يحل هذا الاثنين الوزير الأول أحمد أويحيى بولاية تبسة، للإشراف على مراسيم توقيع الشراكة الجزائرية الصينية، لاستغلال فوسفات منطقة الحدبة بجنوب تبسة، ويرافق الوزير الأول وفد وزاري إلى جانب المسؤولين المعنيين بهذه الشراكة، التي تراهن عليها الدولة للتخلص من التبعية للمحروقات، واستحداث مناصب عمل جديدة وتطوير القطاع الفلاحي.
الوزير الأول أحمد أويحيى سيكون مرفوقا في هذه الزيارة للولاية رقم 12 بعدد من الوزراء، على غرار وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم نور الدين بدوي، ووزير الصناعة والمناجم يوسف يوسفي، ووزير الطاقة مصطفى قيطوني، والرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك عبد المومن ولد قدور، والرئيس المدير العام لمجمع زرافة الطاهر الشريف، كما سيحضر لهذا الحدث الإقتصادي ممثلين عن المجمعين الصينيين المساهمين في المشروع، ناهيك عن ولاة كل من تبسة وسوق أهراس وسكيكدة وعنابة المعنيين بالمشروع، بداية بالمواد الفوسفاتية الأولية ووصولا إلى وسائل النقل والتصدير، بحيث سيشرف الوزير الأول على إمضاء بروتوكول الشراكة بين المجمعين الجزائريين لسوناطراك وأسميدال منال، والمجمعين الصينيين سيتيك ووانغفو، وبإمضاء هذه الاتفاقية تكون الجزائر والصين قد قطعتا شوطا مهما في تجسيد هذا المشروع ودخوله مرحلة اللاعودة، بعدما ظن الجميع أن السلطات المركزية ستتراجع عنه بالنظر لكلفته المالية ولمتطلباته القاعدية.
وقد  رصدت الدولة لهدا المشروع  قرابة 06 ملايير دولار، و كانت منطقة الحدبة حوالي 100 كلم إلى الجنوب من تبسة محل زيارات تفقدية لعدد من المسؤولين السامين للدولة، وخاصة من مسؤولي الدوائر الوزارية المعنية بهذا الإستثمار، كوزير الصناعة والمناجم والطاقة والرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك ومجمع اسميدال، كما عاينها صينيون ووقفوا على الطاقات الكبيرة التي تزخر بها هذه المنطقة.
ولتحضير أرضية المشروع وتهيئته باشرت بلدية بئر العاتر تهديم بعض المساكن والبنايات الخاصة، لضمها لمحيط منطقة الحدبة، أين هدمت مصالح البلدية الشهر الماضي 08 مساكن من مجموع 13 مسكنا تقرّر هدمها، وحضر هذه العملية رئيس البلدية وممثلين عن شركة صوميفوس وسوناطراك وشركاء صينيين، وفي أجندة البلدية هدم 139 بناية كمرحلة أولى، على أن تهدم دفعة ثانية مكونة من 111 مسكنا وبناية في المرحلة الثانية، في الوقت الذي سيتم تعويض أصحاب هذه العقارات بحوالي 9.2 مليار سنتيم، كما خصصت السلطات ما يقارب 250 مسكنا ريفيا للمرحلين، وبالموازاة مع ذلك شرعت الجهات المعنية في إنجاز مشروع ازدواجية السكة الحديدية المنجمية، انطلاقا من جبل العنق ومرورا بتبسة ووصولا إلى عنابة على مسافة 388 كلم، بحيث سيتم ربط هذا الشريان الاقتصادي بين الولايات لمضاعفة حجم المواد المنقولة، وفي سياق متصل قامت السلطات بتبني مشروع سد ملاق الذي تقدر طاقته بحوالي 156 مليون متر مكعب لاستخدام 60 بالمائة من مياهه لمعالجة الفوسفات ببلدية العوينات، على أن تحول النسبة المتبقية للمركب الثاني بوادي الكباريت بسوق أهراس وكذا الشرب والري الفلاحي بشمال ولاية تبسة، وعلمنا في هذا السياق بأن سد ولجة ملاق به حاليا 84 مليون متر مكعب، ومن المنتظر أن ينطلق مشروع تحويل جزء من مياهه لمركبي العوينات ووادي الكباريت قريبا. للتذكير قامت مؤسسة سوناطراك بالاستثمار خارج مجال تخصصها، بحيث بلغت مساهمتها في مشروع منجم الحدبة للفوسفات بتبسة نسبة 34 بالمائة، بينما ساهم الضلع الجزائري الثاني أي مجمع مناجم الجزائر بـ 17 بالمائة، ومن المنتظر أن يدخل المشروع الذي تدعم بشراكة صينية على ضوء القاعدة 51/49 حيز الإنتاج بعد عامين أو يزيد قليلا، وسيمكن من استغلال 60 مليون متر مكعب في اليوم من مادة الفوسفات، ويقدر المختصون ربحا صافيا يتراوح بين 1.5 مليار دولار إلى 02 مليار دولار، فيما سترتفع قدرات الجزائر من 2 مليون طن حاليا إلى حوالي 10 ملايين طن من الفوسفات بمختلف أنواعه وستدعم كذلك ولايات تبسة وسوق أهراس وعنابة وسكيكدة والجزائر بصفة عامة بحوالي 5000 إلى 6000 منصب عمل.
وزارة الصناعة من جهتها تولي أهمية بالغة للمشروع الذي سيحدث ديناميكية في هذه المناطق، ويدفع بالدولة إلى تحصيل موارد مالية من العملة الصعبة خارج قطاع المحروقات، إذ سيسمح المشروع الذي يجري التحضير له بمركب جبل العنق وبلاد الحدبة بتبسة ببلوغ سقف إنتاج قد يصل إلى 10 ملايين طن سنويا، وسيوجه 8 ملايين منه لتغذية 4 مركبات، اثنان منها بوادي الكباريت بسوق أهراس واحدة ببلدية العوينات بتبسة والرابعة بلحجار السود بسكيكدة، وسيمكن المشروع حسب المتابعين من استخراج 1.5 مليون طن من حمض الفوسفور ومثله من مادة الأمونياك و04 ملايين طن من الأسمدة الفوسفاتية والآزوتية.
للعلم تضم بئر العاتر المركب المنجمي بجبل العنق الذي تقدر طاقته الإنتاجية بنحو 2 مليون طن سنويا، وباستغلال المواقع الأربع الجديدة للمركب الممتد على مساحة 11 ألف هكتار سيقفز الإنتاج وسيرتفع عدد العمال من 1400 إلى 4000 عامل مستقبلا ، الأمر الذي سيقلص من البطالة ويوفر مناصب شغل دائمة، في الوقت الذي يتوقع أن يدخل مشروع بلاد الحدبة الاستغلال سنة 2020 أو 2021، وستحول 80 بالمائة من إنتاجه لمركب تحويل الفوسفات إلى الحمض الفوسفوري والأسمدة بكل من العوينات بتبسة ووادي الكباريت بسوق أهراس.
الجموعي ساكر

الرجوع إلى الأعلى