قايد صالـح يدعــو قــادة الجيـش إلى تحديد منابــع التهديـدات
• «أغلى ما نتمناه هو عيش المواطن في أمان»
 أكد الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، يوم الخميس بتمنراست، أن أبواب التوبة ما زالت مفتوحة أمام من ضلت بهم السبل وضلوا سواء السبيل، وقرروا طائعين تسليم أنفسهم للجيش، معتبرا بأنها سانحة متجددة أمام هؤلاء التائبين، مشددا على أهمية تحديد منابع التهديد و رصد الأساليب التي يستخدمها في نشاطاته, من أجل إيجاد الطرق الكفيلة بتحييده و إفشال أهدافه.
شدّد الفريق أحمد قايد صالح، على ضرورة تحديد منابع التهديدات الأمنية، وذلك خلال اجتماع عمل ضم أركان الناحية وقادة القطاعات العملياتية و أركاناتهم، ومسؤولي مختلف المصالح الأمنية، وكذا قادة الوحدات والمديرين الجهويين، في ثالث يوم من زيارته للناحية العسكرية السادسة بتمنراست، مؤكدا على الأهمية الحيوية التي تكتسيها الناحية العسكرية السادسة، والدور الفعال الذي تقوم به وحداتها المنتشرة على طول الشريط الحدودي في تأمين البلاد من كل التهديدات والآفات.
وذكر الفريق قايد صالح، بأن أسمى وأغلى ما يتمناه الجيش الوطني الشعبي ويعمل على تجسيده ميدانيا لفائدة وطنه وإخوانه المواطنين، هو أن يراهم دوما يحسون بل ويعيشون في كنف الأمن وأجواء راحة البال، طالبا من إطارات الناحية الاستمرار في تحقيق النتائج الميدانية، حتى تكون هذه الحصائل بمثابة الهدية المجزية التي نواصل إهداءها للجزائر أرضا وشعبا.
وخاطب قايد صالح القادة العسكريين قائلا "عليكم كإطارات وكقادة في شتى المستويات القيادية، أن تعلموا بل أن تدركوا تمام الإدراك، بأن تحديد منابع التهديد والتعرف على مكامن مصادره ورصد عوامل تطوره وأساليب نشاطه، هي مقومات أساسية من مقومات النجاح في اكتساب القدرة على التكيف المستمر مع حسن التعامل معه وعلى صوابية إيجاد الطرق الكفيلة بتحييده وإفشال مراميه".
وأكد الفريق قايد صالح، من جانب أخر، أن أبواب "التوبة النصوح" لا تزال مفتوحة أمام من ضلت بهم السبل وضلوا سواء السبيل، وقرروا طائعين تسليم أنفسهم للجيش الوطني الشعبي سواء على مستوى الناحية العسكرية السادسة أو على مستوى كافة النواحي العسكرية الأخرى، واعتبر بأن ذلك "سانحة متجددة أمام هؤلاء التائبين يتم من خلالها فتح المجال أمام من عاد إلى رشده، وقرر العودة إلى أحضان شعبه ووطنه، وتيقن في الميدان أن لا فائدة تُرجى من الخروج عن سكة الوطن الذي يظل عظيما بقدره الرفيع، وعزيزا بقدراته العالية، وكبيرا يصفح عند الضرورة ويعفو عند المقدرة".
وقبل ذلك، قام الفريق أحمد قايد صالح, مرفوقا باللواء محمد عجرود قائد الناحية، بتفقد مدرسة أشبال الأمة بتمنراست وترأس اجتماع عمل بمقر قيادة الناحية. كما ألقى كلمة توجيهية تابعها أشبال الأمة بالمدارس العشر الموزعة على التراب الوطني، ذكّر من خلالها بـ"الحرص الشديد والأهمية الكبرى اللذين توليهما القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لتوفير فرص متكافئة لكافة أبناء الشعب الجزائري عبر كافة جهات الوطن للاستفادة من هذه الصروح التكوينية الرائدة التي ستُعطي قواتنا المسلحة جيلا نخبويا متشبعا بالقيم الوطنية ومعتزا بأمجاد ومآثر أسلافه الميامين", يتابع المصدر ذاته.
وقال الفريق، بأن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي قد حرصت، في ظل توجيهات فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على توفير كافة الإمكانيات البشرية والمادية والبيداغوجية الكفيلة بجعل مدارس أشبال الأمة منبتا حقيقيا في تربة خصبة تتخرج منها إطارات مستقبلية واعدة، شعارها الجمع بين استيعاب المعارف العصرية بكافة تفرعاتها العلمية، والتشبع بالقيم الوطنية لثورتنا التحريرية المظفرة.
ودعا الفريق قايد صالح كافة المعنيين بهذا الحقل الدراسي والتكويني، الذي "حقق حتى الآن نتائج باهرة"، بأن "يسهموا كل في حدود صلاحياته، ونطاق مهامه، في بلوغ الأهداف المسطرة" و أن "يواصلوا على هذا الدرب العملي السليم، من أجل كسب رهان التعليم الناجع والتكوين النافع المشفوعين بالأخلاق السّوية والانضباط الصارم بشكل يصبح مفخرة للجيش الوطني الشعبي وأسوة حسنة لكافة الشباب الجزائري".
كما استرسل مؤكدا على أن طموح الجيش الوطني الشعبي في تدعيم ركائز قوته اعتمادا على سواعد وعقول أبنائه "لا حدود له", ليضيف بأن الجزائر التي "أنجبت ثورة شعبية عارمة و احتفلت قبل أيام قليلة، باليوم الوطني للشهيد الذي يمثل بالنسبة للشعب الجزائري رمزية عالية المقام من رموز التضحية والفداء, تستحضر من خلال هذا الاحتفال مآثر شهدائها وتعتبر أنهم يستحقون من شعبهم اليوم وكل يوم التقدير والتبجيل وأن ترسخ ملاحمهم وتضحياتهم في الضمير الجمعي للأمة".
ع سمير

الرجوع إلى الأعلى