيرة من الجينات، تصل إلى نحو 75 ٪ من الجينات المرتبطة بالأمراض البشرية، مما يجعلها نموذجا مثاليا لدراسة الأمراض وتطوير الأدوية بطرق سريعة، دقيقة ومنخفضة التكلفة.
في هذا الحوار، نسلط الضوء على كيف أسهمت هذه الذبابة، رغم بساطتها، في إعادة رسم الخريطة العصبية لفهم الزهايمر، وعلى ما تتيحه من إمكانات جديدة للبحث العلمي في كل أنحاء العالم، بما فيها إفريقيا والجزائر.
النصر: قد يتفاجأ البعض باستخدامك لذبابة الفاكهة «Drosophila melanogaster» كنموذج لدراسة مرض الزهايمر. ما الذي يجعل هذا الكائن الصغير أداة فعالة لفهم الاضطرابات العصبية المعقدة؟
امرتيال موذيز: قد يبدو غريبا للبعض أن نستخدم ذبابة الفاكهة «Drosophila melanogaster» كنموذج لدراسة أمراض معقدة مثل الزهايمر، ولكن في الحقيقة، هناك عدة أسباب قوية تجعل منها أداة نموذجية فعالة، ليس فقط لدراسة الأمراض العصبية التنكسية، بل لمعظم الأمراض البشرية. أولا هي كائن صغير وسريع النمو ودورة حياته قصيرة، ما يسمح لنا بطرح أسئلة علمية معقدة والحصول على إجابات سريعة نسبيا.
لكن الأهم من ذلك، هو أن هذا الكائن استفاد من تطور هائل في الأدوات الجينية منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي. لقد طور العلماء أدوات دقيقة للتحكم والتعديل في الجينات داخل ذبابة الفاكهة، لدرجة أن عددا من جوائز نوبل في الطب وعلم وظائف الأعضاء، تم الحصول عليها بفضل الأبحاث التي استخدمت فيها هذه الذبابة.
اليوم، تستخدم ذبابة الفاكهة بشكل متزايد في دراسة العديد من الأمراض البشرية، بما في ذلك السرطان، وأمراض القلب، والاضطرابات العصبية، لأنها تمثل نموذجا جزيئيا قويا للغاية.
الأمر الأهم أن المعلومات التي نحصل عليها من دراسة هذا الكائن غالبا ما تكون قابلة للتطبيق على الإنسان، لأن العديد من العمليات البيولوجية الأساسية مشتركة بيننا وبينها، وتم الحفاظ عليها عبر ملايين السنين من التطور.
يعني هذا أن الدروس التي نتعلمها من دراسة الجينات والعمليات البيولوجية في ذبابة الفاكهة، لها صلة مباشرة بصحة الإنسان. وبفضل هذه الأدوات والتقنيات، يمكننا الآن أن نفهم بشكل أفضل الآليات الجزيئية التي تقف وراء الأمراض البشرية، مما يفتح الباب أمام تطوير علاجات دقيقة وفعالة.
ما هي أوجه التشابه الجينية أو الجزيئية الأساسية بين ذبابة الفاكهة والإنسان، والتي تتيح إجراء هذا النوع من الأبحاث التطبيقية؟
لا يعرف كثير من الناس أن حوالي 75 ٪ من الجينات والبروتينات المرتبطة بالأمراض البشرية لها نظائر أو ما يعرف بـ»الأرثولوجات» «orthologs» في ذبابة الفاكهة.
وهذا يعني أن العديد من البروتينات التي تسبب أو تشارك في الأمراض لدى الإنسان، لها نسخ مشابهة جدا في هذا الكائن البسيط.
75 بالمئة من الجينات والبروتينات
المرتبطة بالأمراض البشرية لها نظائر
في ذباب الفاكهة
وبفضل هذا التشابه الكبير، يمكننا دراسة وظيفة الجين أو البروتين في نظام بسيط مثل ذبابة الفاكهة، ثم نسقط تلك النتائج على الكائن البشري الأكثر تعقيدا.
وهذا ما يجعل Drosophila نموذجا فعالا في الأبحاث التطبيقية، لأنها تتيح لنا فهم آليات الأمراض في بيئة جزيئية واضحة، ومن ثم ترجمة تلك المعلومات لفهم الأمراض عند الإنسان.
بعبارة أخرى، كلما فهمنا كيف يعمل الجين أو البروتين في ذبابة الفاكهة، نستطيع أن نبني عليه فهما أعمق لكيفية عمله أو اختلاله في الإنسان، وبالتالي نقترب أكثر من فهم أسباب المرض وطرق معالجته.
مقارنة بالنماذج الحيوانية المعتمدة على القوارض، ما هي المزايا المحددة التي تقدمها ذبابة الفاكهة «Drosophila» في دراسة الآليات المسببة لمرض الزهايمر؟
هناك فرقان أساسيان يجعلان من ذبابة الفاكهة نموذجا مميزا مقارنة بالقوارض مثل الفئران. أولا، دورة حياة ذبابة الفاكهة قصيرة جدا فهي تعيش حوالي 40 يوما فقط، في حين أن الفأر أو الجرذ قد يعيش نحو سنتين.
هذا يعني أنك في نموذج القوارض تحتاج إلى وقت طويل جدا لدراسة التغيرات المرتبطة بالعمر أو تطور الأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر، في حين يمكنك الحصول على بيانات كاملة في فترة قصيرة جدا باستخدام ذبابة الفاكهة. ثانيا، وربما الأهم، هو أن ذبابة الفاكهة تعد من أكثر الكائنات الحية تطورا من حيث الأدوات الجينية المتوفرة.
لا توجد أي كائنات نموذجية أخرى تمتلك ترسانة أدوات جزيئية وجينية بهذا العمق والدقة. يمكنك تعديل الجينات، تشغيلها أو تعطيلها، ومتابعة تأثيرها بدقة عالية، وهو ما لا يزال أكثر تعقيدا أو محدودا نوعا ما في نماذج القوارض
أضف إلى ذلك، أن أبحاث ذبابة الفاكهة منخفضة التكلفة بشكل كبير مقارنة بأبحاث الفئران. فتجربة واحدة باستخدام القوارض قد تكلف أكثر من 100 ضعف ما تكلفه التجربة نفسها على ذبابة الفاكهة، هذا إذا أمكن تنفيذها أصلا بنفس التفاصيل.
وبالتالي، فإن Drosophila ليست فقط أسرع وأسهل في الاستخدام، بل أيضا أكثر كفاءة من حيث الوقت والمال في دراسة الأمراض المعقدة مثل الزهايمر.
هل يمكنك تلخيص أبرز النتائج التي توصل إليها فريقك فيما يتعلق بالمسارات الجزيئية المرتبطة بمرض الزهايمر؟
من بين أهم الاكتشافات الحديثة التي توصلنا إليها، أننا حددنا تغيرا مهما يحدث في بروتين تاو Tau الموجود في دماغ الإنسان، وهو أحد البروتينات المرتبطة بشكل وثيق بتطور المرض. هذا التغير يجعل البروتين يتحول إلى شكل سام وخطير على الخلايا العصبية.
لكن ما قمنا به هو أننا نمذجنا هذا البروتين داخل ذبابة الفاكهة، وتمكنا من تحديد جزء معين داخل بنية البروتين هو المسؤول عن هذا السمية. وعندما قمنا بحذف هذا الجزء «أو المجال» من البروتين جينيا داخل دماغ الذبابة، لاحظنا أن البروتين لم يعد ساما، بل أصبح غير ضار.
بناء على هذه النتائج، يعمل فريقنا الآن على تطوير أدوية تحاكي تأثير الحذف الجيني لذلك الجزء من بروتين تاو.
والهدف من ذلك هو التحقق مما إذا كان من الممكن منع السمية العصبية لدى الإنسان بنفس الطريقة، أي من خلال استهداف هذا الجزء المحدد من البروتين، دون الحاجة لتعديله وراثيا.
هذا الاكتشاف يمنحنا نموذجا جديدا لفهم كيفية تحول بروتين تاو إلى عامل مرضي في الدماغ، ويفتح الباب أمام تدخلات علاجية أكثر دقة، قد تساعد على منع أو إبطاء تطور مرض الزهايمر لدى المرضى.
عنوان مداخلتك يتضمن عبارة «من المختبر إلى سرير المريض» إلى أي مدى اقتربت اكتشافاتكم من التطبيقات السريرية أو العلاجية الفعلية؟
أحد أبرز الأدوية التي وصفناها خلال أبحاثنا هو دواء خاضع حاليا للعلاج الكيميائي التجريبي «chemotherapeutic drug»، وقد أثبت فعاليته بشكل واضح في نماذج ذبابة الفاكهة المصابة بأعراض تشبه أعراض مرض الزهايمر. بعد ذلك، أظهرت التجارب على نماذج القوارض أيضا نتائج إيجابية، ومن ثم تم الانتقال إلى تجارب سريرية مبكرة على البشر.
وقد أظهرت هذه التجارب تحسنا ملحوظا في المزاج والأداء الإدراكي لدى الأشخاص في المراحل الأولى من المرض، مما يدل على إمكانية تأثير هذا الدواء على الأعراض المبكرة للزهايمر.
من جهة أخرى، هناك الآن شركات تعمل على تقييم إمكانية تطبيق نفس الدواء في المراحل المتأخرة من المرض، وهو مجال لا يزال تحت الدراسة والتطوير.
كما اكتشفنا مؤخرا دواء جديدا، وقد نشرت نتائج البحث العام الماضي، وهو دواء يعمل على منع تكدس بروتين Tau من خلال منع تجمعاته المرضية.
وقد أثبت هذا الدواء فعاليته في نماذج ذبابة الفاكهة، وكذلك في أنظمة خلوية بشرية، ونحن حاليا نستكشف فرص التعاون مع شركات خاصة لأخذ هذا المركب إلى مستوى التطبيق السريري.
نقوم بإجراء نماذج لعلاجات
تساعد على إبطاء
و منع تطور المرض
ورغم أننا لم نصل بعد إلى المرحلة النهائية من الانتقال الكامل إلى المرضى، إلا أننا نبحث بجدية عن شراكات صناعية تساعدنا على نقل هذا الدواء من المختبر إلى العيادة.
كيف تساهم دراساتكم في فهم دور تكدس بروتين «تاو» في تطور مرض الزهايمر؟ وكيف يتطور هذا الفهم علميا ؟
عندما ينظر العلماء إلى دماغ شخص مصاب بمرض الزهايمر، فإن ما يرونه أشبه بـ»صورة نهائية» أو حجر قبر صامت أي أن الدماغ في تلك المرحلة يظهر التلف، لكن لا يخبرنا كيف وصل الشخص إلى هذه الحالة المرضية، ولا عن الآليات التي أدت إلى هذا التدهور العصبي.
ما تتيحه دراساتنا، من خلال نماذج حية مثل ذبابة الفاكهة، هو فرصة نادرة لدراسة تطور المرض من بدايته كيف يبدأ بروتين «تاو» كبروتين طبيعي، ثم كيف يتغير شكله ويبدأ في التكدس بطريقة غير طبيعية تؤدي إلى إلحاق الضرر بالخلايا العصبية.
من خلال هذه الدراسات، تمكنا من تتبع المراحل التدريجية التي يتحول فيها تاو إلى عنصر سام، وملاحظة كيف تبدأ الخلايا العصبية أولا بفقدان وظيفتها، قبل أن تموت في المراحل المتقدمة.
هذا النوع من الأبحاث يمكننا من تطوير مؤشرات بيولوجية «biomarkers» دقيقة، يمكن استخدامها في المستقبل للكشف عن المرض في مراحله المبكرة جدا، أي في الوقت الذي تبدأ فيه الذاكرة بالاختلال، لكن قبل أن تبدأ الخلايا العصبية بالموت.
وبناء على هذا الفهم التدريجي، نستطيع تحديد النوافذ الزمنية المناسبة للتدخل العلاجي، سواء عبر الأدوية أو الوقاية، قبل أن يتفاقم المرض. بفضل النماذج الحيوية المتاحة لدينا، أصبح بإمكاننا اليوم دراسة تطور المرض من حالته الطبيعية إلى الحالة المرضية بعمق، ورصد متى وأين تبدأ الخلايا العصبية بالتأثر، مما يفتح الطريق نحو فهم أعمق، وتدخلات علاجية أكثر دقة.
كيف تقيمون إمكانات الدول الإفريقية، وخصوصا الجزائر، في الإسهام في أبحاث علوم الأعصاب والوراثة العصبية؟
للأسف، مرض الخرف لم يعد مشكلة تخص الغرب فقط، بل أصبح تحديا صحيا عالميا يمتد إلى جميع القارات، بما في ذلك إفريقيا. ومع سعي المجتمعات للعيش لفترات أطول، تزداد الحاجة إلى إيجاد حلول علمية مبتكرة لمواجهة الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن، مثل مرض الزهايمر.
في هذا السياق، أعتقد أن هناك فرصا واعدة للتعاون البحثي مع العديد من الدول، بما في ذلك دول القارة الإفريقية والجزائر بشكل خاص. فالمسألة لا تتعلق فقط بالتكنولوجيا أو التمويل، بل أيضا بالتنوع الثقافي والبيئي والجيني، وهو ما قد يوفر زوايا جديدة لفهم المرض.
هناك مثلا دروس قيمة يمكن استخلاصها من أنماط الحياة في بعض المجتمعات الإفريقية، والتي قد تكون مرتبطة بانخفاض نسبي في معدلات الإصابة بهذه الأمراض.
من المهم جدا أن ندرس هذه الأنماط ونفهم الآليات البيولوجية التي قد تفسر ذلك.
إن تعزيز البحث العلمي في الجزائر والدول الإفريقية، خصوصا في مجالات علوم الأعصاب والوراثة العصبية، ليس مجرد فرصة، بل ضرورة علمية عالمية، لأن التنوع في النماذج والسكان والتجارب يثري الفهم ويعجل في الوصول إلى حلول أكثر شمولية وفاعلية.
حاورتها : لينة دلول
ثمنت رئيسة لجنة تطوير رياضة كرة الماء، نادية بن عبدون، المستوى العام للبطولة الوطنية لذات الرياضة، التي جرت قبل أيام بمدينة قسنطينة، مؤكدة في حوار مع النصر، أن الرهان كان كبيرا لإنجاح هذه الطبعة، رغم الصعوبات والمطبات التي اعترضت التنظيم، واصفة هذه النسخة بالاستثنائية وغير المسبوقة، كونها شهدت منافسات أربعة أصناف كاملة منها فئة «الأكابر»، التي أعيدت بعث بطولتها بعد توقف عقد كامل.
وقالت أيضا بن عبدون التي تشغل عضوية المكتب الفيدرالي للاتحادية الجزائرية للألعاب المائية، إن مشاركة مختلف الفئات يعكس العمل القاعدي المنجز على مستوى النوادي ويؤكّد أن مستقبل كرة الماء الجزائرية واعد، كما لم تنس التطرق لنتائج نادي سباحي قسنطينة، الفريق الذي رافقت زوجها المرحوم نبيل روابح في تأسيسه عام 2004، وتعتبره مفخرة ومثالا، وجب الاقتداء به والسير على نهجه على أمل استعادة مستوى هذه الرياضة، التي تلهم الكثيرين من شباب الجزائر.
*بداية، كيف تقيمين مستوى الحدث الأبرز ضمن نشاطات اتحادية الألعاب المائية، ونعني به البطولة الوطنية لكرة الماء التي احتضنتها مدينة قسنطينة قبل أيام؟
نحمد الله ونشكره على توفيقه في مهمة تنظيم هذه النسخة من البطولة الوطنية، التي عرفت مستوى تنافسيا كبيرا، وكانت فريدة من نوعها ومتكاملة، كونها ضمت منافسات 4 أصناف سنية (فئات أقل من 13 سنة وأقل من 16 سنة وأقل من 20 سنة والأكابر)، وهي سابقة في تاريخ نشاطات الاتحاد، ونتمنى مستقبلا أن نواصل على هذا المنوال ونتمكن من تطوير هذه الشعبة من الرياضات المائية، وبلوغ الأهداف المسطرة من قبل مكتب الهيئة الفيدرالية، التي تجتهد لتنفيذ برنامج مرتكز على عدة محاور، أهمها تشجيع العمل القاعدي والتكوين وتعزيز التنافسية بين الأندية وبناء نواة نخبة وطنية واعدة.
وُفقنا في بعث منافسات الأكابر بعد انقطاع عقد كامل
*كانت سابقة، ربما كونها شهدت تنظيم بطولة لأربعة أصناف عمرية، ولأنها أيضا شهدت عودة منافسات صنف الأكابر، أليس كذلك؟
بالتأكيد، لقد كانت فرحتنا كبيرة، لأننا نجحنا في رهان تنظيم البطولة الوطنية، التي كانت مميزة هذا العام، بمشاركة تسعة فرق يمثلون 5 ولايات، حيث تجاوز عدد الرياضيين المسجلين في هذه التظاهرة 350 رياضيا، وهو رقم مشجع، غير أن السعادة الكبرى هي إعادة بعث بطولة صنف الأكابر بعد توقف لقرابة عقد من الزمن، حتى وان كان التنافس قد اقتصر على 3 فرق في هذا الصنف، غير أننا نعتبر هذا بمثابة بداية على أمل تطوير المنافسة الموسم المقبل، خاصة وأننا سطرنا برنامجا طموحا، غذته نتائج عمل السنوات الماضية.
*فيما يكمن هذا البرنامج؟
تنظيم النسخة الأخيرة من منافسات البطولة الوطنية لكرة الماء، التي سيطر عليها نادي سباحي قسنطينة بحصده اللقب في الأصناف الأربعة، حتى وإن حقق نجاحا كبيرا، غير أن ثمة عراقيل ومطبات واجهتنا قبل موعد الطبعة، ومنها مشاكل إيواء الوفود والنقل، وكنا نمني النفس بمشاركة أكبر، لكن ومع هذا فحضور 9 نوادي، يجعلنا نتطلع للمزيد العام المقبل، وعلى هذا الأساس فقد سطرنا برنامجا أصفه من موقعي كمسؤولة لجنة تطوير رياضة كرة الماء بالطموح، وسيوسع دائرة المنافسة ويرفع عدد الفرق، وحتى أكون صريحة، فالأماني مرتكزة على تعديلات على نمط المنافسة وبلوغ حد كبير من الاحترافية، حيث ننوي التخلي على النمط الحالي للمنافسة، بإجراء تظاهرة في نهاية الموسم تحدد أبطالا في كل الأصناف، وتحويل النمط إلى بطولة بصيغة الذهاب والإياب، على شاكلة ما هو متبع في مختلف الرياضات الجماعية.
حلمي بعث بطولة نسوية في فئة الكبريات واجتهد لذلك
*الحديث معك كمسؤولة في الاتحادية ورئيسة لجنة كرة الماء، لا يمنع من التطرق إلى نادي سباحي قسنطينة، المسيطر على المنافسات، ما هو أول انطباع بخصوص النتائج المحققة؟
فريق نادي سباحي قسنطينة، الذي أتشرف بمنصب الرئيسة الشرفية الممنوح لشخصي، اعتبره مثالا للعمل القاعدي الجاد وعنوانا للنجاح، ليس لأنني كنت رفقة المرحوم زوجي نبيل روابح من مؤسسيه أو لأنني تقلدت منصب رئاسته، ولكن للنجاحات المسجلة، فالسيطرة على بطولات الأصناف الشبانية وإتباعها بلقب فئة الأكابر، يستحق التوقف عنده، وأعتقد أن ما ينجز من عمل على مستوى هذا النادي منذ عقدين من الزمن يستوجب الإشادة والثناء، وبخصوص جوهر السؤال المتعلق بالنتائج، فيمكن تلخيصها ببساطة في العمل والاجتهاد من قبل الرياضيين ومؤطريهم، بداية بالرئيس الحالي روابح محمد والمشرف العام ياسين بن قارة أو المدربين عبد الرحمان العيدوني ووليد مريني وبقية الطواقم والمرافقين.
سطرنا برنامجا طموحا وسنُغيّر نمط المسابقة
*بعيدا عن الاتحادية وعملك المركزي، ما هي مشاريع النادي المستقبلية؟
أكيد يبقى مواصلة العمل القاعدي والتكوين بما يخدم هذا الرياضة والمنتخب الوطني، ولا تنسوا أن نواة الفريق الوطني يشكلها رياضيو فريقنا وحتى الناخب ياسين بن قارة ينتمي لأسرة نادينا، البطولة الأخيرة شكلت له فرصة لاكتشاف الكثير من المواهب التي ضمتها الفرق التسعة المشاركة، وبالنسبة للمشاريع المستقبلية، فالبداية ستكون بعد حوالي شهرين، عندما يشارك الفريق البطولة العربية للأندية الأبطال كونه بطل الجزائر، إذ من المتوقع أن تنظم بالكويت بداية شهر سبتمبر، لذا سيكون الرياضيون ملزمين بفترة راحة قصيرة، قبل العودة للتدريبات الجادة، لأن الأمر يتعلق بتشريف الراية الوطنية.
نادي سباحي قسنطينة مفخرة ومثال في التكوين القاعدي
* كلمة أخيرة..
أشكر كل من ساهم في إنجاح الطبعة الأخيرة من البطولة، كما أتمنى أن نوفق في تنفيذ برنامجنا الطموح، للرقي بهذه الشعبة واستعادة أمجادها، ومنها شق خاص أحلم به وهو بعث بطولة نسوية، حيث شكلنا في نادي سباحي قسنطينة تشكيلة من الفتيات، لكن غياب المنافسين حرمنا من المنافسة، لذا أتمنى أن نتمكن مستقبلا من خلق بطولة وطنية نسوية، والكرة في مرمى النوادي من أجل المساهمة في هذا المشروع.
حاورها : كريم كريد
يكشف الباحث الجزائري في مجالات التكنولوجيات الحيوية بجامعة ساوثهامبتون بالمملكة المتحدة، البروفيسور صالح إلياس، في هذا الحوار مع النصر، عن رغبته في العودة إلى الوطن من أجل نقل الخبرات التي اكتسبها في الخارج والمساهمة في تنمية البلاد، حيث أكد أنه يعتبر نفسه دائما من ثمار الجامعة الجزائرية، رغم ما حققه من إنجازات علمية واكتشافات في جامعات فرنسا وبريطانيا، كما يبرز أن العديد من الباحثين الجزائريين المتميزين في الخارج يتشاركون الرغبة في العودة إلى الوطن. النصر التقت بالباحث خلال التظاهرة العلمية المنظمة بمركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة، حيث نظمت ضمن مبادرة “جسور قسنطينة العلمية”، في وقت يوطد فيه المتحدث ضرورة تطوير مجالات البيوتكنولوجيا، مشددا على أن الطلبة الجزائريين متفوقون في الرياضيات والإعلام الآلي.
النصر: حدثنا عن مشاركتك في الفعالية المنظمة من قبل مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة.
uالبروفيسور صالح إلياس: قبل كل شيء، أشارك هنا ضمن مبادرة «جسور قسنطينة العلمية»، التي شرعنا فيها منذ أكتوبر من عام 2024، بينما بدأ المشروع منذ عام من قبل ذلك، بعدما تواصلت معي الدكتورة فاطمة صخري وعرضت علي المبادرة التي تستهدف تلقين الطلبة التفكير العلمي. تزامن العرض مع مسعاي في ذلك الوقت من أجل ربط الاتصال مع المجتمع العلمي في الجزائر، فسعدت إذ تقدمت إليّ الباحثة صخري بنفسها قبل أن أتجه إليها. هكذا انطلق المشروع.
النصر: كيف كان تجاوب العلماء الآخرين الذين دعوتهم للمشاركة في المبادرة؟
uالبروفيسور صالح إلياس: تواصلت مع العلماء ضمن محيط علاقاتي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وبلجيكا وعرضت عليهم المشاركة في سلسلة المحاضرات العلمية التي أطلقناها ضمن المبادرة، ودعوتهم للحديث من خلالها عن أبحاثهم العلمية والتقنيات والتكنولوجيات التي ينتهجونها في المختبرات التي يشتغلون على مستواها من أجل تلقين الطلبة المنتمين لمركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة تعليما تقنيا، كما أنني كنت على علم بأن المركز يضم طلبة من مختلف مناطق الوطن، وبذلك نظمنا سلسلة المحاضرات المرئية، بمعدل ساعتين لكل محاضرة، حيث يتحدث المحاضر عن أبحاثه العلمية في الساعة الأولى، بينما تخصص الساعة الثانية للحديث عن واحدة أو اثنتين من التقنيات التي يعتمد عليها في المختبر.
لقد كان الأمر الرائع أن العلماء الذين دعوناهم وافقوا على منح البروتوكولات الخاصة بالتقنيات التي يعرضونها في سلسلة المحاضرات، أي الطرق المفصلة لاستغلالها، بما يسمح بتطبيقها على مستوى المركز. لقد برمجنا 10 محاضرات، بمعدل محاضرة في الشهر بعد صلاة الجمعة.
النصر: لقد قطعت مسارا ثريا في مجال البحث العلمي في الخارج. هل فكرت، أو تفكر حاليا، في العودة إلى الجزائر لنقل الخبرات التي اكتسبتها، خصوصا مع تسجيل عودة كثير من الباحثين؟
uالبروفيسور صالح إلياس: أفكر كل يوم في العودة إلى الجزائر، لكن ما نعمل عليه في الوقت الحالي يعتبر تحضيرا لأرضية تسمح للباحثين بالعودة، فأنا لا أرغب في العودة لأُملي على الجزائريين ما يجب عليهم فعله وفق ما أبتغيه أنا، وإنما ينبغي أن تكون هناك إستراتيجية ورؤية ترتسم ضمنها الحاجة المحددة إلينا كباحثين جزائريين في الخارج. ولست الوحيد الذي يمكنه أن يعود إلى بلده الجزائر، بل هناك كثيرون غيري يمكن أن يعودوا، لكن يجب أن يخبرونا: أين يحتاجون إلينا؟
ولذلك، نحن نحضر الأرضية لهذه العودة من خلال مبادرة «جسور قسنطينة العلمية» التي دعونا فيها منظمة «غيت جينوم» GetGenome التي يديرها البروفيسور سفيان كمون، وهو باحث تونسي لامع في الخارج، وأخذ يطلق مبادرات مماثلة في تونس، ثم وسعها إلى بلدان أخرى بإفريقيا، كما أنه وافق بصدر رحب على المشاركة في المبادرة والحضور إلى الجزائر.
النصر: ما تقييمك للبحث العلمي في الجزائر، على الأقل في مجال التكنولوجيات الحيوية؟
uالبروفيسور صالح إلياس: هناك إرادة سياسية، وفي مجال التكنولوجيات الحيوية، أرى أن هناك كفاءات وقدرات كبيرة في الجزائر، فالطلبة الجزائريون متفوقون جدا في الرياضيات والإعلام الآلي، في وقت تعتمد فيه التكنولوجيات الحيوية والمعلوماتية الحيوية، إلى جانب الذكاء الاصطناعي على البرمجة بشكل كبير، وهذا ما يتفوق فيه الطلبة الجزائريون كثيرا.
وتنعكس الإرادة السياسية في إنشاء المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي، ما يمثل دليلا دامغا على الإستراتيجية السياسية للاستثمار في التكنولوجيات الجديدة والتكنولوجيا الحيوية، واليوم؛ تتطلب الأبحاث عالية المستوى إشراك كفاءات متنوعة ومختلفة، أي البحث متعدد التخصصات.
النصر: هل ترى أن هناك حاجة ملحة بالنسبة للجزائر، وبلدان العالم العربي وإفريقيا عموما، من أجل تطوير مجالات التكنولوجيا الحيوية؟
uالبروفيسور صالح إلياس: بكل تأكيد. إنها أكبر من حاجة اليوم، بل هي استثمار إستراتيجي، فالذكاء الاصطناعي على سبيل المثال مجال في طور النمو، وبدأ في السنوات السابقة، بينما استوعب الباحثون اليوم أن الذكاء الاصطناعي يمكن توظيفه في مجالات مختلفة، مثل التكنولوجيات الحيوية والهندسة الحيوية، لذلك يمكن أن تكون الجزائر من بين البلدان الرائدة في هذا المجال. إن عالم الغد مرهون بالتكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي والبحث المتعدد التخصصات.
النصر: ننتقل إلى مسيرتك الآن. هل بدأت من الجزائر؟
uالبروفيسور صالح إلياس: نعم. فأنا ابن مدينة تيزي وزو، وبدأت دراسة تخصص الطب في جامعة مولود معمري بتيزي وزّو بداية سنوات الألفينات، حيث كنت أحب الطب، لكنني كنت أميل بشكل أكبر إلى البحث العلمي، لذلك سافرت إلى فرنسا في 2001 من أجل دراسة علم الأحياء، ثم انتقلت إلى جامعة روان Rouen في منطقة نورماندي، أين أتممت مسار الدكتوراه في علم الأعصاب. كنت في تلك الفترة أود الاشتغال على مزيد من البحث العلمي في مجال علوم الأعصاب، لكن بعد انتقالي إلى معهد كوري Institut Curie في باريس، اقتُرح علي العمل في الأبحاث التي تدرس بروتين هنتنغتين Huntingtine protein [الوارد في مرض هنتنغتون Huntington Desease]، فأجرينا الأبحاث عليه في مجال سرطان الثدي. في هذه المرحلة قررت تغيير وجهتي البحثية بشكل كامل إلى العمل على سرطان الثدي.
قبل ذلك، عملت كباحث ما بعد دكتوراه في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، ثم واصلت البحث حول الخلايا الظهارية للثدي، ثم اشتغلت على سرطان الثدي، ومساهمة الخلايا الظهارية في ظهور المرض. بعد هذه المرحلة، توجهت إلى جامعة ساوثهامبتون Southampton في المملكة المتحدة، التي أسست فيها مختبري، الذي نشتغل فيه على سرطان الثدي، حيث نحاول فهم الكيفية التي تبني بها الخلايا الظهارية الثدي، لأن سرطان الثدي مشكلة تطورية. إن فهمنا لطريقة عمل الخلايا بشكل طبيعي سيسمح لنا بفهم ما يحدث عندما لا تعمل بشكل طبيعي، ونحن نعتمد كثيرا على التصوير بالأشعة في عملنا والذكاء الاصطناعي، فضلا عن اعتمادنا المكثف على الرياضيات من أجل نمذجة بعض العمليات، وهكذا يكون البحث المتعدد التخصصات لفهم آليات سرطان الثدي.
النصر: ما هو أكبر اكتشاف علمي حققته خلال مسارك، سواء من قبل أو حاليا؟
uالبروفيسور صالح إلياس: أكبر اكتشاف علمي حققته وترك في نفسي انطباعا عميقا، حدث عندما كنت طالبا أعد أطروحتي في فرنسا، حيث كنت أعمل على حويصلات صغيرة Vesicles تحتوي على البروتينات، وتنتقل فيما بعد إلى سطح الخلية حتى تقوم الخلية بعملية الإفراز الخلوي للبروتينات Exocytosis. في ذلك البحث، اشتغلت على خلايا لا تتضمن هذه الحويصلات، فقمت بإقحام بروتين، تمكن من توليد هذه الحويصلات، فتحولت الخلية عديمة الحويصلة، أي دون وظيفة إفرازية، إلى خلية يمكنها أن تؤدي عملية متكاملة الوظائف لتوليد هذه الحويصلات لتفرز بذلك البروتينات. كان هذا أول اكتشاف مثير في مساري العلمي، وقد شعرت بسعادة غامرة حينها.
النصر: هل تحوز براءات اختراع؟
uالبروفيسور صالح إلياس: لا أحوز براءات اختراع، لكن لدي كثير من المنشورات العلمية، ففي مجالي يكون توجهنا إلى النشر العلمي بشكل أكبر. ولقد نشرنا مقالات في دوريات علمية مرموقة دوليا في مجالات الخلايا الجذعية وعلم الأحياء الخلوي وعلم الأحياء التطوري والسرطانات بشكل عام.
النصر: هل تعتبر نفسك ثمرة الجامعة الجزائرية؟
uالبروفيسور صالح إلياس: طبعا، ولهذا يجب علينا أن نؤمن بقدرات الطلبة الجزائريين. ورسالتي لهم أن يؤمنوا بقدراتهم ويشقوا طريقهم بأنفسهم، فنحن في عصر أصبحت فيه المعرفة متاحة، لذلك يمكنهم الوصول إلى كل المعرفة التي يريدونها عبر الفضاء الافتراضي. يجب أن يتحلوا بروح المبادرة ويغتنموا هذه الفرصة، وألا يؤمنوا بالقيود. إن الإيمان بالقدرات سيتيح لهم تحرير مواهبهم وطاقاتهم.
س.ح
سيرة البروفيسور صالح إلياس
أجرى البروفيسور صالح إلياس دراسته لنيل الدكتوراه في علوم الأعصاب بجامعة روان، فرنسا، حيث بحث في آليات تكوّن الحويصلات الإفرازية ونقلها داخل الخلية. خلال أول عمل له في مرحلة ما بعد الدكتوراه، في مختبر الدكتورة ساندرين هومبير Sandrine Humbert بمعهد كوري بفرنسا، أظهر أن بروتيني هنتنغتين Huntingtine وكينيسين-1 Kinesin-1 ينظّمان توجّه المغزل الانقسامي والاستقطاب القِممي (apical polarity) في الخلايا الظهارية الثديوية، أثناء التطور والحفاظ على التوازن النسيجي.
انتقل لاحقًا إلى مختبر البروفيسورة إليزابيث روبرتسون Elizabeth Robertson في كلية دَن Dunn لعلوم الأمراض بجامعة أوكسفورد ببريطانيا، حيث تمكّن من تحديد نوع جديد من الخلايا الجذعية الظهارية في الغدة الثديوية، تُعبّر عن الجين Blimp1، وتُساهم في تشكّل الغدة والحفاظ على توازنها. في عام 2017، عُيّن البروفيسور إلياس محاضرًا في كلية العلوم البيولوجية بجامعة ساوثهامبتون. وفي عام 2018، حصل على منحة الباحث الجديد من مجلس البحوث الطبية البريطاني (MRC New Investigator Research Grant)، وجائزة التمويل التمهيدي من مؤسسة Wellcome Trust Seed Award، وذلك لتأسيس مختبره الخاص، الذي يهدف إلى اكتشاف آليات الانقسام الخلوي الموجّه (Oriented Cell Division) داخل النسيج الظهاري السليم للغدة الثديية، لفهم العيوب الخلوية التي تميّز خلايا سرطان الثدي.
كشف الفنان كمال بناني، عن قرب افتتاحه لمدرسة للتكوين في فن المالوف، ستحمل اسم والده الراحل حمدي بناني، وستضمن تكوينا قاعديا للفنانين الشباب وأصحاب المواهب، لرفع المستوى والحفاظ على الهوية التراثية الغنائية. كما أعلن بناني في حوار خص به النصر، عن مشاريع فنية منها ما هو تجسيد لأحلام والده، وأخرى تتعلق تخص جديده الخاص الذي سيقدم في شكل باقة غنائية متنوعة مشكلة من أغاني تراثية وأخرى عصرية. كما قدم رؤيته التجديدية لفن المالوف، وما يعمل على تحقيقه لترك بصمته في المجال، وتحدث عن حرصه على توثيق الأغاني التراثية وكتابة القصص المغناة، بطريقة تمزج بين التقليدي والعصري وتعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لضمان رواجها وانتشارها.
حاورته / أسماء بوقرن
هــذا أبـــرز جديـــدي
النصر: نشرت على صفحاتك على مواقع التواصل أنك تحضر لإطلاق الجديد حدثنا عنه؟
كمال بناني: فعلا جهزت باقة فنية متنوعة تتضمن أغاني تراثية بطبع المالوف منها ما نُسي اليوم، وهي تشكيلة من أغانيات طويلة منها «ليالي السرور»، التي أنهيت تسجيلها مؤخرا ومدتها ساعة من الزمن أو أكثر، إلى جانب أغنية «قالو لعرب قالو». حيث أحرص سنويا على طرح جديد فني لرغبتي في تلك بصمتي الخاصة، مع الالتزام بطرح أغنية على الأقل في كل السنة.
أستعد أيضا، لإصدار أغنية وطنية بعنوان «ماعندي غيرك»، تستهل بعبارة «ما عندي وطن غيرك يا وطنا» موسيقاها عربية الهوى، كما حضرت جديدا في طبع المالوف العصري بعنوان «يا بدرا»، وهي أغنية من تلحيني وتوزيع رحايلية طريق، وكلمات الشيخ لخضر كسري والشاب قيس وناس، وهما المشرفان على كتابة كلمات الأغاني التي أنتجها عادة، وأدخل عليها شخصيا بعض تعديلات لأعكس إحساسي الخاص، لأن الفن حالة شعورية قبل كل شيء
مع ذلك، فإني ممن يفضلون العمل الجماعي عند التحضير للجديد، حيث أطرح فكرتي غالبا على الفريق وأنصت بإمكان لما يقدم من اقتراحات، كما أنفتح على النقاش وآخذ برأي الكبير والصغير للخروج بنتيجة جيدة.
متى موعد الإصدار؟
لم يتسن لي إتمام التسجيل كليا لانشغالي بالمهرجان الثقافي الوطني للموسيقى والأغنية الحضرية، كونه أخذ مني الكثير من الوقت وذلك باعتباري محافظا للتظاهرة، لكني سأنطلق في عملية تسجيل أغنية «ما عندي غيرك» هذا الشهر وستكون جاهزة قبل تاريخ الفاتح نوفمبر، أو في عيد الاستقلال المصادف للخامس جويلية على أقصى تقدير، أما أغنية «يا بدرا» فستطرح خلال موسم الصيف بعد الإعلان عن نتائج البكالوريا.
أكمل مسيرة والدي وأحاول تحقيق أحلامه
أنت من المحافظين على الموروث الغنائي لفن المالوف ومن المشتغلين على توثيقه، كما أنك فنان مجدد أيضا، وهي سمة كان يشتهر بها والدك الفنان حمدي بناني فهل حملك وصية أم أنك اخترت اتباع نهجه؟
أنا أسير على خطى والدي وأتبع نهجه الفني، كما أصر على تحقيق ما لم يتمكن الوالد من بلوغه، وقد اخترت المالوف العصري للمساهمة في نشر هذا الفن وسط من يتعذر عليهم فهم الكلمات القديمة المثقلة بالمعاني وفائقة البلاغة، لذلك أوظف الموسيقى العصرية لجذب أذن المستمع محاولة مني لنشر اللهجة الجزائرية في الوطن العربي لأن للمالوف عشاقا من كل البلاد العربية.
كما أحرص في ذات الوقت على إعادة تسجيل الأغاني التراثية بصوتي، لاعتقادي بضرورة توثيقها لكونها تمثل الهوية.
هل تعمل على تحقيق أهداف كان يحلم والدك بتحقيقها إكراما لذكراه؟
وضع والدي رحمه الله سنة 2016 لبنة مشروع يتمثل في غناء نوبة من نوبات المالوف رفقة الأوركسترا السيمفونية، وشاءت الأقدار أن يرحل دون أدائها وتسجيلها وأنا أعمل من أجل إتمام الأمر اليوم، حيث قطعت الخطوات الأولى وتحدثت مع قائد جوق الأوركسترا لطفي سعيدي، الذي أوجه له التحية عبر جريدة النصر، واتفقنا على العمل بعدما أعجب بالفكرة التي تتطلب جهدا كبير بالمناسبة، كما أن تجسيدها صعب لصعوبة كتابة نوبة كاملة بـ «البركيسيون».
الموسيقى الكلاسيكية جسر لعصرنة المالوف
انفرد الراحل حمدي بناني باستعمال آلات لم تكن دارجة في عزف موسيقى المالوف، مثل الجيتار والباتري، فهل تفكر في تكرار التجربة؟
كان والدي أول جزائري يدخل الآلات العصرية في أداء موسيقى المالوف وذلك سنة 1974، ولا أزال أحتفظ بأشرطته الموسيقية التي توثق لذلك الحدث إلى يومنا هذا، وقد حرص على تفعيل فكرته وتحقيقها من أجل الترويج لهذا الطابع الموسيقي وإيصاله إلى خارج الوطن، لأنه كان يؤمن بأهمية الانفتاح الثقافي وأن عصرنه الموسيقى التراثية مهم لاستمراره مسايرة لمتطلبات كل عصر.
أسعى بدوري، لمواصلة هذا المسار ولكن بطريقتي الخاصة، كإدراج العزق الكلاسيكي في أداء الأغاني التراثية، لأن هذه الموسيقى لا تموت والعمل على مشروع مماثل ليس أمرا سهلا بل يتطلب بحثا وتجريبا و دقة.
نفهم من كلامك أنك من دعاة العصرنة؟
أكيد أنا مع الفكرة شريطة عدم المساس بالهوية وبأساسيات فن المالوف، بداية بالحفاظ على طبيعة اللباس التقليدي بل وإجبارية ارتدائه وتوحيده لدى عناصر الفرق.
نحو تسجيل قصص من التراث الغنائي
كيف يمكن الحفاظ على الهوية الغنائية في ظل حتمية التجديد لضمان الاستمرار كما قلت ؟
هذا مشروع أعمل عليه حاليا، من خلال تسجيل التراث وقصص الأغاني القديمة بدأت منذ سنتين في ترتيب أفكار تتضمن سيناريوهات لغناء قصص من الموروث الغنائي، وقد فكرت في الاعتماد على حكواتي مثلا، وبناء ديكور تقليدي بسينوغرافيا مسرحية. أود كذلك تصوير العمل على شكل فيديو كليب بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ليعيش المستمع تجربة بصرية وحسية مختلفة عند اختياره للأغنية، فيشعر أنه كان حاضرا في ذلك الزمن، يدخل عالم الأغنية ويفهم قصتها، وهذا بالنسبة لي جزء من مهمتنا كفنانين في الحفاظ على الهوية الغنائية و تقديمها للأجيال.
التكوين جزء من خططي لتكريم ذكري أبي
في اعتقادك كيف يكون الاستثمار في الطاقات الشبانية الصاعدة التي تؤدي المالوف، قصد ضمان استمراريته والترويج له أكثـر؟
تكوين الجيل الصاعد من فناني المالوف حتمية لضمان تناقله بطرق وقواعد صحيحة، وعليه افتتحت مدرسة مالوف بعنابة، يشرف على التدريس فيها الأستاذ صالح عوابدية وهو تلميذ الفنان حسان العنابي رحمه الله.
المدرسة تابعة للمجلس الشعبي البلدي لمدينة بونة، وقد فتحت أبوابها لاستقبال الشباب والأطفال منذ شهرين تقريبا.
أعمل كذلك على تأسيس جمعية ثقافية للفنانين باسم الوالد حمدي بناني، هدفها الحفاظ على الموروث الثقافي، وسوف أقوم بإنشاء مدرسة في إطار الجمعية للتكوين الدائم بالتنسيق مع القطاعات المعنية بالولاية، سيتم من خلالها تعليم الصغار والشباب قواعد العزف على الآلات الموسيقية، والموسيقى الأندلسية وبالأخص موسيقى المالوف، والصولفاج الذي يعد لغة التحاور الموسيقى مع أي شخص في العالم.
ستفتتح المدرسة قريبا وستكون هدية لوالدي، وستضمن تكوينا قاعديا لأجيال الفنانين لرفع المستوى.
أعمل على توفير مخزن خاص بالزي التقليدي
عرف الراحل حمدي بناني بأناقته وإطلالاته الراقية، فهل ورثت شغفه بالأناقة؟ وهل ترى بأن اللباس التقليدي جزء من هوية المالوف عموما؟
أحرص رفقة أعضاء فرقتي على ارتداء الزي التقليدي الرجالي الذي يمثل هوية موسيقى المالوف، وهي رسالة فنية متوارثة في العائلة، كما أعمل في إطار مشروع الجمعية والمدرسة الموسيقية الذي أحضر له، على توفير مخزن خاص باللباس التقليدي، يتضمن تشكيلات تقليدية متنوعة، لتنويع الإطلالات الفنية في المناسبات وخلال المهرجانات.
كلمة توجهها لجمهورك؟
أشكر كل من يتابعني ويستمع لفني، لأن الفنان لا يستمر بدون جمهور، وأطلب من كل مبدع جزائري وبخاصة الشباب الرقي بالكلمة و اللحن و المعنى، لأن الفن شاهد على صاحبه وانعكاس لصورته في العائلة وأمام الجمهور، ناهيك عن أن كل فنان هو سفير بلده خاصة في ظل الانفجار المعلوماتي وهيمنة مواقع التواصل، ومهمتنا اليوم تقديم صورة جميلة تليق ببلدنا الجزائر وبفنها.
أ.ب
اعتبر مدرب جيل الحروشي صابر طورش الصعود إلى الجهوي الأول أغلى هدية يمكن تقديمها للأنصار بعد المشوار المميز الذي أداه الفريق، وأوضح بأن التمسك بأمل الصعود كان كافيا لتمرير الإسفنجة على انتكاسة موسمين متتاليين، لكن بعد استخلاص العبر من درسين قاسيين. وقال طورش في حوار خص به النصر، بأن ضمان التتويج باللقب قبل 4 جولات من نهاية الموسم لا يعني بأن المهمة كانت سهلة، كما أكد على أن تواجد الفريق في الجهوي الأول لرابطة عنابة، يضع الإدارة أمام تحديات أكبر، لكنه ألح على ضرورة تثمين المكاسب المحققة، لأن دائرة بحجم عين الباردة، تستحق فريقا ينشط في مستوى أعلى.
*نستهل هذا الحوار بتقييم مشوار الفريق، خاصة وأن الخاتمة كانت بانجاز تاريخي؟
أبسط ما يمكن قوله في هذا الصدد إن روح المجموعة كانت أبرز سلاح تمت المراهنة عليه، لأن الثقة التي اكتسبتها المجموعة ساهمت بشكل كبير في تحقيق هذا الانجاز، والدليل على ذلك أن شق طريق الصعود إلى الجهوي الأول كان بعد الفوز في الذرعان على منافسنا المباشر مولودية عين علام، وكان ذلك في الجولة 18، أين وجدنا أنفسنا أمام أصعب وأهم اختبار، بالنزول في ضيافة فريق كان يتصدر الترتيب، وأنهى مرحلة الذهاب متقدما علينا بنقطة، لكن الفوارق ظهرت في هذا «النهائي»، فكان فوزنا مستحقا، ونتيجته مكنتنا من إحداث انقلاب في الصدارة، حيث تسلمنا مشعل القيادة منذ تلك الجولة إلى غاية نهاية المشوار.
*نفهم من هذا الكلام بأن حلم الصعود كبر في الثلث الأخير من الموسم، أليس كذلك؟
كلا، فموافقتي على قيادة جيل الحروشي كانت بنية التنافس على ورقة الصعود، وعليه فقد عملت منذ البداية على وضع استراتيجية تتماشى وطموحات الإدارة في حجز مقعد في الجهوي الأول، من خلال استقدامات عبارة عن مزيج بين الخبرة والطموح، ورئيس النادي أعطاني الضوء الأخضر بشأن هذا الجانب، الأمر الذي ساعد على بناء فريق منسجم، تؤطره مجموعة من اللاعبين اعتادت على النشاط في قسم ما بين الجهات، وهذا واحد من المفاتيح التي ساهمت في توضيح الرؤية بخصوص الهدف المسطر، ولو أن انطلاقتنا واكبت هذا الطموح، سيما بعد النجاح في العودة بانتصار من الشريعة في الجولة الرابعة، أمام واحد من أقوى فرق الفوج، وقد تواصل المشوار بنفس «الديناميكية» دون تجرع مرارة الهزيمة على مدار 13 جولة، والسقوط الأول كان بعين بن بيضاء، إلا أننا عرفنا كيف نتجاوز آثاره، فكان فارق نقطة عن بطل الشتاء كافيا لوضعنا أمام تحديات أكبر في مرحلة الإياب، لتكون الانطلاقة الفعلية عند إطاحتنا بعين علام في معقله.
*لكن الصعود ترسّم قبل 4 جولات، مما أدخلكم في أجواء الفرحة والعطلة في آن واحد؟
طريق الصعود لم يكن مفروشا بالورود، وفوزنا في عين علام كان واحدا من المنعرجات الحاسمة، وقد أعقب بانتصار داخل الديار على حساب الطرف الثالث في المعادلة، نجم الشريعة، لكننا بعد ذلك تلقينا هزيمة فاجأت كل المتتبعين، وكانت أمام صاحب مؤخرة الترتيب وفاق بوعاتي، وهذا أكبر دليل على أن المشوار لم يكن سهلا، لأن فريق مولودية عين علام لم يستسلم، وبقي يطاردنا إلى غاية المنعرجات الأخيرة، فكان تعادله داخل الديار مع النشماية كافيا لتوضيح الرؤية أكثر، لأنه تراجع بشكل ملفت للانتباه في الثلث الأخير، بعد انهزامه بملعبه أمام جيل سيبوس، الأمر الذي خفف من وطأة تعثرنا المفاجئ، ليأخذ بعدها الفارق في الاتساع، وبلوغ هامش المناورة 10 نقاط سمح لنا بإقامة احتفالات الصعود قبل 4 جولات من نهاية الموسم، فأصبحت لقاءاتنا الأخيرة شكلية.
*وكيف تنظرون إلى مستقبل الفريق في الجهوي الأول؟
صعود جيل الحروشي تحقق بعد تجارب سابقة كان مآلها الفشل، لأن الفريق خسر الرهان في موسمين متتاليين، خاصة في سنة 2023، لما صعد وفاق سوق أهراس بفارق نقطة واحدة، وليس من السهل أن تبقى اللجنة المسيرة متمسكة بنفس الهدف لثلاث سنوات، لكن الإصرار على رفع التحدي كان كافيا لتحقيق المبتغى، لأن الجيل يحمل راية تمثيل دائرة عين الباردة في الجهوي الأول، ومقومات النجاح متوفرة، في وجود طاقم مسير يتسلح بإرادة فولاذية، ولو أن الحديث عن أول تجربة للفريق في بطولة الجهوي الأول لا بد أن يرتكز على بعض المعطيات الميدانية، من إشكالية الملعب، الذي يبقى بحاجة إلى إعادة تهيئة، سواء في حجرات الملابس، أو تجديد الأرضية، فضلا عن التركيبة البشرية، وذلك بالعمل على الاحتفاظ بالنواة الأساسية، لأن الاستقرار يبقى من أهم مفاتيح النجاح، وصولا إلى توفير الامكانيات التي تسمح بالتأقلم بسرعة من أجواء الجهوي الأول، وهذا ما من شأنه أن يضع الطاقم الإداري أمام جملة من التحديات، للاطمئنان على مستقبل الفريق.
حاوره: ص / فرطاس