توقيف 23 - حراقا -  على متـن قاربيـن تقليدييــن
تمكنت وحدات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحرس السواحل بعنابة، ليلة الثلاثاء من إفشال محاولة للهجرة غير الشرعية لـ 23 حراقا، في رحلة مشكلة من فوجين على متن قاربين تقليديين، كانوا بصدد التوجه نحو جزيرة سردينيا الإيطالية، مستغلين الجو الربيعي واستقرار حالة البحر في الأيام الأخيرة.
و استنادا لمصدر عليم، نجحت وحدات البحرية في اكتشاف القارب الأول بالمياه الإقليمية في حدود الساعة الثامنة مساء خلال دورية روتينية، كان على متنه 13 فردا، قبل أن تتكفل الوحدة العائمة  بعملية المطاردة، و تم اعتراض مسار الزورق في وضعية 14 ميلا بحريا شمال شرق رأس الحمراء، وأضاف ذات المصدر بأن الفوج الثاني يضم 10 حراقة، تم توقيفهم غير بعيدين عن القارب الأول.
و تتراوح أعمار «الحراقة» الموقوفين ما بين 18 و 34 سنة، تم اقتيادهم إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية لحراس الشواطئ بميناء عنابة، أين خضعوا لفحوصات طبية من طرف عناصر الحماية المدنية، في حدود الساعة التاسعة و 23 دقيقة ليلا، و تبين بأن صحتهم جيدة، قبل مباشرة فرقة الأمن والتدخل التابعة للآمن الوطني التحقيق الإداري معهم، و الذي اتضح من خلاله بأن الفوجين يضمان شبانا ينحدرون من عدة ولايات شرقية منها عنابة. قرروا خوض مغامرة للحرقة، بعد ربط اتصالات سرية مع شبكات تهريب البشر، مقابل دفع كل واحد من أفراد «الحراقة» مبالغ مالية تتراوح ما بين 8 و 15 مليون سنتيم حسب معرفة كل وسيط في العملية، قبل الانطلاق في الرحلة، على أن يدفع الشطر المتبقي عند الوصول إلى جزيرة سردينيا الإيطالية، كما تم ضبط كل التدابير المتعلقة بالرحلة، و ذلك بالاتفاق على مكان و موعد الانطلاق.
كما بينت التحريات أن الفوجين انطلقا من شاطئ واد بقراط في بلدية سيرايدي في حدود الساعة السابعة مساء، على متن قاربين بطول 7 أمتار، مزودين بمحركين ميكانيكيين قوتهما 40 حصانا بخاريا، و قد تم العثور على مجموعة من الألبسة و دلاء البنزين و كمية من المأكولات، كانت بحوزة الشبان الحراقة بالزورقين. هذا وتم تقديم الموقوفين، أمس، أمام وكيل الجمهورية بمحكمة عنابة، حيث صدر في حقهم بجلسة المثول الفوري تسليط غرامات مالية تقدر بـ 2 مليون سنتيم.
وتجدر الإشارة، إلى عودة نشاط الهجرة غير الشرعية مع استقرار أحوال الطقس في الأيام الأخيرة بعد توقف دام نحو شهرين بسبب الاضطرابات الجوية تزامنا مع فصل الشتاء، وبحلول الربيع عادت شبكات تنظيم الهجرة السرية إلى العمل بالمعاقل المعروفة بعنابة منها حيي سيبوس وسيدي سالم، رغم التضييق عليها من قبل الأجهزة الأمنية وإطلاق حملات تحسيسية حول الظاهرة.  
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى