دعت التنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية في وقفة احتجاجية نظمتها أمس أمام مقر المركزية النقابية رئيس الجمهورية للتدخل لإنصاف الأئمة، وتحسين ظروفهم الاجتماعية والمهنية، بما يمكنهم من حماية المرجعية الدينية الوطنية من كافة التهديدات التي تواجهها.
تجمع أئمة جاءوا من مختلف أنحاء الوطن، وحتى من أقصى الجنوب صبيحة أمس أمام مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين في وقفة احتجاجية حاملين شعارات منددة بالحقرة والتهميش ، وأخرى تدعو الوزارة الوصية لتلبية لائحة المطالب المتفق عليها في محاضر مثبتة، وفق ما صرح به «للنصر» الأمين العام للتنسيقية الأستاذ جلول حجيمي، الذي اتهم الوصاية بعدم الجدية والتماطل.
وقال حجيمي إن الوقفة تحمل مطالب اجتماعية ومهنية، وهدفها  رد الاعتبار للإمام الذي يعاني أوضاعا جد صعبة، مؤكدا الاستعداد للتوجه إلى وزارة العمل وجهات حكومية أخرى لرفع انشغالات الأئمة العالقة، قائلا إنهم قدموا من مختلف الولايات، وحتى من أقصى الجنوب للتعبير عن استيائهم من تدني الظروف المهنية والاجتماعية، وهم على أتم الاستعداد لإيصال صوتهم لرئيس الجمهورية ليرفع الغبن عنهم.
وندد المصدر بما اعتبره تنصلا من قبل وزارة الشؤون الدينية من التزاماتها اتجاه النقابة، بعد جلسات حوار جرت مع الوزير الحالي، في ظل تفاقم مشاكل القطاع التي أصبحت تبعث على القلق وهو ما تعلمه جهات مختلفة، قائلا إن النقابة قررت تبليغ صوتها لرئيس الجمهورية بكل الطرق السلمية والحضارية، ولن تسكت عن حقها، وعن إصرار الوصاية على التزام الصمت اتجاه هذا الغليان.
وهدد الأستاذ حجيمي بالقيام بخطوات أخرى وتنظيم احتجاجات في كل الولايات، وبالاستقالة الجماعية في حال إصرار وزارة الشؤون الدينية على تجاهل مطالب الأئمة، لأن الوضع الذي بلغه  موظفو قطاع الشؤون الدينية أصبح متعبا، مقابل تماطل الوصاية في تنفيذ تعهداتها، التي ما تزال حبرا على ورق.
وتعد رواتب الأئمة حسب المتحدث من أضعف الرواتب، فأستاذ رئيسي حامل لشهادة الدكتوراه لا يتقاضى أكثر من 35 ألف دج شهريا، ويتقاضى موظفون ينتمون للقطاع ما بين 12 ألفا و9 آلاف دج، لذلك فإن الوقفة الاحتجاجية تم التوصل إليها بعد استنفاد كل السبل.
كما أثار رئيس التنسيقية الوطنية للأمية قضية العجز في تأطير المساجد الذي بلغ مؤخرا نسبة  40 في المائة، واستعمال المتطوعين من قبل الإدارة أضرا كثيرا بالأئمة وفق تأكيده، بسبب اللجوء إلى غرباء عن القطاع، كما ندد المصدر بالاعتداءات التي تطال الأئمة والمساجد، وذكر على سبيل المثال ما حدث بمنطقة آفلو مؤخرا التي سجلت في يوم واحد الاعتداء على اربعة مساجد.ومن بين أهم المطالب 47 التي يرفعها الأئمة تعديل القانون الأساسي والتعويضي، وحمايتهم من «تغول» الإدارة، ويعتقد جلول حجيمي بأن وزارة الشؤون الدينية غنية بالنظر إلى مساحة الأملاك الوقفية وأموال الزكاة، ما يفرض عليها تحسين أوضاع الموظفين، متسائلا عن كيفية تقاضي أستاذ في الجامعة 16 مليون سنتيم في حين لا يزيد راتب الإمام عن 30 الف دج.
ويعتقد المصدر أن المرجعية الوطنية في خطر بسبب الظروف المزرية للأئمة المدافعين عنها، وكذا الاعتداءات التي تطالهم إلى جانب المساجد، مما يفرض على المشرع سن قانون يحمي المرجعية الدينية الوطنية ويجرم المساس بالرموز الدينية، إلى جانب إنشاء ديوان وطني للزكاة، دون إقحام الإمام في جمعها، مؤكدا أن الإمام وقف مع الجزائر في كافة المصاعب والمواقف، وهو اليوم يواجه تغول الإدارة.
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى