* الخروب تحت وصاية مطاحن الرياض و شركة نقل المسافرين تموّل تاجنانت و نفطال عين مليلة


أفضت جلسة العمل التي جمعت أمس، ممثلين عن أندية الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني، برئيس ديوان وزارة الشباب والرياضة إلى رسم خارطة طريق من شأنها وضع مشروع الاحتراف في الجزائر على السكة الصحيحة، من خلال تقديم السلطات العمومية مساعدات مالية للشركات الرياضية في شكل «سبونسور» بقيمة موّحدة حسب المستوى، كخطوة أولى في هذا الإجراء، مع ترك الباب مفتوحا لشراء النوادي.
هذه الجلسة حضرها رئيس نصر حسين داي مراد لحلو، ممثلا عن أندية الرابطة  الأولى، وكل من رئيس أولمبي المدية محفوظ بوقلقال ونظيره من مولودية بجاية أكلي أدرار عن أندية الرابطة الثانية، وقد طرح هذا الثلاثي جملة من الانشغالات، التي كانت قد أثيرت من طرف مسؤولي كل الفرق خلال الاجتماعات التنسيقية، المنظمة على مرحلتين قبل أسبوعين، وكان فيها الجانب المالي القاسم المشترك، مع الإصرار على ضرورة التدخل الفوري للسلطات العمومية، لاتخاذ إجراءات ميدانية كفيلة بالتخفيف من حدة الأزمة، ولو أن مطلب جعل الأندية تحت الوصاية «المالية» لشركات وطنية كبرى، تصدر المشهد، فكان رد ممثل الوزارة بالكشف عن قائمة الشركات، التي ستتكفل بتقديم الدعم المالي لجميع الفرق، مع تحديد قيمة  10 ملايير سنتيم كمبلغ سيستفيد منه كل ناد من الرابطة الثانية في شكل «سبونسور»، مقابل 15 مليار سنتيم لفرق الرابطة الأولى.
وربطت السلطات العمومية تجسيد هذا المخطط، بجملة من الإجراءات الإدارية، وعليه فقد طلب رئيس ديوان وزارة الشباب والرياضة من ممثلي الأندية إعداد ملفات كاملة، قبل المرور إلى خطوة التنفيذ الميداني، إذ أن كل ناد مطالب بتقديم حصيلته المالية الخاصة بالسنوات الثلاث الأخيرة، مع تبرير الديون المقيّدة في كل تقرير، لأن الأمر يتعلق بالمال العام، والشركات أعطت موافقتها على تمويل الأندية، شريطة استيفاء الشروط المضبوطة من طرف الوصاية، خاصة في الشقين الإداري والمالي.
على هذا الأساس، فإن سوناطراك التي اعتادت على تقديم إعانات «سبونسور» كل موسم لمولودية بجاية، سترفع من حصة النادي من هذه الإعانات إلى حدود 10 ملاييير سنتيم، على أن يشمل قرار الاستفادة أيضا أندية أولمبي المدية، إتحاد الحراش ووداد تلمسان، لتكون بذلك أربعة فرق من الرابطة الثانية، قد دخلت قائمة المستفيدين من أموال سوناطراك، في الوقت الذي ستتكفل فيه الشركة الوطنية لنقل المسافرين بتمويل كل من دفاع تاجنانت وأمل ببوسعادة، بينما تقرر وضع جمعية الخروب تحت  وصاية مجمع «مطاحن الرياض سميد»، مع تفعيل عقد الوصاية المالية لشركة «أسميدال» على اتحاد عنابة، في حين ستستفيد جمعية عين مليلة من إعانة بقيمة 15 مليار سنتيم في شكل «سبونسور» من شركة نفطال، وهو نفس المبلغ الذي من المنتظر أن تتدعم به خزينة نصر حسين داي، من الشركة الوطنية للتأمين وإعادة التأمين.
وجاءت هذه الخطوة نتاج المساعي، التي قام بها السلطات العمومية بعد تشريحها المعمق لواقع المنظومة الكروية الوطنية، على اعتبار أن وزير القطاع برناوي، طالما أعرب عن عدم رضاه للوضع السائد داخل الأندية، وأقر بفشل مشروع الاحتراف، رغم دخوله السنة العاشرة من التجربة الميدانية، لأن النوادي تبقى تتخبط في دوامة من المشاكل، والتقرير الذي أعدته المديرية الوطنية لمراقبة التسيير كان أسود، وكشف عن الكثير من «الفجوات»  القانونية في التسيير المالي للنوادي، بصرف النظر عن الديون الخانقة التي تثقل كاهلها، بدليل أن أول معاينة إدارية لوضعية 10 أندية فقط كشفت عن عجز مالي بقيمة 740 مليار سنتيم، وهو رقم جعل الهيئة الوصاية ومن خلالها المكتب الفيدرالي يسارع إلى دق ناقوس الخطر، مادام أن الشركات الرياضية التي كانت قد رأت النور من أول خطوة لمشروع الاحتراف تبقى «مفلسة». تعيين شركات وطنية لتمويل النوادي الرياضية يعتبر بمثابة مخطط لإنقاذ المنظومة الكروية الجزائرية من حالة «الإفلاس» التي ظلت تتخبط فيها، لأن عقود «السبونسور»، التي ستقدم في غضون الأسابيع القليلة القادمة ستكون بمثابة جرعة أوكسجين، من شأنها تخليص الفرق من كابوس انعدام الأموال.                    ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى