وجه وزير العدل تعليمات إلى النواب العامين لدى المجالس القضائية، لردع المعتدين على مستخدمي السلك الطبي وشبه الطبي ومسيري المؤسسات الصحية، وشدد وزير العدل على ضرورة التعامل مع هذه الظاهرة بالصرامة التي تستدعيها الظروف الصحية التي تمر بها البلاد حاليا، وذلك بتوقيف مرتكبي هذه الأفعال للنظر وتقديمهم وجوبيا أمام وكيل الجمهورية.
مع تزايد حالات الاعتداء الجسدي واللفظي على أفراد السلك الطبي والطواقم الإدارية للمستشفيات، وجه وزير العدل حافظ الأختام تعليمة وزارية إلى السادة النواب العامين لدى المجالس القضائية، تحثهم على التعامل بصرامة مع المعتدين على مستخدمي السلك الطبي وشبه الطبي.
وجاء في التعليمة  «على إثر تفشي ظاهرة الاعتداء على مستخدمي السلك الطبي وشبه الطبي ومسيري المؤسسات الصحية، وَجَّهَ السيد وزير العدل، حافظ الأختام هذا اليوم 14 يوليو 2020 تعليمة إلى السادة النواب العامين لدى المجالس القضائية ترمي من جهة إلى تحسيسهم بخطورة هذه الظاهرة ومن جهة أخرى لدعوتهم إلى التعامل معها بالصرامة التي تستدعيها الظروف الصحية التي تمر بها البلاد حاليا.
وأضافت التعليمة «وفي هذا الإطار تضمنت المذكرة تعليمات بضرورة اللجوء تلقائيا إلى إيقاف الأشخاص الذين يرتكبون مثل هذه الأفعال وإلى اتخاذ في شأنهم إجراءات التوقيف للنظر وتقديمهم وجوبيا أمام وكيل الجمهورية مع تقديم التماسات صارمة سواء أمام قضاة التحقيق أو أمام جهات الحكم واستئناف الأوامر والأحكام المخالفة لهذه الالتماسات».
تعليمة وزير العدل الموجهة إلى النواب العامين، جاءت بعد سلسلة من الاعتداءات الجسدية التي طالت أفراد السلك الطبي، أخرها محاولة الاعتداء على مدير مستشفى بالبويرة، إضافة إلى تعرض أطباء مكلفين بالمناوبة بمستشفى الثنية إلى اعتداء جسدي. وتشير تقارير إعلامية ومنشورات على صفحات أطباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى تعرض عشرات الأطباء المناوبين، وأفراد السلك الطبي العاملين في المصالح المخصصة لمرضى كورونا  للضرب والشتم، من قبل أفراد من عائلات المرضى ومرافقيهم أو أقارب الأشخاص المتوفين الذين يشتبه في إصابتهم بكورونا، إضافة إلى تعرضهم لحملات تشويه في الآونة الأخيرة، حيث يتم تسريب فيديوهات تسيء إلى الطواقم الطبية على غرار الفيديو الذي بثته قبل أيام إحدى المغنيات بولاية وهران والتي أودعت الحبس المؤقت.
كما سجل مستشفى محمد بوضياف بالبويرة، حادثا كاد أن يتحول إلى مأساة بعدما ألقى مدير المؤسسة العمومية الاستشفائية بنفسه من نافذة مكتبه في الطابق الأول هربا من محاولة اعتداء عليه من طرف أشخاص أرادوا استلام جثة أحد المتوفين مؤخرا قبل صدور نتائج اختبار فيروس كورونا للتثبت من حالته. وأكدت مديرية الصحة لولاية البويرة تسجيل أحداث «مؤسفة ومتكررة» على مستوى مستشفى محمد بوضياف بالبويرة من اعتداءات على الطاقم الطبي والإداري (لفظية وجسدية)، وأشارت إلى الحادثة التي وقعت مساء يوم الاثنين والتي راح ضحيتها هذه المرة مدير المستشفى بوتمر جمال الذي نجا بأعجوبة بعد أن قفز من الطابق الأول من مكتبه بعد أن حاصره بعض المواطنين.
ونددت مديرية الصحة والسكان لولاية البويرة وبشدة بتلك التصرفات غير المسؤولة باستعمال العنف ضد الطواقم الطبية والشبه الطبية والإدارية التي قالت بأنها «تتكرر تقريبا يوميا». وأضافت «إن مثل هذه التصرفات تضعف معنويات عمال الصحة بكل طواقمهم وهم مجندون منذ أكثر من 5 أشهر من اجل المرضى خاصة مرضى العدوى بفيروس كورونا».
وكان الوزير الأول عبد العزيز جراد، قد تطرق خلال الزيارة التي قام بها، الاثنين، إلى ولاية سيدي بلعباس، إلى الفيديو المٌسرّب من المؤسسة العمومية الإستشفائية كويسي بلعيش بسيدي عيسى الذي تم بثه يوم السبت على موقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك” يتضمّن جثّة شخص مٌتوفى مرميّة على الأرض في رواق المٌستشفى.
وقال في هذا الصدد: “لاحظنا في بعض المستشفيات، في المسيلة مثلا، صورا نٌشرت على صفحات موقع الفاسبوك لشخص توفّي أٌخِذ من سريره ورمي في الأرض، لإعطاء صورة تٌشوّه واقع المستشفى وواقع ما يجري في الجزائر”، مشيرا إلى أن ذلك “عملية سياسويّة خطيرة من ناس مٌتطرّفين سيٌعاقبٌون أشدّ العقاب” .
 ع سمير

الرجوع إلى الأعلى