الجزائر تخسر 60 بالمئة من إنتاج حليب الأبقار
أجمع أمس خبراء في تربية الأبقار، أن الجزائر تخسر 60 بالمائة من حليب الأبقار يوميا بسبب سوء تسيير المزارع نظرا لنقص التكوين و الذهنيات المتأخرة في تقبل الطرق الحديثة لتربية الأبقار، حيث لا يزال  الاعتماد على وسائل تقليدية وكلاسيكية تجعل البقرة الحلوب لا تدر سوى 17 لترا يوميا كمعدل إنتاج وطني بينما إمكانياتها الحقيقة تتجاوز 30 لترا .
جاء هذا خلال اليوم الدراسي الذي تم تنظيمه أمس بوهران من طرف متعاملين إقتصاديين بالشراكة مع السفارة الأمريكية بالجزائر، من أجل نقل التجربة والمعارف التي إكتسبها هؤلاء المتعاملون  في  مجال تربية الأبقار أثناء الدورة التكوينية التي استفادوا منها في الولايات المتحدة الأمريكية، لنظرائهم بالجزائر بهدف رفع الإنتاج وضمان النوعية والوصول لتقليص فاتورة استيراد مسحوق  الحليب ، وهي الأهداف التي تعمل عليها أيضا الدولة من خلال مختلف برامج وزارة الفلاحة.
وفي هذا الإطار، قال مدير الغرفة الفلاحية بوهران، براشمي مفتاح الحاج أن الدولة تبذل مجهودات كبيرة من أجل تقليص فاتورة استيراد غبرة الحليب التي تعرف ارتفاعا سنة بعد أخرى رغم تضاعف عمليات استيراد الأبقار الحلوب، كاشفا بأن ما تنتجه هذه الأبقار لا يساوي سوى 40 بالمائة من إمكانياتها أي 60 بالمائة من حليب الأبقار غير مستغل ولا يستفيد منه المستهلك، وهنا وفق المتحدث أصبحت إستراتيجية ترقية تسيير مزارع تربية الأبقار، أكثر من ضرورة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين نوعية مادة الحليب الموجهة للمستهلك، مشيرا أنه في وهران فقط يوجد 120 ألف رأس من الأبقار منها 12 ألف بقرة حلوب، ولكن بالمقابل فإن متوسط الإنتاج ضعيف، حيث يصل ل 65 مليون لتر سنويا، لأن أغلب المربيين مازالوا  يعملون بالطرق الكلاسيكية التقليدية، مستغربا أيضا تصرفات بعض المربيين الذين يتقاعسون حتى عن أخذ الدعم الذي تقدمه لهم الدولة من أجل ترقية الإنتاج.
من جهته أكد السيد بن شكور ياسين الذي إستفاد من التكوين في الولايات المتحدة الأمريكية، أنه لا يوجد نموذج موحد لتسيير مزارع تربية الأبقار، بل هناك أسس مشتركة وطرق مختلفة للتسيير حسب المنطقة والبيئة وعدد رؤوس الأبقار وغيرها من المعايير التي يجب أخذها بعين الاعتبار في كل مزرعة خلافا للمزارع الأخرى، مبرزا أن تجسيد نظم التسيير الحديثة في الجزائر، يتطلب إمكانيات كبيرة وإرادة قوية سواء من طرف الدولة والمتعاملين الاقتصاديين في المجال للوصول للاكتفاء الذاتي في مادة حليب الأبقار، وبالتالي جودة الحليب الموجه للمستهلك، مشيرا في هذا الصدد لبعض العراقيل التي تواجه المستثمرين في مجال تربية الأبقار مع البنوك للحصول على قروض لتطوير وترقية إنتاج الحليب، مركزا كذلك على أنه بالجزائر توجد  أبقار من أرقى وأحسن السلالات في العالم، مشيرا أنه في المزرعة التي يشرف عليها توجد 120 بقرة حلوب وهي سلالات أوروبية، وكل بقرة تنتج ما يقارب 27 لترا يوميا بينما من المفروض أن تنتج أكثر من 30 لترا يوميا.
 أما الملحقة بالسفارة الأمريكية في الجزائر والمكلفة بالفلاحة السيدة «جوستينا توري»، فقالت إنها لمست اهتماما كبيرا من طرف متعاملين جزائريين من أجل التبادل والشراكة في المجال الفلاحي ،  و استعرضت في مداخلتها تفاصيل برنامج «كوكران» لدعم تطوير الشعب الفلاحية  وتربية الحيوانات ، وهو البرنامج الذي يخصص له الكونغرس الأمريكي ميزانية سنوية ويختار كل عام محور معين لتكوين المتعاملين الاقتصاديين من كل دول العالم على مدار أسبوعين أو ثلاثة  حول كيفية تطوير الشعب الفلاحية وتربية الحيوانات، والتكنولوجيات المستعملة والتقنيات الحديثة ويرتكز التكوين حول كيفية  تسيير الموارد البشرية والمزارع والمصانع، وهو تكوين مفتوح أيضا للقطاعين العام أو الخواص.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى