الطـب يتصـدر قائـمـة التخصصات المطـلـوبــة والأدب الـعـربــي في ذيــل الرغــبــات
• 60 بالمئة من المتخرجين يرغبون في الالتحاق بالشغل
 أظهرت نتائج سبر للآراء قامت بها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مؤخرا تربع العلوم الطبية على رأس قائمة التخصصات التي يوفرها القطاع لفائدة الطلبة الجدد، تليها علوم الطبيعة والحياة ثم التكنولوجيا، كما بينت العملية بأن 60 بالمائة من الطلبة  يفضلون الالتحاق بعالم الشغل بعد التخرج، في حين أكد 40 بالمائة من المستجوبين بأنهم يعتزمون إتمام الدراسة.
أجرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مؤخرا عملية سبر للآراء شملت 500 ألف مرشح لاجتياز شهادة البكالوريا إلى جانب الأولياء، بغرض جمع معلومات بشأن ميول الطلبة الجدد والتخصصات التي يرغبون فيها، وبينت النتائج التي تحصلت عليها «النصر»، استمرار تربع العلوم الطبية على عرش التخصصات الجامعية التي يوفرها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، يليها تخصص علوم الطبيعة والحياة ثم التكنولوجيا وبعدها الإعلام الآلي ثم المدارس العليا للأساتذة، والاقتصاد وبنسبة ضعيفة جدا الرياضة والأدب العربي.
كما تضمنت عملية سبر الآراء طرح سؤال جوهري على الطلبة، حول الرغبة في الالتحاق بعالم الشغل بعد التخرج أو مواصلة الدراسة الجامعية لبلوغ مستويات عليا، وكانت النتيجة أن 60 بالمائة من الطلبة قالوا إنهم يفضلون الالتحاق بعالم الشغل، و40 بالمائة أكدوا رغبتهم في مواصلة الدراسة، ويتم حاليا دراسة وتحليل هذه النتائج على مستوى الدوائر المختصة للوزارة ليتم الاستعانة بها في تحسين عملية توجيه الطلبة الجدد بما يتماشى مع رغباتهم وميولهم،  بهدف تقليص طلبات التحويل إلى فروع أخري وكذا ظاهرة المغادرة المبكرة لمقاعد الجامعة من قبل بعض الطلبة بسبب عدم رضاهم عن عملية التوجيه. وفي سياق آخر، تؤكد سيطرة بعض الفروع في مقدمتها الطب على باقي التخصصات وفق تحليل مختصين، المكانة التي تحظى بها هذه التخصصات في المخيال الاجتماعي، اعتقادا بأنها تمنح تراتبية اجتماعيه وتساعد في الحفاظ على الرأسمال الثقافي الذي تحققه المنظومة التعليمية ونتائج البكالوريا، بمعنى سعي الآباء لتمكين الأبناء من مواصلة الدراسة في نفس تخصصهم، على غرار الطب والهندسة، أو ما يعرف بإعادة إنتاج رأس المال الثقافي. في حين تم تفسير المكانة التي تحظى بها المدارس العليا للأساتذة مقارنة بمجموع التخصصات المتاحة، بارتفاع نسبة الإناث ضمن الناجحين في البكالوريا، وكذا السمعة التي تتمتع بها مهنة التعليم و ملاءمتها للمرأة، لذلك تستقطب كل سنة عددا لا باس به من الطلبات، غير أن معالجة الطلبات بحسب عدد المقاعد المتوفرة وكذا احتياجات قطاع التربية الوطنية، الذي وضع استراتيجية تمتد إلى غاية سنة 2030، لضبط الاحتياجات في المواد والأطوار التعليمية الثلاثة، وكذا على مستوى كافة مديريات التربية بدقة متناهية، بهدف تغطية العجز في التأطير، يؤكد احتمال تراجع الطلب على المدارس العليا للأساتذة مقارنة بالسنوات الماضية، خاصة مع الشروط التي أضحت تفرضها وزارة التربية في التوظيف، الذي قد يكون خارج الولاية مقر الإقامة. وتعكف هذه الأيام لجنة مختصة على دراسة نتائج شهادة البكالوريا لتحديد المعدلات الوطنية  للمشاركة في الترتيب، أي الترشح للالتحاق بالتخصصات الممنوحة، وسيصدر قرار الوزارة ضمن منشور تكميلي سيصدر هاته الأيام، أي تزامنا مع انطلاق التسجيلات الجامعية الأولية التي ستجري ما بين 26 و30 جويلية الجاري، وستشهد هذه الفترة تنظيم أبواب مفتوحة على الجامعة، مع توفير الربط المجاني بالأنترنت لتسهيل عملية التسجيل، وتحويل الاختيارات إلى مركز معالجة الرغبات.
وبشأن ظروف الدخول الجامعي المقبل، تتوقع وزارة التعليم العالي أن يكون مريحا دون تسجيل أي عجز من حيث المقاعد البيداغوجية، جراء تراجع العدد الإجمالي للناجحين في البكالوريا مقارنة بالسنة الماضية بحوالي 70 ألف طالب، كما ستتحسن ظروف إسكان الطلبة الجدد، بفضل فتح فروع جديدة على مستوى عدة مؤسسات جامعية، مما قلص عدد المقيمين بالإقامات الجامعية إلى أقل من 40 بالمائة من مجموع الطلبة الجامعيين. 
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى