منابر داخلية وأبواق خارجية تزرع التشكيك حول المكاسب والإنجازات
 المصالحة الوطنية جدار منيع ضد مخططات التقسيم
شدد وزير العدل حافظ الأختام أمس ، على أن مكسب الهناء الذي يعم ربوع الجزائر وينعم به الجزائريون والنابع من ميثاق المصالحة الوطنية، هو جدار منيع فشلت أمامه كل محاولات التفشيل والتشكيك سواء الداخلية أو الأبواق الخارجية، وساهم هذا الجدار في صد الأبواب والمنافذ أمام الرياح العاتية التي هبت على المنطقة كلها تحت شعارات مغرية و براقة ، ظاهرها التبشير بالديموقراطية ومد يد العون للشعوب من أجل التحرر و الإزدهار، وباطنها احتلال وفق مخطط جديد للتقسيم و الاستغلال.
وهذا بعدما تبين للمخابر صاحبة المصلحة. يقول الوزير ،  أن كل الاتفاقيات القديمة قد أتى عليها الزمن ولم تعد مجدية ، و»لكن في ظل هذه الأوضاع لم تفقد الجزائر العناوين الصحيحة والخيارات الواضحة التي تبنتها ومنها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، و الاستقلال الدستوري وكذا احترام استقلالية السلطة القضائية و الالتزام بكل المبادئ المتعلقة باحترام حقوق الإنسان التي أصبحت ورقة في يد من يدعون إحترامها»  معتبرا إياها   مطالب قديمة لم يستطيعوا تجسيدها وإقرارها، حتى أمر بها رئيس الجمهورية إيمانا منه بأن إقرار الحريات يكون من قبل القاضي فقط.  أكد  الطيب لوح في كلمته التي ألقاها أمام فعاليات المجتمع المدني بفندق الشيراتون بوهران، أنه تحت شعار «الشرق الأوسط الكبير» و»الفوضى الخلاقة»، جاءت معلبات الديموقراطية جاهزة و مهيأة لتحقيق مفعول تدميري يتكامل مع مفاعيل أخرى داخلية وخارجية تم تجهيزها عسكريا و عقائديا، وقد تبدو شكلا متناقضة مع الديموقراطية الجاهزة، ولكنها في الباطن تحقق نفس الأغراض و الغايات ، وهكذا ضاعت بلدان وتحولت شعوبها إلى الشتات و محاشر المخيمات وكادت أن تضيع بلدانا أخرى.
 وذكر الوزير بأن التعسفات التي وقعت في التسعينات بالنسبة لإطارات الدولة حينها، قد انتهى عهدها ولا عودة لتلك الممارسات إطلاقا إلا في إطار القانون وفي كنف عدالة مستقلة، أصبحت اليوم لا تنظر فقط لما هو قانوني وغير قانوني  ، بل ترتكز على قواعد واسعة مواكبة للتطور الذي يعيشه المجتمع ومتفاعلة مع منظوماته الفكرية والإيديولوجية و القانونية، مبرزا أن البرامج المختلفة التي أقرها رئيس الجمهورية وضعت جملة من الأولويات أهمها، تحقيق إنجازات تنموية اجتماعية منصفة ، مستدلا في كلمته أيضا بما ورد في رسالة رئيس الجمهورية الموجهة للأمة في العيد 64 للثورة التحريرية التي جاءت تحث على الاعتماد على النفس بالدرجة الأولى ، مشيرا أنه انطلاقا من إصرار كل الجزائريين على سمو القانون و احترام وضمان الحريات وصون كرامتهم و أمنهم ، فإن المصالحة الوطنية وما رافقها من إلتفاف شعبي واسع يوم الاستفتاء وحتى في مراحل تطبيق ميثاقها ، هي صور تشبه تلك التي عاشها الجزائريون في 1954، من حيث أنه تكررت بها الهبة الوطنية النابعة من عمق الذات وتحمل فيها المسؤولية الرئيس بوتفليقة رغم الظروف العصيبة التي أحاطت بها، وبعد 13 سنة من تحقيق المصالحة، يحق للجزائريين مثلما قال لوح، أن يتساءلوا عن الحصيلة وماذا تحقق في ظلها ، والأهم هو الانتصار على الإرهاب والعودة لبناء الواقع الاجتماعي والسياسي على قواعد متينة ودعم المسار المتجدد في تاريخ البلاد والعمل على تقوية الجبهة الداخلية، و الاعتماد في القضايا الحاسمة على الذات.
وقال وزير العدل أن الإنجازات المحققة في قطاع العدالة على غرار القطاعات الأخرى ، هي إصلاحات عميقة وليست إصلاحات قشور، و شواهد إثبات على التصور الذي كان رئيس الجمهورية ينشده وهو اليوم يتجسد في الميدان ، حيث وفق لوح فإن كل إستلام لمرفق جديد هو إنتصار وعينة ماثلة للأعيان على الجهود المبذولة من أجل تدارك كل تأخر في مسيرة التنمية الوطنية، منها المجال القضائي، حيث تمت تهيئة وتجهيز 11 مجلسا قضائيا ، وتتواصل أشغال 9 مقرات لمجالس جديدة في  الولايات، وهذا  لتخفيف الضغط على المقرات القديمة.
    بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى