انتقل إلى رحمة الله ليلة الجمعة، الرئيس الأسبق للمجلس الدستوري المجاهد عبد المالك بن حبيلس، عن عمر يناهز 98 سنة، حسب ما علم يوم أمس لدى أقاربه.  و قد ولد الفقيد في 27 أبريل 1921 ، بسطيف و تقلد عدة مناصب في الدولة حيث شغل منصب أمين عام لوزارة الشؤون الخارجية بين الفترة الممتدة من سنة 1963 إلى غاية سنة 1964. وكان الفقيد مناضلا في صفوف الحركة الوطنية، في حزب الشعب الجزائري و حركة انتصار الحريات الديمقراطية و في جبهة التحرير الوطني (التاريخية) و إطارا  في اتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين، و نائب رئيس جمعية طلبة شمال إفريقيا، و كذا عضوا في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
 كما شغل الفقيد منصب سفير الجزائر باليابان ثم بتونس من 1964 إلى 1971 ليعود إلى تقلد منصب أمين عام لوزارة الشؤون الخارجية من 1971 إلى 1977، وفي سنة 1977 عين وزيرا للعدل ثم أمينا عاما لرئاسة الجمهورية في سنة 1989 في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، وكان آخر منصب تقلده الفقيد رئيسا للمجلس الدستوري.
ثم أصبح عضوا في الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، كما ترأس المنظمة غير الحكومية أكاديمية المجتمع المدني الجزائري،  و هو مؤسس جمعية الصداقة الجزائرية اليابانية.
وقد ووري جثمانه الثرى أمس السبت بمقبرة سيد نعمان ببوزريعة (الجزائر)  بحضور رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب والوزير الأول، أحمد أويحيى، و وزير الدولة المستشار الخاص لرئيس الجمهورية، الطيب بلعيز ووزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، و وزير العدل، حافظ الأختام، الطيب لوح و الأمين العام لرئاسة الجمهورية، حبة العقبي فضلا عن شخصيات سياسية و وطنية و أقاربه.

في برقية تعزية لعائلة الفقيد
الرئيس بوتفليقة يشيد بتجربة بن حبيلس وبخصاله وثقافته
بعث رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، برقية تعزية أمس السبت لعائلة الفقيد عبد المالك بن حبيلس, الذي وافته المنية ليلة الجمعة, أشاد فيها بخصال الفقيد وتجربته الطويلة التي استمدها من نضاله في الحركة الوطنية ومن ثورة التحرير.
و كتب رئيس الجمهورية «تلقيت بتأثر شديد نبأ انتقال المغفور له الصديق والمناضل عبد المالك بن حبيلس إلى رحمة الله وعفوه ، ويعز علي أن تفقد الجزائر مناضلا ذا ثقافة عالية واطلاع واسع وآراء سديدة اكتسبها بجده واجتهاده، وتجربة طويلة استمدها من نضاله في الحركة الوطنية ومن ثورة التحرير ، وقد سمحت له هذه القدرات أن يوظفها كلها بعد الاستقلال ، في مختلف المناصب العليا التي تولاها والمهام التي أداها مع رفاقه على أحسن ما يكون الأداء، وهم يشيدون دولة الجزائر الحديثة». وأضاف رئيس الدولة «ولقد اتصف الفقيد بجملة من الصفات الحميدة التي حببته إلى الناس وحببت الناس إليه ، فحيثما ما وجد تحلق من حوله أصحابه يستمعون إلى أحاديثه الهامسة، وملاحظاته التي يصوغها في كلمات قصيرة ولكن لها اثر بليغ في النفس ، وكان على خلق وفضل, صافي السريرة ، مخلصا لوطنه، عطوفا على أصحابه ، لطيفا في تعامله مع الناس ، عفيف اللسان كريم النفس».
وككل حي أدرك -يضيف الرئيس بوتفليقة - اليوم الأجل المحتوم الفقيد ، فأنطفأ في عينيه نور الحياة وأسلم الروح لبارئها ، ورحل عن دنيانا تاركا سحبا كثيفة من الأحزان في سماء الأسرة والأهل والأقرباء الذين لا يسليهم عن فراقه بكاء ولا عزاء ، فليس لمؤمن ابتلاه القدر غير الصبر ، والخضوع لمشيئة الله، وليس لرفاق دربه وأصدقائه سوى كلمات صادرة من قلوب محزونة يشاطرونكم بها آلامكم عسى أن تخفف عنكم بعض ما تعانون».
وختم الرئيس برقية التعزية قائلا «أسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ، وأن يجلله بثوب قشيب من المغفرة والرضوان ، وأن ينزله منزلا مباركا في جنات النعيم مع الأبرار والصديقين ، وحسن أولئك رفيقا. كما أسأله تعالى أن ينزل في قلوب جميع أفراد أسرتكم الكريمة الصبر، ويعظم لكم  الأجر  ويعوضكم فيه خيرا كثيرا ، انه سميع مجيب الدعاء».
«و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون».

بن صالح وزيتوني  يشيدان بخصال الفقيد
 أشاد رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، بتضحيات و نضال الفقيد عبد المالك بن حبيلس الذي وافته المنية ليلة الجمعة عن عمر ناهز 98 سنة. وأكد بن صالح في برقية تعزية لعائلة الفقيد، أن الجزائر ودعت برحيل المجاهد بن حبيلس أحد «رجالاتها الذين نشأوا على النضال الوطني»، مبرزا أن  المرحوم « تشرب من الحركة الوطنية القيم والمبادئ ، وانتمى إلى ذلك الجيل من المناضلين الذين بذلوا تضحيات تبقى خالدة في مسار حياتهم».
كما نوه السيد بن صالح، بخصال الفقيد الذي عرف ب «رجاحة العقل ونفاذ البصيرة خلال المهام والمسؤوليات السامية التي تقلدها، سفيرا ، و وزيرا  ورئيسا  للمجلس الدستوري. بدوره، أشاد وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، بخصال المجاهد المرحوم الذي «استوفى للوطن حقه حين أدى واجب التحرير وواجب بناء الجزائر المستقلة وتشييد  صرحها»، مشيرا إلى أن الفقيد «عرف بنضاله الدؤوب وحنكته السياسية». وأضاف زيتوني أن «غداة الاستقلال، واصل الفقيد جهاد البناء والتشييد، مخلصا لوطنه مقدما للأجيال أروع الصور في حب الوطن والتفاني في خدمته وذلك في  كل المهام والمسؤوليات التي تولاها ومن بينها أمينا عاما لعدة وزارات، وسفيرا فوزيرا ثم أمينا عاما لرئاسة الجمهورية ورئيسا للمجلس الدستوري».

الرجوع إلى الأعلى