الجزائر تعمل على تقريب وجهات النظر بين الدول المنتجة للنفط
أكد وزير الطاقة، مصطفى قيطوني، أن الجزائر تعمل في الوقت الحالي من أجل تقريب وجهات النظر بين الدول المنتجة للنفط داخل وخارج أوبك للخروج باتفاق يرضي الجميع خلال اللقاءات الفرعية التي ستجرى بين الرابع والسابع ديسمبر الداخل الخاصة بدراسة مستجدات السوق البترولية والتي ستكون متبوعة بلقاء وزاري، وأكد أن أوبك سيدة في قراراتها ولا تمارس السياسة ولا تخضع لأي ضغوط، وأن المملكة العربية السعودية لم تخرج عن الاتفاق المبرم بين المنتجين من داخل وخارج المنظمة.
 وأوضح مصطفى قيطوني في لقاء صحفي له أمس بالمجلس الشعبي الوطني بعد جلسة سماع له من طرف أعضاء لجنة الشؤون الاقتصادية والتنمية والصناعة والتجارة والتخطيط أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الجزائر قريبا لا علاقة لها بمستجدات السوق النفطية العالمية، ولا تحمل أي خلفيات بهذا الخصوص، بل هي زيارة ودية وأخوية يؤديها لرئيس الجمهورية في إطار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
 وفي خضم ما تعرفه السوق النفطية من اضطرابات، حيث تراجعت أسعار برميل النفط مؤخرا، وما إذا كان لذلك علاقة بضغوط تكون الولايات المتحدة قد مارستها على بعض أعضاء أوبك، قال الوزير إن منظمة "أوبك" لم ولن تمارس السياسة بل هي تعمل في قطاع الطاقة وبكل ما له علاقة بالسوق النفطية، وهي سيدة في قراراتها ولا تخضع لأي ضغوط.
 وتحدث قيطوني عن اجتماع للجان الفرعية للدول المنتجة من داخل وخارج أوبك في الفترة بين الرابع والسابع ديسمبر الداخل، الذي يتبع باجتماع وزاري للأعضاء، و قال إن الجزائر ستعمل خلاله من أجل تقريب وجهات النظر بين الدول المنتجة ودراسة مستجدات السوق النفطية العالمية للخروج في نهاية المطاف باتفاق يرضي جميع الأطراف، مشيدا في هذا السياق بالاتفاق التاريخي الذي تم التوصل إليه في سبتمبر
من العام 2016 بالجزائر والذي أدى إلى إعادة التوازن للسوق النفطية لمدة عامين. وأوضح وزيرنا للطاقة أن السعودية لم تغادر الاتفاق المبرم بين الدول المنتجة من داخل وخارج المنظمة من أجل خفض الإنتاج، إنما زادت في إنتاجها قليلا لتعويض النقص الناتج عن تراجع إنتاج كلا من فنزويلا وليبيا، وهذا بغية ضمان استقرار السوق.
وخلال العرض الذي قدمه أمام أعضاء لجنة الشؤون الاقتصادية والتنمية والصناعة والتجارة والتخطيط تحدث مصطفى قيطوني عن الخطوط العريضة للإستراتيجية التي يتبعها مجمع "سوناطراك" في الوقت الحالي من أجل تطوير استثماراته والرفع من قدراته الاستكشافية والإنتاجية، وقال بهذا الخصوص إن عملا كبيرا ينتظر المجمع في مجال الاستكشاف سواء بالنسبة للبترول والغاز أو بالنسبة للطاقات الأخرى في ظل منافسة دولية كبيرة.
 و أضاف أنه لا مناص لسوناطراك اليوم من التوجه نحو الاستثمار في الخارج لتحصيل مداخيل إضافية بالعملة الصعبة والتقليص من فاتورة استيراد المنتجات الطاقوية، وتحدث عن تخصيص مبلغ 59 مليار دولار للاستثمار في المحروقات في الفترة بين 2018 و 2022، مشيرا إلى أن هذه الفترة ستعرف ارتفاعا خفيفا لصادرات المحروقات مع نقص في الواردات بعد انطلاق عملية تكرير البترول الخام الجزائري بالخارج في فبراير الماضي، وتعزيز قدرات التكرير ابتداء من سنة 2021.
ودائما في إطار نفس المسعى الرامي إلى الرفع من قدرات مجمع سوناطراك في جميع الفروع تحدث قيطوني عن توجه لتطوير النشاطات التحويلية بإنجاز مصافي جديدة لتلبية احتياجات السوق الوطنية من المنتجات البترولية والبتروكيمياوية، وبهدف توسيع النسيج الصناعي وخفض فاتورة الاستيراد، قامت كل من شركتي سوناطراك و سونلغاز بإبرام عدة شراكات مع شركات أجنبية عالمية لصناعة قطع الغيار والتجهيزات الخاصة بقطاعي المحروقات والكهرباء.
 كما أكد الوزير على ضرورة تطوير عمليات التحويل وتطوير قطاع البيتروكيمياء لتثمين الغاز الخام وبيع المنتوج النهائي الجزائري مباشرة، وتم أيضا تطوير شبكة نقل البترول والغاز والرفع من قدرة التخزين.
إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى