الجزائر ستوقف استيراد بذور البطاطا بعد 3 سنوات
قال وزير الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري عبد القادر بوعزقي أمس السبت بأن الجزائر ستحقق الاكتفاء الوطني من بذور البطاطا، و توقف الاستيراد تماما بعد 3 سنوات عندما يكتمل مشروع إنتاج كل أجيال البذور، بالمزارع و المؤسسات الوطنية المتخصصة في هذا المجال الحيوي، المقترن بالأمن الغذائي الوطني.   
و أضاف الوزير خلال زيارة العمل و التفقد التي قادته إلى قالمة أمس، بأن التجارب الجارية حاليا بالمزرعة النموذجية ريشي عبد المجيد ببلدية بلخير شرق قالمة قد أعطت نتائج جيدة من الجيل الأول لبذور البطاطا، في انتظار تحويل هذا الجيل إلى مزارع و محطات أخرى عبر الوطن، لإنتاج الأجيال الأخرى إلى غاية الوصول إلى الجيل المنتج للغذاء الموجه للاستهلاك الوطني.  
و وصف الوزير التجارب الناجحة بمحطة قالمة بأنها إنجاز تاريخي حققته الجزائر في مجال الزراعة، عندما شقت طريقها بنجاح نحو التخلص النهائي من التبعية للخارج، و أصبحت اليوم تتحكم في تقنيات إنتاج البذور، و هي تقنيات تتسم بالدقة و الخطورة و الحذر، و تتطلب إمكانات مادية و كفاءات بشرية متمكنة، و متابعة دقيقة على مدار الساعة تقريبا.
و حسب وزير الفلاحة فإن الجزائر تستورد نحو 150 مليون دولار من بذور البطاطا الموجهة للاستهلاك كل سنة، و هي فاتورة مكلفة، و مرهقة للخزينة الوطنية.   
و تتربع محطة إنتاج الجيل الأول من بذور البطاطا بقالمة على مساحة 100 هكتار، و تبلغ قدرتها 325 بيتا بلاستيكيا عازلا، و مجهزا بنظام التهوية الطبيعية و مصادر المياه، و أنابيب التقطير.  
و يتوقع الوزير الوصول إلى آخر جيل من البذور سنة 2021، مضيفا بأن استيراد هذا المحصول الاستراتيجي سيصبح من الماضي، داعيا كل شركاء القطاع الفلاحي بالجزائر إلى الانخراط في هذا المشروع التاريخي لتحقيق حلم الاكتفاء و التوجه بقوة نحو السيادة في مجال الأمن الغذائي لمنتجات كثيرة بينها البطاطا، و القمح و غيرها من المحاصيل الإستراتيجية الأخرى.  
و أوضح المتحدث بأن الجزائر قد حققت نتائج هامة في مجال إنتاج مختلف أنواع بذور القمح، و هي اليوم تتوجه بقوة نحو مزيد من الإنجازات الزراعية الهامة، للتخلص من التبعية للخارج، و حماية الأمن الغذائي الوطني.
كما أعلن الوزير أيضا عن مشروع هام لتوظيف الشباب بقطاع الغابات، من خلال فتح مجال الاستثمار في قطاع الأشجار المثمرة، و الأشجار الاقتصادية بالأقاليم الغابية، داعيا محافظات الغابات عبر الوطن إلى تخصيص مساحات من الغابات لهؤلاء الشباب، و مرافقتهم عبر كل المراحل، إلى غاية الوصول إلى إنجاز حقول الأشجار و بداية الإنتاج و تحقيق مداخيل مالية.   
و بموجب هذا القرار الذي سيدخل حيز التنفيذ قريبا فإن كل شاب سيحصل على مساحة تتراوح بين 4 و 5 هكتارات بالأقاليم الغابية القابلة للاستصلاح، و تتوفر على كل شروط النجاح.   
و دعا عبد القادر بوعزقي كل مديريات الفلاحة و الغرف الفلاحية على المستوى الوطني، إلى دعم الأنشطة الفلاحية غير المعروفة، و إنشاء شعب خاصة بها، و هيكلة الناشطين فيها، و الوقوف إلى جانبهم، و ضرب مثالا على ذلك بنشاط تربية الحلزون و مزارع الفطر، و هي منتجات ذات قيمة اجتماعية و اقتصادية كبيرة، لكنها مازالت غير معروفة و غير معنية ببرامج الدعم و التطوير.    
فريد.غ
 
    

الرجوع إلى الأعلى