الجزائر لا تدخر جهدا لضمان الأمن والسلم الإقليميين
أكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أن الجزائر لا تدخر أي جهد من أجل ضمان الأمن والاستقرار الإقليميين، بفضل الجهود التي تبذلها لاستتباب السلم والأمن بالمنقطة.
وقال مساهل في ندوة نشطها يوم الخميس بالمعهد الهولندي للعلاقات الدولية بلاهاي، في إطار زيارة عمل قادته إلى هولاندا، وتمحورت حول «المقاربة الجزائرية في مجال مكافحة الراديكالية والإرهاب، وأثرها على الأمن الإقليمي»، إن الجزائر تعد ضامنا للاستقرار و الأمن الإقليميين، وهي لا تدخر أي جهد للمساهمة بقدر الإمكان في استتباب السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، التي تعرف منذ بضع سنوات مستوى عال من اللاإستقرار وانعدام الأمن، وتقلبات كبيرة لاسيما في ليبيا و الساحل الصحراوي، مضيفا أن هذه الجهود تبقى مرتكزة على مبادئ واضحة، وعدم التدخل والتعامل على قدم المساواة، وتمسك الفاعلين بزمام مسارات التسوية.
 واستعرض مساهل مختلف التهديدات والتحديات التي تعرفها منطقة الساحل الصحراوي وشمال إفريقيا، وكذا انعكاساتها على الاستقرار وكامل المنطق، مشيرا إلى الإرهاب والراديكالية والجريمة المنظمة والهجرة غير القانونية الواسعة النطاق، كما تطرق  وزير الشؤون الخارجية إلى جهود الجزائر الرامية إلى مواجهة هذه التحديات على الصعيد الوطني بفضل تعبئة قوات الجيش الوطني الشعبي، وقوات الأمن وكذا على الصعيد الإقليمي، من خلال تقديم مساعدتها لبلدان المنطقة  في حدود إمكانياتها لا سيما تكوين القوات المتخصصة والتجهيز وتقاسم المعلومات و الخبرات،مشددا على العلاقة الوثيقة بين مقتضيات الأمن و التنمية، مستعرضا في نفس الوقت جهود الجزائر لعصرنة البلد والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
كما شدد وزير الشؤون الخارجية على ضرورة تنبي مقاربة تاريخية من أجل تحقيق والمحافظة على السلم والاستقرار في المنطقة، مشددا على الأهمية التي تقوم بها الجزائر في هذا المجال،قائلا إن هذه المقاربة يجب أن تركز على الجوانب الأمنية، وتلك التي تتعلق بالحوكمة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ومحاربة كل إشكال التهميش والتشهير.
وأكد المصدر على الجهود المبذولة من طرف الجزائر في هذا الإطار،  وعلى الركائز الخمسة التي تستند إليها السياسة الجزائرية في هذا الشأن، لا سيما احترام وترقية حقوق الإنسان والالتزام بفضائل الحوار من أجل تسوية الخلافات والنزاعات، وكذا اللجوء إلى سياسات الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي يقودها، و القناعة بأن الديمقراطية هي داء للخطابات المتطرفة والطائفية بالإضافة إلى تطبيق سياسة قضاء على الراديكالية تقوم على ترقية المرجعية الدينية الوطنية المتمثلة في الإسلام المعتدل والوسطية، وحماية مكونات الهوية الوطنية-الإسلام والعروبة والأمازيغية، ضد أي استغلال مع مكافحة الخطاب المتطرف والطائفي وكذا عوامل التهميش والإقصاء على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، وضد اللامساواة الاجتماعية.
و أشار السيد مساهل إلى العدد «الضئيل جدا» للإرهابين الجزائريين الذين ينضمون في صفوف الجماعات الإرهابية، مردفا بالقول «بالرغم من نجاح المقاربة الجزائرية، لابد من توخي اليقظة لأن آفة الإرهاب تتجدد بسرعة». 
ق/و

الرجوع إلى الأعلى