20 جريحا وخسائر بالملايير وتحركات لتهدئة الأوضاع
عاد الهدوء نهار أمس الاثنين إلى مدينة الحمامات – 17 كلم إلى الشمال الغربي من تبسة- بعد يوم ساخن، عرف إصابة 20 شخصا بجروح في مشادات كلامية وإطلاق نار من بنادق صيد، وشهد كذلك احتراق جزء من مؤسسة يوكوس، التي تخصصت في إنتاج المياه المعدنية منذ عام 1999، وقد سارعت السلطات والمنتخبون المحليون والأعيان وأئمة إلى احتواء الأزمة، من خلال عقد سلسلة من اللقاءات الجوارية مع المواطنين بمدينتي الحمامات والشريعة، لتجاوز حالة الاحتقان والجنوح للسلم والصلح.
ارتفاع عدد الجرحى و أغلبهم غادروا المستشفيات
ارتفع عدد الجرحى في الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة الحمامات إلى 20 جريحا، حسب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الحمامات، بينهم 03 أشخاص من العاملين بمؤسسة بعلوج وأبنائه لإنتاج المياه المعدنية يوكوس، وقد تم إجلاء وتحويل 12 منهم حسب مصالح الحماية المدنية إلى مستشفى عاليا صالح بتبسة، وارتفعت هذه الحصيلة بعد منتصف ليلة أول أمس بـ 03 عمال من التابعين لهذه الشركة، واستنادا للمصدر ذاته فإن الإصابات ليست خطيرة وليست ناجمة كلها عن إطلاق عيارات من بنادق الصيد، بل يوجد من بين الجرحى من أصيب أثناء المشادات والرشق بالحجارة، وقد غادر أغلبية الجرحى المستشفى بإستثناء واحد منهم لا زال تحت الرقابة الطبية، بينما حول آخر إلى مستشفى عنابة لإصابته على مستوى العين.
29 سيارة وشاحنة تلتهمها النيران  
وفي انتظار أرقام رسمية عن حجم هذه الكارثة، تؤكد الأرقام الأولية الرسمية أن ملاك مؤسسة بعلوج وأبنائه لإنتاج المياه المعدنية يوكوس قد تكبدوا خسائر كبيرة، بحيث أفضت الأحداث إلى تسجيل حرق 22 شاحنة من الحجم الكبير، فضلا عن حرق 07 سيارات بالطريق الوطني رقم 83 في شطره الرابط بين الحمامات وبئر مقدم، في الوقت الذي لا زالت مؤسسة يوكوس لم تعلن عن قيمة الخسائر، علما بأن المحتجين أضرموا النيران في جزء من المصنع وخاصة بجناح التخزين، ردا على إطلاق نار من بنادق الصيد القادمة من داخل سور المؤسسة.
مؤسسة يوكوس تدعو إلى تغليب صوت الحكمة ووأد الفتنة
تأسفت مؤسسة بعلوج وأبنائه لإنتاج المياه المعدنية يوكوس، للأحداث التي عرفتها الحمامات أول أمس، مستنكرة في بيان لها نشر على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، ما حدث من تجاوزات لا تمت بصلة لأخلاق وطيبة سكان بلدية الحمامات، مضيفة بأن التعدي على المؤسسة قد انجرت عنه خسائر مادية معتبرة، ستكون لها انعكاساتها السلبية على المئات من العمال، الذين سيضطرون للدخول في عطلة إجبارية، وطمأنت في سياق آخر مواطني بلدية الحمامات، بأنها ستواصل عملها التضامني ومساعيها الخيرية، وختمت بيانها بالدعوة إلى تغليب صوت الحكمة والعقل ووأد الفتنة، وتفويت الفرصة عن الراغبين في الاصطياد في المياه العكرة.
لقاءات لتهدئة النفوس بين مواطني الشريعة والحمامات
بادرت مجموعة من البرلمانيين ومنتخبين بالمجلس الشعبي الولائي والبلدي، إلى عقد عدة لقاءات مع أطراف من هذه الأزمة، لتهدئة النفوس والذهاب نحو الصلح، ومن ثم تفادي تعفين الوضع وتأزيمه، وقد تدعمت هذه المساعي بجهود إضافية لرئيس دائرة والحمامات ورئيس بلدية الحمامات، وقد أفضت تلك الجلسات إلى تجاوز حالة الاحتقان وعودة الهدوء، ومن المنتظر أن تتوج هذه اللقاءات والجلسات، بتبني خارطة طريق لعقد جلسة بين الطرفين، وذلك بحضور أعيان الولاية ووجهائها، وبحضور أهالي المصابين بالحمامات وملاك مؤسسة بعلوج بالشريعة.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس بلدية الحمامات جدواني هشام فند ما أوردته وسائل الإعلام بشأن خلفيات احتجاج المواطنين بالحمامات، وأوضح أن تزويد المواطنين يتم بصورة طبيعية، في الوقت الذي يطالب سكان منطقة يوكوس القديمة بالمياه لري بساتينهم، مشيرا إلى أن ما حدث سببه مناشير تحريضية عبر بعض الوسائط الإجتماعية، ملمحا إلى أن للأحداث تراكمات قديمة وخلفيات أخرى، وعن احتجاج أمس الأول أشار إلى أنه تم في بداية الأمر على مستوى مقر البلدية، وتزامن مع خرجة ميدانية لأعوان مكتب حفظ الصحة والوقاية التابع للبلدية في إطار العمل الدوري لتطهير منابع المياه، كما تطورت مطالب المحتجين إلى المطالبة بلجنة مكونة من عدة مديرين تنفيذيين، والنقطة التي أفاضت الكأس كانت توقيف شاحنة لمؤسسة يوكوس، وقد سعت إدارتها إلى استعادتها، وفي تلك الأثناء تم غلق الطريق رقم 83 والتوجه نحو المصنع، حيث وقع الصدام بين الطرفين انتهى بإطلاق النار على المحتجين للحيلولة دون دخولهم المصنع، وفي المقابل أوضح المحتجون أنهم نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر البلدية، للمطالبة بتأمين مياه الشرب للمواطنين، مشيرين إلى أنه تم استفزازهم أثناء محاولة المؤسسة استعادة شاحنتها، وأرادوا نقل هذا الانشغال إلى إدارة يوكوس، غير أنهم فوجئوا بإطلاق عيارات الصاشم، وخرج الوضع عن السيطرة فيما بعد، ليتم إضرام النار في عدة شاحنات وأجنحة بهذا المصنع.
تجدر الإشارة إلى أن مصالح الدرك كانت قد فتحت تحقيقها في القضية، ومن المنتظر أن ينتهي التحقيق بإماطة اللثام عن العديد من نقاط الظل التي تبقى عالقة ودون إجابة.
الجموعي ساكر

الرجوع إلى الأعلى