واصل عمال الملاحة التجارية (المضيفون) لشركة الخطوط الجوية الجزائرية أمس إضرابهم لليوم الثالث على التوالي على الرغم من صدور حكم عن محكمة الدار البيضاء أول أمس يقضي بعدم شرعية الإضراب والدعوة إلى إنهائه بشكل فوري.
تستمر القبضة الحديدية بين عمال الملاحة التجارية التابعة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية و إدارة الشركة لليوم الثالث على التوالي، وهو ما أدى إلى تعطل معظم الرحلات الداخلية والخارجية وخلق تذمرا كبيرا لدى المسافرين بالمطارات خاصة بمطار هواري بومدين بالعاصمة.
ولمواجهة هذا الإضراب وضمان استمرار الرحلات الجوية لجأت إدارة شركة الخطوط الجوية الجزائرية -حسب المكلف بالإعلام بها- أمين أندلسي، إلى كراء طائرتين من شركة طاسيلي للطيران، و التعاقد مع مضيفين أكملوا تكوينهم في المجال، وهو ما مكن الشركة من ضمان 60 من المائة من الرحلات المبرمجة- حسبه.
وأضاف مسؤول الإعلام بالشركة والناطق الرسمي لها أن الإدارة  في تصريح إذاعي له أمس أن الإدارة شكلت خلية أزمة للتكفل بجميع الرحلات المبرمجة، مجددا التنديد بالإضراب الذي يشنه المضيفون منذ ثلاثة أيام والذي وصفه بغير الشرعي لأن الإدارة لم تعلم به إلا بعد الإطلاع على لائحة المطالب التي أصدرتها النقابة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف ذات المتحدث بأنه عقب صدور حكم من محكمة الدار البيضاء أول أمس يقضي بعدم شرعية الإضراب وبوقفه فورا- وهذا بعد الدعوى المستعجلة التي رفعتها إدارة الشركة أمام القضاء الإداري- قامت بعدها الإدارة بالتوقيف التحفظي لـ 82 مضيفا لم يلتحقوا بمواقع عملهم من أصل 1100 مضيف موزعين على 56 طائرة تضمهم الشركة.
وكان مضيفو الجوية الجزائرية قد نظموا صبيحة يوم الاثنين الماضي وقفة احتجاجية وتوقف عن العمل، وأكدوا أن ذلك مسموح به قانونا وأن الوقفة كانت مبرمجة لمدة ثلاث ساعات فقط ، إلا أن إدارة الشركة قررت اللجوء إلى جلب محضر قضائي كي لا تتفاوض مهم حسب تصريح سابق لرئيس النقابة، وهو ما أدى إلى تحول الاحتجاج إلى إضراب.
وتشترط النقابة إلغاء قرارات التوقيف التحفظي للمضيفين المعاقبين قبل مباشرة الحوار مع الإدارة وتوقيف الإضراب، ثم طرح مختلف المطالب المرفوعة للنقاش  ودراستها مع مسؤولي شركة الخطوط الجوية الجزائرية.
 ونشير أن مطالب نقابة عمال الملاحة الجوية لا تتلخص في رفع الأجور والجانب المادي- حسب مسؤول النقابة- إنما في مطالب مهنية واجتماعية على غرار تحسين ظروف العمل وأنسنته، وتخفيف برامج الرحلات ومطابقته للمعايير المعمول بها دوليا لأن البرنامج الحالي المكثف قد أرهقهم.
 كما قال نقابيون أمس أنهم اقترحوا على إدارة الشركة مجموعة من الحلول وأن وسيطا قام بمساعي حميدة بينهم أول أمس الثلاثاء من أجل عقد لقاء مباشر بين الطرفين لكنهم تفاجأوا بإلغائه في آخر لحظة.
ونشير فقط أن القبضة الحديدية الواقعة حاليا بين المضيفين وإدارة الجوية الجزائرية قد خلفت فوضى في المطارات خاصة مطار هواري بومدين الدولي وتذمرا  وسخطا كبيرين بين المسافرين الذين تأجلت وألغيت رحلاتهم تماما، وقد قضى البعض منهم أكثر من يوم كامل داخل أروقة المطار في انتظار إيجاد حل لهذه المعضلة.
إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى