كشف رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي المشروبات علي حماني أمس عن تسجيل ارتفاع ملحوظ في استهلاك المياه المعدنية بنسبة 30 بالمائة منذ بدء انتشار فيروس كورونا، بسبب لجوء الأسر إلى اقتناء هذه المادة بكميات كبيرة وتخزينها، مما دفع بالمنتجين إلى مضاعفة الإنتاج وإغراق السوق لمنع المضاربة.
أكد علي حماني في تصريح «للنصر» ارتفاع الطلب على المياه المعدنية منذ بدء أزمة انتشار فيروس كورونا، وإقرار التدابير الوقائية لمنع توسع العدوى، حيث لجأت الأسر إلى اقتناء عبوات المياه المعدنية بكميات مضاعفة وتخزينها، مما دفع بالمنتجين إلى مضاعفة وتيرة العمل والزيادة في الكميات المنتجة يوميا بنسبة 30 بالمائة، لتلبية الاحتياجات وإغراق السوق بهذه المادة ومنع المضاربة.
وكشف رئيس جمعية منتجي المشروبات عن لجوء بعض الوحدات إلى العمل بالنظام التناوبي والاستعانة بثلاثة فرق إنتاجية بدل فرقتين، لتغطية الطلب المتزايد على المياه المعدنية، الراجع أساسا حسب المصدر إلى حرص عديد المستهلكين على تناول هذه المياه كإجراء وقائي بدل المياه العادية لا سيما المرضى، مفسرا أيضا الزيادة في الإنتاج بالعمل التضامني الذي باشره جل المنتجين بتوزيع كميات معتبرة من المياه المعدنية على المستشفيات والوحدات الصحية والمراكز الأمنية وغيرها من المصالح التي تم تسخيرها خلال هذه المرحلة الحساسة للمساهمة في مكافحة انتشار العدوى على نطاق واسع.
 وسجل المتحدث في المقابل تراجعا محسوسا في استهلاك المشروبات الغازية والعصائر بنسبة 40 بالمائة منذ  بدء أزمة انتشار فيرو كورونا في الجزائر، وأوعز السيد علي حماني الظاهرة إلى تغير أولويات جل الأسر بتخصيص جزء هام من ميزانيتها لاقتناء المواد الغذائية الأّساسية، كالزيت والسكر والسميد والحبوب، قائلا إنه من غير المعقول أن يقبل المستهلك على شراء العصائر والمشروبات على حساب باقي الاحتياجات الأساسية، لا سيما في ظل تراجع مداخيل العديد من أرباب الأسر، خاصة العمال اليوميين، بسبب توقف الأنشطة الاقتصادية والتجارية جراء ظروف الحجر الصحي، مما أحال الكثير منهم على بطالة إجبارية.ونفى السيد حماني تأثير وضعية السوق الحالية على توزيع ووفرة المياه المعدنية، بفضل اعتماد المنتجين على استراتيجية إغراق السوق بكميات زائدة من الإنتاج للحفاظ على استقرار الأسعار، قائلا إن الأولوية بالنسبة للوحدات الإنتاجية اليوم هي ضمان الوفرة، والمساهمة بقوة في العمل التضامني الذي تقوده جهات عدة لتجاوز هذه المحنة، رغم تأثر رقم أعمال الشركات المنتجة بسبب تسخير جزء هام من الإنتاج للعمل الخيري.
كما تحدث المصدر عن تسجيل ارتفاع طفيف في إنتاج حليب الأكياس من قبل الوحدات الخاصة بهدف تحقيق الوفرة، وطمأنة المستهلكين باستقرار العرض رغم ظروف الحجر الصحي، وفي هذا السياق أشاد السيد علي حماني بالدور الهام الذي قامت به وزارة التجارة من خلال تسهيل عمل الناقلين المكلفين بتوزيع المشروبات خاصة المياه المعدنية والحليب، عن طريق تدخل مباشر من قبل وزير التجارة كمال رزيق لمعالجة بعض الإشكالات البيروقراطية التي تمت مواجهتها عند بداية إقرار حظر التجوال، مما حال دون توزيع هذه المواد وإيصالها إلى عديد المناطق.
كما استبعد المصدر لجوء المنتجين إلى مراجعة الأسعار في ظل هذه الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد، رغم أن هذا المطلب تمت إثارته سابقا بسبب تراجع قيمة الدينار، موضحا بأن كل الملفات العالقة تم تأجيلها إلى غاية استقرار الأوضاع، مقابل الحرص على إغراق السوق بالمشروبات بمختلف أنواعها خلال الشهر الفضيل، مع ضمان عروض خاصة على غرار المواسم الماضية بنفس الأسعار، فضلا عن العمل على مضاعفة إنتاج حليب الأكياس وإيصاله إلى المستهلك، لدعم الملبنات التابعة للقطاع العام التي تضع بدورها برنامجا خاصا في شهر رمضان.      
    لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى